منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
اهلا وشهلا زائرنا الكريم انت لن تقوم بتسجيل عضويتك في المنتدي للسجيل اضغط علي الزر التسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
اهلا وشهلا زائرنا الكريم انت لن تقوم بتسجيل عضويتك في المنتدي للسجيل اضغط علي الزر التسجيل
منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» فوائد قشر الليمون
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالعاشر Emptyالأحد نوفمبر 19, 2023 5:22 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» المرأة الخمسينية والستينية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالعاشر Emptyالسبت نوفمبر 18, 2023 1:58 pm من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» فقد الثقة في العلاقات الانسانية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالعاشر Emptyالسبت نوفمبر 18, 2023 2:30 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» العدل اساس الحكم
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالعاشر Emptyالثلاثاء مايو 09, 2023 6:19 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» صور من التراث الإسكندرية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالعاشر Emptyالثلاثاء مايو 09, 2023 5:59 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» حدوته اسيوطية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالعاشر Emptyالإثنين مايو 08, 2023 3:32 pm من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» الديون المعنوية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالعاشر Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:29 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» عتمة ليل الجهالة
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالعاشر Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:23 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» حديث القلوب
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالعاشر Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:18 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

مكتبة الصور


انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالعاشر Empty
التبادل الاعلاني

انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالعاشر

اذهب الى الأسفل

انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالعاشر Empty انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالعاشر

مُساهمة من طرف elsayed الأحد يونيو 19, 2011 12:09 pm

الفصل السابع والثمانون بعد المائة

ولما قال الكاتب الصالح هذا بكى كما يبكي النوتي إذا رأى سفينته قد تحطمت وقال : كان هوشع لما ذهب ليخدم الله أميرا لسبط نفتالي وكان له من العمر أربع عشرة سنة ، وبعد أن باع إرثه ووهبه الفقراء ذهب ليكون تلميذاً لحجي ، وكان هوشع مشغوفا بالصدقة حتى أنه كلما طلب منه شيء يقول: ( أيها الأخ إن الله منحني هذا لك فاقبله ) ، فلم يبق له لهذا السبب سوى ثوبين فقط أي صدرة من مسح ورداء من جلد ، وكان قد باع كما قلت إرثه وأعطاه للفقراء لأنه بدون هذا لا يجوز لأحد أن يسمى فريسيا ، وكان عند هوشع كتاب موسى وكان يطالعه برغبة شديدة ، فقال له حجي يوما ما : ( من أخذ منك كل مالك ؟ ) ، أجاب : ( كتاب موسى ) ، وحدث أن تلميذ أحد الأنبياء المجاورين أحب أن يذهب إلى أورشليم ولم يكن له رداء ، فلما سمع بتصدق هوشع ذهب ليراه وقال له : ( أيها الأخ إني أريد أن أذهب إلى أورشليم لأقوم بتقديم ذبيحة لإلهنا ولكن ليس لي رداء فلا أدري ماذا أفعل ) ، فلما سمع هوشع قال : ( عفوا أيها الأخ فإني قد ارتكبت خطيئة عظيمة إليك ، لأن الله قد أعطاني رداءا لكي أعطيك إياه فنسيت ، فاقبله الآن وصل إلى الله لأجلي ) ، فصدّق الرجل هذا وقبل رداء هوشع وانصرف ، ولما ذهب هوشع إلى بيت حجي قال حجي : ( من أخذ رداءك ؟ ) أجاب هوشع : ( كتاب موسى ) ، فسّر حجي كثيرا من سماع هذا لأنه أدرك صلاح هوشع ، وحدث أن اللصوص سلبوا فقيرا وتركوه عريانا ، فلما رآه هوشع نزع صدرته وأعطاها للعريان ولم يبق له سوى فرصة صغيرة من جلد الماعز على سوأته ، فلما لم يأت إلى حجي ظن حجي الصالح أن هوشع مريض ، فذهب مع تلميذين ليراه فوجده ملفوفا بأوراق من النخل ، فقال حينئذ حجي : ( قل لي الآن لماذا لم تزرني ؟ ) ، أجاب هوشع : ( إن كتاب موسى قد أخذ صدرتي فخشيت أن آتي إلى هناك بدون صدرة ) ، فأعطاه هناك حجي صدرة أخرى ، وحدث أن شابا رأى هوشع يطالع كتاب موسى فبكى وقال : ( أنا أيضا أود القراءة لو كان لي كتاب ) ، فلما سمع هوشع هذا أعطاه الكتاب قائلا : ( أيها الأخ إن هذا الكتاب لك لأن الله أعطاني إياه لكي أعطيه من يرغب في كتاب باكيا ) ، فصدّقه الرجل وأخذ الكتاب ) .

الفصل الثامن والثمانون بعد المائة

وكان تلميذ لحجي على مقربة من هوشع ، فأراد أن يرى هل كان كتابه مكتوبا صحيحا ، فذهب ليزوره وقال له : ( أيها الأخ خذ كتابك ولننظر هل هو مطابق لكتابي ؟ ) ، فأجاب هوشع : ( لقد أخذ مني ) ، فقـال التلميذ : ( من أخذه منك ؟ ) ، أجاب هوشع : ( كتاب موسى ) ، فلما سمع الآخر هذا ذهب إلى حجي وقال له : ( إن هوشع قد جنّ لأنه يقول أن كتاب موسى قد أخذ منه كتاب موسى ) ، أجاب حجي : ( يا ليتني كنت مجنونا مثله وكان كل المجانين نظير هوشع ) ، وشن لصوص سوريا الغارة على أرض اليهودية ، فأسروا ابن أرملة فقيرة كانت تسكن على مقربة من جبل الكرمل حيث كان الأنبياء والفريسيون يقيمون ، فاتفق حينئذ أن هوشع كان ذاهبا ليقطع حطبا فالتقى بالمرأة وهي باكية ، فشرع من ثم يبكي حالا ، لأنه كان متى رأى ضاحكا ضحك ومتى رأى باكيا بكى ، فسأل حينئذ هوشع المرأة عن سبب بكائها فأخبرته بكل شيء ، فقال حينئذ هوشع : ( تعالي أيتها الأخت لأن الله يريد أن يعطيك ابنك ) ، فذهبا كلاهما إلى جرون حيث باع هوشع نفسه وأعطى النقود للأرملة التي لم تعلم كيف حصل عليها فقبلتها وافتدت ابنها ، والذي اشترى هوشع أخذه إلى أورشليم حيث كان له منزل وهو لا يعرف هوشع ، فلما رأى حجي أنه لا يمكن العثور على هوشع لبث كاسف البال ، فأخبره من ثم ملاك الله كيف أنه قد أخذ عبدا إلى أورشليم ، فلما علم هذا حجي الصالح بكى لبعاد هوشع كما تبكي الأم لبعاد ابنها ، وبعد أن دعا تلميذين ذهب إلى أورشليم ، فصادف بمشيئة الله عند مدخل المدينة هوشع وكان محملا خبزا ليأخذه إلى الفعلة في كرم سيده ، فلما استبانه حجي قال : ( يا بني كيف هجرت أباك الشيخ الذي ينشدك نائحا ؟ ) ، أجـاب هوشع : ( يا أبتاه لقد شريت ) ، فقال حينئذ حجي بحنق : ( من هو ذلك الرديء الذي باعك ؟ ) ، فأجاب هوشع : (غُفر لك يا أبتاه لأن الذي باعني صالح بحيث لو لم يكن في العالم لما صار أحد طاهرا ) ، فقال حجي : ( فمن هو إذا ) ، أجاب هوشع : ( إنه كتاب موسى يا أبتاه ) ، فوقف حينئذ حجي الصالح كمن فقد عقله وقال : ( ليت كتاب موسى يبيعني أنا أيضا مع أولادي كما باعك ! ) ، وذهب حجي مع هوشع إلى بيت سيده الذي قال لما رأى حجي : ( تبارك إلهنا الذي أرسل نبيه إلى بيتي ) وأسرع ليقبل يده ، فقال حينئذ حجي : ( قبل أيها الأخ يد عبدك الذي ابتعته لأنه خير مني ) ، وأخبره بكل ما جرى ، فمن ثم أعتق السيد هوشع [ ثم قال الكاتب ، وهذا كل ما تبتغي أيها المعلم .


الفصل التاسع والثمانون بعد المائة

فقال حينئذ يسوع : إن هذا لصدق لأن الله قد أكده لي ، ولتقف الشمس ولا تتحرك برهة اثنتي عشر ساعة ! لكي يؤمن كل أحد أن هذا صدق ، وهكذا حدث فأفضى إلى هلع أورشليم واليهودية كلها ، وقال يسوع للكاتب : ماذا عساك أن تطلب مني أيها الأخ وعندك مثل هذه المعرفة ، لعمر الله إن في هذا كفاية لخلاص الإنسان لأن اتضاع حجي وتصدق هوشع يكملان العمل بالشريعة برمتها و( كتب ) الأنبياء برمتها ، قل لي أيها الأخ أخَطر في بالك لما أتيت لتسألني في الهيكل أن الله قد بعثني لأبيد الشريعة والأنبياء ؟ ، من المؤكد أن الله لا يفعل هذا لأنه غير متغير ، فإن ما فرضه الله طريقا لخلاص الإنسان هو ما أمر الأنبياء بالقول به ، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته لو لم يفسد كتاب موسى مع كتاب أبينا داود بالتقاليد البشرية للفريسيين الكذبة والفقهاء لما أعطاني الله كلمته ، ولكن لماذا أتكلم عن كتاب موسى وكتاب داود ؟ ، فقد فسدت كل نبوة حتى أنه لا يطلب اليوم شيء لأن الله أمر به بل ينظر الناس إذا كان الفقهاء يقولون به والفريسيون يحفظونه كأن الله على ضلال والبشر لا يضلون ، فويل لهذا الجيل الكافر لأنهم سيحملون تبعة دم كل نبي وصدّيق مع دم زكريا بن برخيا الذي قتلوه بين الهيكل والمذبح ، أي نبي لم يضطهدوه ؟ ، أي صدّيق تركوه يموت حتف أنفه ؟ ، لم يكادوا يتركوا واحدا ، وهم يطلبون الآن أن يقتلوني ، يفاخرون بأنهم أبناء إبراهيم وأن لهم الهيكل الجميل ملكا ، لعمر الله إنهم أولاد الشيطان فلذلك ينفذون إرادته ، ولذلك سيتهدم الهيكل مع المدينة المقدسة تهدما لا يبقى معه حجر على حجر من الهيكل .
الفصل التسعون بعد المائة

قل لي أيها الأخ وأنت الفقيه المتضلع من الشريعة بأي ضُرِب موعد مسيا لأبينا إبراهيم ؟ أبإسحاق أم بإسماعيل ؟ ، أجاب الكاتب : يا معلم أخشى أن أخبرك عن هذا بسبب عقاب الموت ، حينئذ قال يسوع : إني آسف أيها الأخ أني أتيت لآكل خبزا في بيتك لأنك تحب هذه الحياة الحاضرة أكثر من الله خالقك ، ولهذا السبب تخشى أن تخسر حياتك ولكن لا تخشى أن تخسر الإيمان والحياة الأبدية التي تضيع متى تكلم اللسان عكس ما يعرف القلب من شريعة الله ، حينئذ بكى الكاتب الصالح وقال : يا معلم لو عرفت كيف أثمر لكنت قد بشرت مرارا كثيرة بما أعرضت عن ذكره لئلا يحصل شغب في الشعب ، أجاب يسوع : يجب عليك أن لا تحترم الشعب ولا العالم كله ولا الأطهار كلهم ولا الملائكة كلهم إذا أغضبوا الله ، فخيـرا أن يهلك ( العالم ) كله من أن تغضب الله خالقك ، ولا تحفظه في الخطيئة ، لأن الخطيئة تهلك ولا تحفظ ، أما الله فقدير على خلق عوالم عدد رمال البحر بل أكثر .

الفصل الحادي والتسعون بعد المائة

حينئذ قال الكاتب : عفوا يا معلم لأني قد أخطأت ، قال يسوع : الله يغفر لك لأنك إليه قد أخطأت ، فقال من ثم الكاتب : لقد رأيت كتيبا قديما مكتوبا بيد موسى ويشوع ( الذي أوقف الشمس كما قد فعلت ) خادمي ونبيي الله ، وهو كتاب موسى الحقيقي ، ففيه مكتوب أن إسماعيل هو أب لمسيا وإسحاق أب لرسول مسيا ، وهكذا يقول الكتاب أن موسى قال : ( أيها الرب إله إسرائيل القدير الرحيم أظهر لعبدك في سناء مجدك ) ، فأراه الله من ثم رسوله على ذراعي إسماعيل وإسماعيل على ذراعي ابراهيم ، ووقف على مقربة من إسماعيل إسحاق وكان على ذراعيه طفل يشير بإصبعه إلى رسول الله قائلا : ( هذا هو الذي لأجله خلق الله كل شيء ) ، فصرخ من ثم موسى بفرح : ( يا إسماعيل إن في ذراعيك العالم كله والجنة ، أذكرني أنا عبد الله لأجد نعمة في نظر الله بسبب ابنك الذي لأجله صنع الله كل شيء ) .

الفصل الثاني والتسعون بعد المائة

لا يوجد في ذلك الكتاب أن الله يأكل لحم المواشي أو الغنم ، لا يوجد في ذلك الكتاب أن الله قد حصر رحمته في إسرائيل فقط ، بل أن الله يرحم كل إنسان يطلب الله خالقه بالحق ، لم أتمكن من قراءة هذا الكتاب كله لأن رئيس الكهنة الذي كنت في مكتبته نهاني قائلا أن ( إسماعيليا قد كتبه ) ، فقال حينئذ يسوع : انظر أن لا تعود أبدا فتحجز الحق لأنه بالإيمان بمسيا سيعطي الله الخلاص للبشر ولن يخلص أحد بدونه ، وأتم هنا يسوع حديثه وبينما كانوا على الطعام إذا بمريم التي بكت عند قدمي يسوع قد دخلت إلى بيت نيقوديموس ( هذا هو اسم الكاتب ) ، ووضعت نفسها باكية عند قدمي يسوع قائلة : يا سيد إن لخادمك الذي بسببك وجد رحمة من الله أختا وأخا منطرحا مريضا في خطر الموت ، أجاب يسوع : أين بيتك ، قولي لي لأني أجيء لأضرع إلى الله لأجل صحته ، أجابت مريم : بيت عنيا هو ( بيت ) أختي وأخي لأن سكني أنا المجدل فأخي في بيت عنيا ، قال يسوع للمرأة اذهبي تواً إلى بيت أخيك وانتظريني هناك لأني أجيء لأشفيه ، ولا تخافي فإنه لا يموت ، فانصرفت المرأة ولما ذهبت إلى بيت عنيا وجدت أخاها قد مات في ذلك اليوم ، فوضعوه في ضريح آبائهم .

الفصل الثالث والتسعون بعد المائة

ولبث يسوع يومين في بيت نيقوديموس ، ومضى في اليوم الثالث إلى بيت عنيا ، ولما قرب من المدينة أرسل أمامه اثنين من تلاميذه ليخبروا مريم بقدومه ، فخرجت مسرعة من المدينة ، ولما وجدت يسوع قالت باكية : لقد قلت يا سيد أن أخي لا يموت وقد صار له الآن أربعة أيام وهو دفين ، يا ليتك جئت قبل أن أدعوك لأنك لو فعلت لما مات ، وأجاب يسوع : إن أخاك ليس بميت بل هو راقد لذلك جئت لأوقظه ، أجابت مريم باكية : يا سيد إنه يستيقظ من هذا الرقاد يوم الدينونة متى نفخ ملاك الله ببوقه ، أجاب يسوع : صدقيني يا مريم أنه سيقوم قبل ذلك اليوم لأن الله قد أعطاني قوة على رقاده ، والحق أقول لك أنه ليس بميت فإن الميت إنما هو من يموت دون أن يجد رحمة من الله ، فرجعت مريم مسرعة لتخبر أختها مرتا (1) بمجيء يسوع ، وكان قد اجتمع عند موت لعازر جم غفير من اليهود من أورشليم وكثيرون من الكتبة والفريسيين .

فلما سمعت مرتا من أختها عن مجيء يسوع قامت على عجل وأسرعت إلى الخارج ، فتبعها جمهور من اليهود والكتبة والفريسيين ليعزّوها لأنهم حسبوا أنها ذاهبة إلى القبر لتبكي أخاها ، فلما بلغت مرتا المكان الذي كان قد كلم فيه يسوع مريم قالت باكية : يا سيد ليتك كنت هنا لأنك لو كنت لم يمت أخي ، ثم وصلت مريم باكية ، فسكب من ثم يسوع العبرات وقال متنهدا : أين وضعتموه ؟ ، أجابوا : تعال وانظر ، فقال الفريسيون فيما بينهم : لماذا سمح هذا الرجل الذي أحيا ابن الأرملة في نايين أن يموت هذا الرجل بعد أن قال أنه لا يموت ؟ ، ولما وصل يسوع القبر حيث كان كل أحد يبكي قال : لا تبكوا لأن لعازر راقد وقد أتيت لأوقظه ، فقال الفريسيون فيما بينهم : ليتك ترقد أنت هذا الرقاد ! ، حينئذ قال يسوع : إن ساعتي لما تأت ، ولكن متى جاءت أرقد كذلك ثم أوقظ سريعا ، ثم قال يسوع أيضا : ارفعوا الحجر عن القبر ، قالت مرتا : يا سيد لقد أنتن لأن له أربعة أيام وهو ميت ، قال يسوع : إذا لماذا جئت إلى هنا يا مرتا ألا تؤمنين بأني أوقظه ؟ ، قالت مرتا : أعلم أنك قدوس الله الذي أرسلك إلى هذا العالم ، ثم رفع يسوع يديه إلى السماء وقال : أيها الرب إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وإله آبائنا ارحم مصاب هاتين المرأتين وأعط مجدا لإسمك المقدس ، ولما أجاب كل واحد : آمين قال يسوع بصوت عال : لعازر هلم خارجا ، فقام على إثر ذلك الميت ، وقال يسوع لتلاميذه : حلّوه ، لأنه كان مربوطا بثياب القبر مع منديل على وجهه كما اعتاد آباؤنا أن يدفنوا ( موتاهم ) ، فآمن بيسوع جم غفير من اليهود وبعض الفريسيين لأن الآية كانت عظيمة ، وانصرف الذين لبثوا بدون إيمان وذهبوا إلى أورشليم وأخبروا رئيس الكهنة بقيامة لعازر وأن كثيرين صاروا ناصريين ، لأنهم هكذا كان يدعون الذين حملوا على التوبة بواسطة كلمة الله التي بشر بها يسوع .


الفصل الرابع والتسعون بعد المائة

فتشاور الكتبة والفريسيون مع رئيس الكهنة ليقتلوا لعازر ، لأن كثيرين رفضوا تقاليدهم وآمنوا بكلمة يسوع لأن آية لعازر كانت عظيمة إذ أن لعازر حدّث الشعب وأكل وشرب ، ولكن لما كان قويا وله أتباع في أورشليم وممتلكا مع أختيه المجدل وبيت عنيا لم يعرفوا ماذا يفعلون ، ودخل يسوع بيت لعازر في بيت عنيا فخدمته مرتا ومريم ، وكانت مريم ذات يوم جالسة عند قدمي يسوع مصغية إلى كلامه ، فقالت مرتا ليسوع : ألا ترى يا سيد أن أختي لا تهتم بك ولا تحضر ما يجب أن تأكله أنت وتلاميذك ؟ ، أجـاب يسوع : مرتا مرتا تبصري في ما يجب أن تفعلي لأن مريم قد اختارت نصيبا لن ينزع منها إلى الأبد ، وجلس يسوع على المائدة مع جم غفير من الذين آمنوا به ، وتكلم قائلا : أيها الإخوة لم يبق لي معكم سوى هنيهة من الزمن لأنه اقترب الزمن الذي يجب فيه أن أنصرف من العالم ، لذلك أذكركم بكلام الله الذي كلم به حزقيال النبي قائلا : ( لعمري أنا إلهكم الأبدي أن النفس التي تخطئ تموت ولكن إذا تاب الخاطئ لا يموت بل يحيا ) ، وعليه فإن الموت الحاضر ليس بموت بل نهاية موت طويل ، كما أن الجسد متى انفصل عن الحس في غيبوبة فليس له ميزة على الميت والمدفون ـ وإن كانت فيه النفس ـ سوى أن المدفون ينتظر الله ليقيمه والفاقد الشعور ينتظر عود الحس ، فانظروا إذاً الحياة الحاضرة التي هي موت إذ لا شعور لها بالله .


الفصل الخامس والتسعون بعد المائة

من يؤمن بي لا يموت أبديا ، لأنهم بواسطة كلمتي يعرفون الله فيهم ولذلك يتممون خلاصهم ، ما الموت سوى عمل تعمله الطبيعة بأمر الله كما لو كان أحد ممسكا عصفورا مربوطا وأمسك الخيط في يده ، فإذا أراد الرأس انفلات العصفور فماذا يفعل ؟ ، من المؤكد أنه بالطبع يأمر اليد بالانفتاح فينفلت العصفور تواً ، إن نفسنا ما لبث الإنسان تحت حماية الله هي كما يقول النبي داود ( كعصفور أفلت من شرك الصياد ) ، وحياتنا كخيط تربط فيه النفس إلى جسد الإنسان وحسه ، فمتى أراد الله وأمر الطبيعة أن تنفتح انتهت الحياة وانفلتت النفس إلى أيدي الملائكة الذين عينهم الله لقبض النفوس ، لذلك لا يجب على الأصدقاء أن يبكوا متى مات صديق لأن إلهنا أراد ذلك ، بل ليبك بدون انقطاع متى أخطأ لأن النفس تموت إذ تنفصل عن الله ( وهو ) الحياة الحقيقية ، فإذا كان الجسد بدون اتحاده مع النفس مخيفا فإن النفس تكون أشد هولا بدون اتحادها مع الله الذي يجملها ويحييها بنعمته ورحمته ، ولما قال يسوع هذا شكر الله ، فقال حينئذ لعازر : يا سيد هذا البيت لله خالقي مع كل ما أعطي لعهدتي لأجل خدمة الفقراء ، فإذا كنت فقيرا وكان لك عدد كثير من التلاميذ تعال واسكن هنا متى شئت وما شئت ، فإن خادم الله يخدمك كما يجب حبا في الله .



الفصل السادس والتسعون بعد المائة

لما سمع يسوع هذا سُرّ وقال : انظروا الآن ما أطيب الموت ، إن لعازر مات مرة فقط وقد تعلم تعليما لا يعرفه أحكم البشر في العالم الذي شاخوا بين الكتب ، يا ليت كل إنسان يموت مرة فقط ويعود للعالم مثل لعازر ليتعلموا كيف يحيون ، أجاب يوحنا : يا معلم أيؤذن لي أن أتكلم كلمة ؟ ، أجاب يسوع : قل ألفا لأنه كما يجب على الإنسان أن يصرف أمواله في خدمة الله هكذا يجب عليه أن يصرف التعليم ، بل يكون هذا أشد وجوبا عليه لأن للكلمة قوة على أن تحمل نفسا على التوبة على حين أن الأموال لا تقدر أن ترد الحياة للميت ، وعليه فإن من له قدرة على مساعدة فقير ثم لم يساعده حتى مات الفقير جوعا فهو قاتل ، ولكن القاتل الأكبر هو من يقدر بكلمة الله تحويل الخاطئ للتوبة ولم يحوله بل يقف كما يقول الله ككلب أبكم ، ففي مثل هؤلاء يقول الله : ( أيها العبد الخائن منك أطلب نفس الخاطئ الذي يهلك لأنك كتمت كلمتي عنه ) ، فعلى أية حال إذاً يكون الكتبة والفريسيون الذين معهم المفتاح ولا يدخلون بل يمنعون الذين يريدون الدخول في الحياة الأبدية ؟ ، تستأذنِّي يا يوحنا أن تتكلم كلمة وأنت قد أصغيت إلى مائة ألف كلمة من كلامي ، الحق أقول لك أنه يجب عليّ أن أصغي لك عشرة أضعاف ما أصغيت إلي ، وكل من لا يصغي إلى غيره فهو يخطئ كلما تكلم ، لأنه يجب أن نعامل الآخرين بما نرغب فيه لأنفسنا وأن لا نعمل للآخرين مالا نود وصوله إلينا ، حينئذ قال يوحنا : يا معلم لماذا لم ينعم الله على الناس بأن يموتوا مرة ثم يرجعوا كما فعل لعازر ليتعلموا أن يعرفوا أنفسهم وخالقهم ؟ .

الفصل السابع والتسعون بعد المائة

أجاب يسوع : ما قولك يا يوحنا في رب بيت أعطى أحد خدمه فأسا صحيحة ليقطع غابة حجبت منظر بيته ، ولكن الفاعل نسي الفأس وقـال : ( لو أعطاني السيد فأسا قديمة لقطعت الغابة بسهولة ) ، قل لي يا يوحنا ماذا قال السيد ؟ ، حقا إنه حنق وأخذ الفأس القديمة وضربه على الرأس قـائلا : ( أيها الغبي الخبيث لقد أعطيتك فأسا تقطع بها الغابة بدون كد ، أفتطلب الآن هذا الفأس التي يضطر معها المرء إلى كد عظيم وكل ما يقطع بها يذهب سدى ولا ينفع لشيء ؟ ، إني أريد أن تقطع الخشب على طريقة يكون معها عملك حسنا ) ، أليس هذا بصحيح ؟ ، أجاب يوحنا : إنه لصحيح كل الصحة ، حينئذ قال يسوع : يقول الله ( لعمري أنا الأبدي أني أعطيت فأسا جيد لكل إنسان وهي منظر دفن الميت ، فمن استعمل هذه الفأس جيدا أزالوا غابة الخطيئة من قلوبهم بدون ألم ، فهم لذلك ينالون نعمتي ورحمتي وأجزيهم الحياة الأبدية بأعمالهم الصالحة ، ولكن من ينسى أنه فان مع أنه يرى المرة بعد المرة غيره يموت فيقول : ( لو أتيح لي رؤية الحياة الأخرى لعملت أعمال صالحة ) فإن غضبي يحل عليه ولأضربنه بالموت حتى لا ينال خيرا فيما بعد ) ، ثم قال يسوع : يا يوحنا ما أعظم مزية من يتعلم من سقوط الآخرين كيف يقف على رجليه .


الفصل الثامن والتسعون بعد المائة

حينئذ قال لعازر : يا معلم الحق أقول لك أني لا أقدر أن أدرك العقوبة التي يستحقها من يرى المرة بعد المرة الموتى تحمل إلى القبر ولا يخاف الله خالقنا ، فإن مثل هذا لأجل الأشياء العالمية التي يجب عليه تركها بالمرة يغضب خالقه الذي منحه كل شيء ، فقال حينئذ يسوع لتلاميذه : تدعونني معلما وتعملون حسنا لأن الله يعلمكم بلساني ، ولكن كيف تدعون لعازر ؟ ، حقا إنه هنا لمعلم كل المعلمين الذين يبثون تعليما في هذا العالم ، نعم إنني علمتكم كيف يجب أن تعيشوا حسنا ، وأما لعازر فيعلمكم كيف تموتون حسنا ، لعمر الله أنه نال موهبة النبوة فأصغوا إذاً لكلامه الذي هو حق ويجب أن تكونوا أشد إصغاء إليه بالأحرى لأن المعيشة الجيدة عبث إذا مات الإنسان ميتة رديئة ، قال لعازر : يا معلم أشكر لك أنك تجعل الحق يقدر قدره لذلك يعطيك الله أجرا عظيما ، حينئذ قال الذي يكتب هذا : يا معلم كيف يقول لعازر الحق بقوله لك ( ستنال أجرا ) مع أنك قلت لنيقوديموس إن الإنسان لا يستحق شيئا سوى العقوبة ؟ ، أفيقاصك الله إذا ؟ ، أجاب يسوع : عساني أن أنال من الله قصاصا في هذا العالم لأني لم أخدمه بإخلاص كما كان يجب علي أن أفعل ، ولكن الله أحبني برحمته حتى أن كل عقوبة رفعت عني بحيث أني أعذب في شخص آخر ، فإني كنت أهلا للقصاص لأن البشر دعوني إلها ، ولكن لما كنت قد اعترفت لا بأني لست إلها ، فقط كما هو الحق بل قد اعترفت أيضا أني لست مسيا فقد رفع الله لذلك العقوبة عني ، وسيجعل شريرا يكابدها بإسمي حتى لا يبقى منها لي سوى العار ، لذلك أقول لك يا برناباي أنه متى تكلم إنسان عما سيهبه الله لقريبه فليقل أن قريبه يستأهله ، ولكن لينظر متى تكلم عما سيعطيه الله إياه أن يقول : إن الله سيهب لي ، ولينظر جيدا أن لا يقول ( إني استأهل ) ، لأن الله يسر أن يمنح رحمته لعبيده متى اعترفوا أنهم يستأهلون الجحيم لأجل خطاياهم .

الفصل التاسع والتسعون بعد المائة

إن الله لغني برحمته حتى أن دمعة واحدة ممن ينوح لإغضابه الله تطفئ الجحيم كله بالرحمة العظيمة التي يمده الله بها على أن مياه ألف بحر ـ لو وجدت ـ لا تكفي لإطفاء شرارة من لهيب الجحيم ، فلذلك يريد الله خذلا للشيطان وإظهارا لجوده هو أن يحسب في حضرة رحمة كل عمل صالح أجرا لعبده المخلص ، ويحب منه أن يقول عن قريبه هكذا ، أما الإنسان في خاصة نفسه فعليه أن يحذر من قول ( لي أجر ) لأنه يدان .

الفصل المائتان

حينئذ التفت يسوع إلى لعازر وقال : يجب علي أيها الأخ أن أمكث في العالم هنيهة ، فمتى كنت على مقربة من بيتك لا أذهب إلى محل آخر قط لأنك تخدمني لا حبا فيّ بل حبا في الله ، وكان فصح اليهود قريبا لذلك قال يسوع لتلاميذه : لنذهب إلى أورشليم لنأكل حمل الفصح ، وأرسل بطرس ويوحنا إلى المدينة قائلا : تجدان أتانا بجانب باب المدينة مع جحش ، فحلاها وأتيا بها إلى هنا لأنه يجب أن أركبها إلى أورشليم ، فإذا سألكما أحد قـائلا : ( لماذا تحلانها ؟ ) فقولا لهم : المعلم محتاج إليها ، فيسمحان لكما بإحضارها ، فذهب التلميذان فوجدا كل ما قال لهما يسوع عنه ، فأحضرا الأتان والجحش ، فوضع التلميذان رداءيهما على الجحش وركب يسوع ، وحدث أنه لما سمع أهل أورشليم أن يسوع الناصري آت فرح الناس مع أطفـالهم متشوقين لرؤية يسوع ، حاملين في أيديهم أغصـان النخل والزيتون مرنميـن ( تبـارك الآتي النبأ بإسم الله مرحبا بإبن داود ) ، فلما بلغ يسوع المدينة فرش الناس ثيابهم تحت أرجل الأتان مرنمين : ( تبارك الآتي النبأ بإسم الرب الإله مرحبا بابن داود ) ، فوبخ الفريسيون يسوع قائلين : ألا ترى ما يقول هؤلاء ؟ مُرهم أن يسكتوا ، حينئذ قال يسوع : لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته لو سكت هؤلاء لصرخت الحجارة بكفر الأشرار الأردياء ، ولما قال يسوع هذا صرخت حجارة أورشليم كلها بصوت عظيم : تبارك الآتي إلينا بإسم الرب الإله ، ومع ذلك أصر الفريسيون على عدم إيمانهم ، وبعد أن التأموا ائتمروا ليتسقطوه بكلامه .

الفصل الأول بعد المائتين

وبعد أن دخل يسوع الهيكل أحضر إليه الكتبة والفريسيون امرأة أخذت في زنى ، وقالوا فيما بينهم : إذا خلصها فذلك مضاد لشريعة موسى فيكون عندنا مذنبا وإذا دانها فذلك مضاد لتعليمه لأنه يبشر الرحمة ، فتقدموا إلى يسوع وقالوا : يا معلم لقد وجدنا هذه المرأة وهي تزني ، وقد أمر موسى أن ( مثل هذه ) ترجم ، فماذا تقول أنت ؟ ، فانحنى من ثم يسوع وصنع بإصبعه مرآة على الأرض رأى فيها كل إثمه ، ولما ظلوا يلحون بالجواب انتصب يسوع وقال مشيرا بإصبعه إلى المرآة : من كان منكم بلا خطيئة فليكن أول راجم لها ، ثم عاد فانحنى مقلبا المرآة ، فلما رأى القوم هذا خرجوا واحدا فواحدا مبتدئين من الشيوخ لأنهم خجلوا أن يروا رجسهم ، ولما انتصب يسوع ولم ير أحدا سوى المرأة قال : أيتها المرأة أين الذين دانوك ؟ ، فأجابت المرأة باكية : يا سيد قد انصرفوا فإذا صفحت عني فإني لعمر الله لا أخطئ فيما بعد ، حينئذ قال يسوع : تبارك الله ، اذهبي في طريقك بسلام ولا تخطئي فيما بعد لأن الله لم يرسلني لأدينك ، حينئذ اجتمع الكتبة والفريسيون فقال لهم يسوع : قولوا لي لو كان لأحدكم مائة خروف وأضاع واحدا منها ألا ينشده تاركا التسعة والتسعين ؟ ، ومتى وجدته ألا تضعه على منكبيك ، وبعد أن تدعو الجيران تقول لهم : ( افرحوا معي لأني وجدت الخروف الذي فقدته ) ، حقا إنك تفعل هكذا ، ألا قولوا لي أيحب الله الإنسان أقل من ذلك وهو لأجله قد خلق العالم ؟ ، لعمر الله هكذا يكون فرح في حضرة ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب لأن الخطاة يظهرون رحمة الله .

الفصل الثاني بعد المائتين

قولوا لي من هو أشد حبا للطبيب أألذين لم يمرضوا مطلقا أم الذين شفاهم الطبيب من أمراض خطرة ؟ ، قال له الفريسيون : وكيف يحب الصحيح الطبيب ؟ حقا إنما يحبه لأنه ليس بمريض ولما لم تكن له معرفة بالمرض لا يحب الطبيب إلا قليلا ، حينئذ تكلم يسوع بحدة الروح قائلا : لعمر الله أن لسانكم يدين كبرياءكم ، لأن الخاطئ التائب يحب إلهنا أكثر من البار لأنه يعرف رحمة الله العظيمة له ، لأنه ليس للبار معرفة برحمة الله ، لذلك يكون الفرح عند ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارا ، أين الأبرار في زمننا ؟ ، لعمر الله الذي تقف نفسي بحضرته أن عدد الأبرار غير الأبرار لعظيم ، لأن حالهم شبيهة بحال الشيطان ، أجاب الكتبة والفريسيون : إننا خطاة لذلك يرحمنا الله ، وهم إنما قالوا هذه ليجربوه ، لأن الكتبة والفريسيون يحسبون أكبر إهانة أن يدعوا خطاة ، فقال حينئذ يسوع : إني أخشى أن تكونوا أبرارا غير أبرار ، فإنكم إذا كنتم قد أخطأتم وتنكرون خطيئتكم داعين أنفسكم أبرارا فأنتم غير أبرار ، وإذا كنتم تحسبون أنفسكم في قلوبكم أبرارا وتقولون بلسانكم أنكم خطاة فتكونون إذا أبرارا غير أبرار مرتين ، فلما سمع الكتبة والفريسيون هذا تحيروا وانصرفوا تاركين يسوع وتلاميذه في سلام فذهبوا إلى بيت سمعان الأبرص الذي كان أبرأه من البرص ، فجمع الأهلون المرضى إلى بيت سمعان وضرعوا إلى يسوع لإبراء المرضى ، حينئذ قال يسوع وهو عالم أن ساعته قد اقتربت : ادعوا المرضى ما بلغوا لأن الله رحيم وقادر على شفائهم ، أجابوا : لا نعلم أنه يوجد مرضى آخرون هنا في أورشليم ، أجاب يسوع باكيا : يا أورشليم يا إسرائيل إني أبكي عليك لأنك لا تعرفين ( يوم ) حسابك ، فإني أحببت أن أضمك إلى محبة الله خالقك كما تضم الدجاجة فراخها تحت جناحيها فلم تريدي ، لذلك يقول الله لك هكذا .

الفصل الثالث بعد المائتين

( أيتها المدينة القاسية القلب المرتكسة العقل لقد أرسلت إليك عبدي لكي يحولك إلى قلبك فتتوبين ، ولكنك يا مدينة البلبلة قد نسيت كل ما أنزلت بمصر وبفرعون حبا فيك يا إسرائيل ، ستبكين مرارا عديدة ليبرئ عبدي جسمك من المرض وأنت تطلبين أن تقتلي عبدي لأنه يطلب أن يشفي نفسك من الخطيئة ، أتبقين إذاً وحدك دون عقوبة مني ؟ ، أتعيشين إذاً إلى الأبد ، أو ينقذك كبرياؤك من يدي ؟ ، لا البتة ، لأني سأحمل عليك بأمراء وجيش ، فيحيطون بك بقوة ، وسأسلمك إلى أيديهم على كيفية تهبط بها كبرياؤك إلى الجحيم ، لا أصفح عن الشيوخ ولا الأرامل ، لا أصفح عن الأطفال ، بل أسلمكم جميعا للجوع والسيف والسخرية ، والهيكل الذي كنت أنظر إليه برحمة إياه أدمر مع المدينة ، حتى تصيروا رواية وسخرية ومثلا بين الأمم ، وهكذا يحل غضبي عليك وحنقي لا يهجع ) .

الفصل الرابع بعد المائتين

وبعد أن قال يسوع هذا عاد فقال : ألا تعلمون أنه يوجد مرضى آخرون ؟ ، لعمر الله أن أصحاء النفس في أورشليم لأقل من مرضى الجسد ، ولكي تعرفوا الحق أقول لكم : أيها المرضى لينصرف بإسم الله مرضكم عنكم ، ولما قال هذا شفوا حالا ، وبكى القوم لما سمعوا عن غضب الله على أورشليم وضرعوا لأجل الرحمة ، فقال حينئذ يسوع : يقول الله ( إذا بكت أورشليم على خطاياها وجاهدت نفسها سائرة في طريقي فلا أذكر آثامها فيما بعد ولا ألحق بها شيئا من البلية التي ذكرتها ، ولكن أورشليم تبكي على دمارها لا على إهانتها لي التي بها جدفت على اسمي بين الأمم ، لذلك زاد حنقي احتداما ، لعمري أنا الأبدي لو صلى لأجل هذا الشعب أيوب إبراهيم وصموئيل وداود ودانيال وموسى عبيدي لا يسكن غضبي على أورشليم ) ، وبعد أن قال يسوع هذا دخل البيت وظل كل أحد خائفا .

الفصل الخامس بعد المائتين

وبينما كان يسوع على العشاء مع تلاميذه في بيت سمعان الأبرص إذا بمريم أخت لعازر قد دخلت البيت ، ثم كسرت إناءا وسكبت الطيب على رأس يسوع وثوبه ، فلما رأى هذا يهوذا الخائن أراد أن يمنع مريم من القيام بعمل كهذا قائلا : اذهبي وبيعي الطيب وأحضري النقود لكي أعطيها للفقراء ، قال يسوع : لماذا تمنعها ؟ دعها فإن الفقراء معكم دائما أما أنا فلست معكم دائما ، أجاب يهوذا : يا معلم كان يمكن أن يباع هذا الطيب بثلاث مائة قطعة من النقود ، فانظر إذاً كم فقير يمكن مساعدته به ، أجاب يسوع : يا يهوذا إني لعارف قلبك فاصبر إعطك الكل ، فأكل كل أحد بخوف ، وحزن التلاميذ لأنهم عرفوا أن يسوع سينصرف عنهم قريبا ، ولكن يهوذا حنق لأنه علم أنه خاسر ثلاثين قطعة من النقود لأجل الطيب الذي لم يبع ، لأنه كان يختلس العشر من كل ما كان يعطى ليسوع ، فذهب ليرى رئيس الكهنة الذي كان مجتمعا في مجلس مشورة من الكهنة والكتبة والفريسيين ، فكلمهم يهوذا قائلا : ماذا تعطوني وأنا أسلم إلى أيديكم يسوع الذي يريد أن يجعل نفسه ملكا على إسرائيل ؟ ، أجابوا : ألا كيف تسلمه إلى يدنا ، أجاب يهوذا : متى علمت أنه يذهب إلى خارج المدينة ليصلي أخبركم وأدلكم على الموضع الذي يوجد فيه ، لأنه لا يمكن القبض عليه في المدينة بدون فتنة ، أجاب رئيس الكهنة : إذا سلمته ليدنا نعطيك ثلاثين قطعة من الذهب وسترى كيف أعاملك بالحسنى .


elsayed
elsayed
عضو مجتهد
عضو مجتهد

عدد المساهمات : 20
نقاط : 68
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/04/2011
العمر : 37
الموقع : المحله الكبرى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى