منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
اهلا وشهلا زائرنا الكريم انت لن تقوم بتسجيل عضويتك في المنتدي للسجيل اضغط علي الزر التسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
اهلا وشهلا زائرنا الكريم انت لن تقوم بتسجيل عضويتك في المنتدي للسجيل اضغط علي الزر التسجيل
منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» فوائد قشر الليمون
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالثامن Emptyالأحد نوفمبر 19, 2023 5:22 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» المرأة الخمسينية والستينية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالثامن Emptyالسبت نوفمبر 18, 2023 1:58 pm من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» فقد الثقة في العلاقات الانسانية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالثامن Emptyالسبت نوفمبر 18, 2023 2:30 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» العدل اساس الحكم
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالثامن Emptyالثلاثاء مايو 09, 2023 6:19 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» صور من التراث الإسكندرية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالثامن Emptyالثلاثاء مايو 09, 2023 5:59 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» حدوته اسيوطية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالثامن Emptyالإثنين مايو 08, 2023 3:32 pm من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» الديون المعنوية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالثامن Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:29 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» عتمة ليل الجهالة
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالثامن Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:23 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» حديث القلوب
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالثامن Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:18 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

مكتبة الصور


انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالثامن Empty
التبادل الاعلاني

انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالثامن

اذهب الى الأسفل

انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالثامن Empty انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزءالثامن

مُساهمة من طرف elsayed الأحد يونيو 19, 2011 12:06 pm

الفصل الأربعون بعد المائة

صدقوني أيها القوم أني جئت إلى العالم بامتياز لم يعط إلى بشر حتى أنه لم يعط لرسول الله لأن إلهنا لم يخلق الإنسان ليبقيه في العالم بل ليضعه في الجنة ، ومن المحقق أن من لا أمل له أن ينال شيئا من الرومانيين لأنهم من شريعة غريبة عنه لا يريد أن يترك وطنه وكل ما عنده ويذهب ليتوطن رومية على أن لا يعود ، ويكون ميله إلى ذلك أقل جدا إذا هو أغاظ قيصر ، فالحق أقول لكم أنه هكذا يكون وسليمان نبي الله يصرح معي : ( ما أمر ذكراك أيها الموت للذين يتنعمون في ثروتهم )، إني لا أقول هذا لأن علي أن أموت الآن ، وإني عالم باني سأحيا إلى نحو منتهى العالم ، ولكن أكلمكم بهذا لكي تتعلموا كيف تموتون ، لعمر الله إذا أسيء عمل شيء ولو مرة دل على أنه لابد من التمرن عليه إذا أريد اتقانه ، أرأيتم كيف تتمرن الجنود في زمن السلم بعضهم مع بعض كأنهم يتحاربون ؟ ، وكيف يتاح لمن يتعلم كيف يحسن الموت أن يموت ميتة صالحة ، قال النبي داود : ( ثمين في نظر الرب موت الطاهرين ) ، أتدرون لماذا ؟، إني أفيدكم ، إنه لما كانت الأشياء النادرة ثمينة وكان موت الذين يحسنون الموت نادرا كان ثمينا في نظر الله خالقنا ، فمن المؤكد أنه متى شرع المرء في أمر لا يريد أن ينجزه فقط ولكنه يكدح حتى يكون لغرضه نتيجة حسنة ، يا لك من رجل شقي يفضل سراويلاته على نفسه ، لأنه عندما يفصل القماش يقيسه جيدا قبل تفصيله ومتى فصله خاطه بإعتناء ، أما حياته التي ولدت لتموت ـ إذ لا يموت إلا من يولد ـ فلماذا لا يقيسها الإنسان بالموت ؟ ، أرأيتم البنائين كيف لا يضعون حجرا إلا والأساس نصب عيونهم فيقيسونه ليروا إذا كان مستقيما لكيلا يسقط الجدار ؟ ، يا له من رجل تعيس لأن بنيان حياته سيتهدم شر تهدم لأنه لا ينظر إلى أساس الموت .

الفصل الحادي والأربعون بعد المائة

قولوا لي كيف يولد الإنسان متى ولد ؟ ، حقا إنه ولد عريانا ، وأي جدوى متى وسِّد ميتا تحت الثرى ؟ ، ليس سوى خرقة يلف بها وهذا هو الجزاء الذي يعطيه إياه العالم ، فإذا كان يجب في كل عمل أن تكون الوسيلة على نسبة البداية والنهاية ليمكن إيصال العمل إلى نهاية حسنة فما عسى أن تكون نهاية الإنسان الذي يشتهي الثروة العالمية ؟ ، إنه ليموت كما يقول داود نبي الله : ( إن الخاطئ ليموتن شر ميتة ) ، إذا حاول خياط أن يدخل جذوعا في سم إبرة بدلا من خيط فما يكون مصير عمله ، إنه ليحاول عبثا وجيرانه يزدرون به ، فالإنسان لا يرى أنه فاعل هذا على الدوام وهو يجمع الخيرات الأرضية ، لأن الموت هو الإبرة التي لا يمكن إدخال جذوع الخيرات الأرضية في سمها ، ومع ذلك فهو بجنونه يحاول على الدوام أن يفلح في عمله ولكن عبثا ، ومن لا يصدق هذا في كلامي فليتفرس في القبور لأنه هناك يجد الحق ، فمتى أراد أن يبرز في الحكمة على من سواه في خوف فليطالع كتاب القبر ، لأنه هناك يجد التعليم الحقيقي لخلاصه ، فإنه متى رأى أن جسد الإنسان يحفظ ليكون طعاما للديدان تعلَّم أن يحذر العالم والجسد والحس ، قولوا لي إذا كان هناك طريق على حال يكون إذا سار معها المرء في الوسط سار آمنا فإذا سار على الجانبين شج رأسه ، فماذا تقولون إذا رأيتم الناس يختصمون ويتبارون ليكونوا أقرب إلى الجانب ويقتلوا أنفسهم ؟ ، ما أشد ما يكون عجبكم ! حقا إنكم تقولون : إنهم لمعتوهون ومجانين وإنهم إذا لم يكونوا مجانين فإنما هم بائسون ، أجاب التلاميذ : إن ذلك لصحيح ، حينئذ بكى يسوع وقال : إن عشاق العالم إنما هم لكذلك ، لأنهم لو عاشوا بحسب العقل الذي اتخذ موضعا متوسطا في الإنسان لإتبعوا شريعة الله وخلصوا من الموت الأبدي ، ولكنهم جنُّوا وأصبحوا أعداءا عتاة لأنفسهم لأنهم يتبعون الجسد والعالم مجتهدين في أن يعيش كل منهم أشد غطرسة وفجورا من الآخر .

الفصل الثاني والأربعون بعد المائة

لما رأى يهوذا الخائن أن يسوع قد هرب يئس من أن يصير عظيما في العالم ، لأنه كان يحمل كيس يسوع حيث كان يحفظ فيه كل ما كان يعطى له حبا في الله ، فهو قد رجا أن يصير يسوع ملكا على إسرائيل وأنه هو نفسه يصبح رجلا عزيزا ، فلما فقد هذا الرجاء قال في نفسه : لو كان هذا الرجل نبيا لعرف أني أختلس نقوده ولكان حنق وطردني من خدمته إذ يعلم أني لا أؤمن به ، ولو كان حكيما لما هرب من المجد الذي يريد الله أن يعطيه إياه ، فالأجدر بي إذاً أن أتفق مع رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين ونرى كيف أسلمه إلى أيديهم فبهذا أتمكن من تحصيل شيء من النفع ، فبعد أن عقد النية أخبر الكتبة والفريسيين عما حدث في نايين ، فتشاوروا مع رئيس الكهنة قائلين : ( ماذا نفعل لو صار هذا الرجل ملكا ؟ ، حقا إن ذلك يكون وبالا علينا فإنه يريد أن يصلح عبادة الله على حسب السنة القديمة ، لأنه لا يقدر أن يبطل تقاليدنا ، فكيف يكون مصيرنا تحت سلطان رجل هكذا ؟ ، حقا إننا نهلك نحن وأولادنا لأننا إذا طردنا من وظيفتنا اضطررنا أن نستعطي خبزنا ، أما الآن فالحمد لله لنا ملك ووال أجنبيان عن شريعتنا ولا يباليان بشريعتنا كما لا نبالي نحن بشريعتهم ، ولذلك نقدر أن نفعل كل ما نريد ، فإن أخطأنا فإن إلهنا رحيم يمكن استرضاؤه بالضحية والصوم ، ولكن إذا صار هذا الرجل ملكا فلن يسترضى إلا إذا رأى عبادة الله كما كتب موسى ، وأنكى من ذلك أنه يقول أن مسيا لا يأتي من نسل داود (( كما قال لنا أحد تلاميذه الأخصـاء )) بل يقول أنه يأتي من نسل اسماعيل ، وأن الموعد صنع بإسماعيل لا بإسحاق ، فماذا يكون الثمر إذا تركنا هذا الإنسان يعيش ؟ ، من المؤكد أن الإسماعليين يصيرون ذوي وجاهة عند الرومانيين فيعطونهم بلادنا ملكا ، وهكذا يصير إسرائيل عرضة للعبودية كما كان قديما ) ، فلما سمع رئيس الكهنة هذا الرأي أجاب إنه يجب أن يتفق مع هيرودس والوالي ، لأن الشعب كثير الميل إليه حتى أنه لا يمكننا إجراء شيء بدون الجند ، وإن شاء الله نتمكن بواسطة الجند من القيام بهذا العمل ، فبعد أن تشاوروا فيما بينهم على إمساكه ليلا متى رضي الوالي وهيرودس بذلك .

الفصل الثالث والأربعون بعد المائة

وجاء حينئذ بمشيئة الله كل التلاميذ إلى دمشق ، وتظاهر في ذلك اليوم يهوذا الخائن أكثر من غيره بمكابدة الحزن على غياب يسوع ، لذلك قال يسوع : ليحذر كل أحد من يحاول بدون سبب أن يقيم لك دلائل الحب ، وأخذ الله بصيرتنا حتى لا نعلم لأي غرض قال هذا ، وبعد مجيء كل التلاميذ قال يسوع : لنرجع إلى الجليل لأن ملاك الله (( قال ؟ )) لي أنه يجب علي أن أذهب إلى هناك ، وعليه جاء يسوع إلى الناصرة في صباح يوم سبت ، فلما تبين الأهالي أنه يسوع أحب كل أحد أن يراه ، حتى أن عشارا اسمه زكا كان قصير القامة بحيث لا يقدر أن يرى يسوع مع كثرة الجمع فتسلق جميزة حتى رأسها ، وتربص هناك حتى يمر يسوع في ذلك المكان وهو ذاهب إلى المجمع ، فلما بلغ يسوع ذلك الموضع رفع عينيه وقال : انزل يا زكا لأني سأقيم في بيتك ، فنـزل الرجل وقبَّله بفرح وصنع وليمة عظيمة ، فتذمر الفريسيون قائلين لتلاميذ يسوع : لماذا ذهب معلمكم ليأكل مع عشارين وخطاة ؟ ، أجاب يسوع : لأي سبب يذهب الطبيب إلى بيت المريض ؟ ، قولوا لي أقل لكم لماذا ذهبت إلى هناك ، أجابوا : ليشفي المرض ، أجاب يسوع : فقد قلتم الحق فإنه لا حاجة بالأصحاء إلى طبيب بل المرضى فقط .

الفصل الرابع والأربعون بعد المائة

لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن الله يرسل أنبياءه وخدامه إلى العالم ليتوب الخطاة ، ولا يرسلهم لأجل الأبرار لأنه ليس بهم حاجة إلى التوبة كما أنه لا حاجة بمن كان نظيفا إلى الحمام ، ولكن الحق أقول لكم لو كنتم فريسيين حقيقيين لسررتم بدخولي على الخطاة لخلاصهم ، قولوا لي أتعرفون منشأكم ولماذا ابتدأ العالم يقبل الفريسيين ؟ ، إني لأقول لكم أنكم لا تعرفونه ، فأصيخوا لإستماع كلامي ، إن أخنوخ خليل الله الذي صار مع الله بالحق غير مكترث بالعالم نقل إلى الفردوس ، وهو يقيم هناك إلى الدينونة ( لأنه متى اقتربت نهاية العالم يرجع إلى العالم مع إيليا وآخر ) ، فلما علم الناس بذلك شرعوا يطلبون الله خالقهم طمعا في الفردوس ، لأن معنى الفردوس بالحرف في لغة الكنعانيين (( يطلب الله )) ، لأنه هناك ابتدأ هذا الاسم على سبيل الاستهزاء بالصالحين ، لأن الكنعانيين كانوا منغمسين في عبادة الأصنام التي هي عبادة أيد بشرية ، وعليه كان الكنعانيون عندما يرون أحدا ممن كان منفصلا من شعبنا عن العالم ليخدم الله قالوا سخرية فريس أي (( يطلب الله )) ، كأنهم يقولون أيها المجنون ليس لك تماثيل من أصنام فإنك تعبد الريح فانظر إلى عقباك واعبد آلهتنا ، فقال يسوع : الحق أقول لكم أن كل قديسي الله وأنبيائه كانوا فريسيين لا بالإسم مثلكم بل بالفعل نفسه ، لأنهم في كل أعمالهم طلبوا الله خالقهم وهجروا مدنهم ومقتنياتهم حبا في الله فباعوها وأعطوها للفقراء حبا في الله .

الفصل الخامس والأربعون بعد المائة

لعمر الله لقد كان في زمن إيليا خليل الله ونبيه إثنا عشر جبلا يقطنها سبعة عشر ألف فريسي ، ولم يكن بين هذا العدد الغفير منبوذ واحد بل كانوا جميعا مختاري الله ، أما الآن وفي إسرائيل أكثر من مائة ألف فريسي فعسى أن شاء الله أن يوجد بين كل ألف مختار واحد ، فأجاب الفريسيون بحنق : أنحن إذا جميعا منبوذون وتجعل ديانتنا منبوذة ؟ ، أجاب يسوع : إني لا أحسب ديانة الفريسيين الحقيقيين منبوذة بل ممدوحة وإني مستعد أن أموت لأجلها ، ولكن تعالوا ننظر هل أنتم فريسيون ؟ ، إن إيليا خليل الله كتب إجابة لتضرع تلميذه اليشع كتيبا أودع فيه الحكمة البشرية مع شريعة الله أبينا ، فتحير الفريسيون لما سمعوا اسم كتاب إيليا لأنهم عرفوا بتقليداتهم أن لا أحد حفظ هذا التعليم ، لذلك أرادوا أن ينصرفوا بحجة أشغال يجب قضاؤها ، حينئذ قال يسوع : لو كنتم فريسيين لتركتم كل شغل ولاحظتم هذا لأن الفريسي إنما يطلب الله وحده ، لذلك تأخروا بإرتباك ليصغوا إلى يسوع الذي عاد فقال ، ( إيليا عبد الله ) لأنه هكذا يبتدئ الكتيب ( يكتب هذا لجميع الذين يبتغون أن يسيروا مع الله خالقهم ، إن من يحب أن يتعلم كثيرا يخاف الله قليلا ، لأن من يخاف الله يقنع بأن يعرف ما يريده الله فقط ، إن من يطلب كلاما مزوقا لا يطلب الله الذي لا يفعل إلا توبيخ خطايانا ، على من يشتهون أن يطلبوا الله أن يحكموا إقفال أبواب بيتهم وشبابيكه ، لأن السيد لا يرضى أن يوجد خارج بيته حيث لا يحب ، فاحرسوا مشاعركم واحرسوا قلبكم لأن الله لا يوجد خارجا عنا في هذا العالم الذي يكرهه ، على من يريدون أن يعملوا أعمالا صالحة أن يلاحظوا أنفسهم لأنه لا يجدي المرء نفعا أن يربح كل العالم ويخسر نفسه ، على من يريدون تعليم الآخرين أن يعيشوا أفضل من الآخرين لأنه لا يستفاد شيء ممن يعرف أقل منا نحن ، فكيف إذاً يصلح الخاطئ حياته وهو يسمع من هو شر منه يعلمه .

على من يطلبون الله أن يهرب من محادثة البشر ، لأن موسى لما كان وحده على جبل سينا وجد الله وكلمه كما يكلم الخليل خليله ، على من يطلبون الله أن يخرجوا مرة كل ثلاثين يوما إلى حيث يكون أهل العالم ، لأنه يمكن أن يعمل في يوم واحد أعمال سنتين من خصوص شغل الذي يطلب الله ، عليه متى تكلم أن لا ينظر إلا إلى قدميه ، عليه متى تكلم أن لا يقول إلا ما كان ضروريا ، عليهم متى أكلوا أن يقوموا عن المائدة وهم دون الشبع ، مفكرين كل يوم أنهم لا يبلغون اليوم التالي ، وصارفين وقتهم كما يتنفس المرء ، ليكن ثوب واحد من جلد الحيوانات كافيا ، على كتلة التراب أن تنام على الأديم ، ليكف كل ليلة ساعتان من النوم ، عليه أن لا يبغض أحدا إلا نفسه ، عليهم أن يكونوا واقفين أثناء الصلاة بخوف كأنهم أمام الدينونة الآتية فافعلوا إذاً هذا في خدمة الله مع الشريعة التي أعطاكم إياها الله على يد موسى ، لأنه بهذه الطريقة تجدون الله ، وأنكم ستشعرون في كل زمان ومكان أنكم في الله وأن الله فيكم ، هذا كتيب إيليا أيها الفريسيون لذلك أعود فأقول لكم لو كنتم فريسيين لسررتم بدخولي هنا لأن الله يرحم الخطاة .

الفصل السادس والأربعون بعد المائة

فقال حينئذ زكا : يا سيد انظر فاني أعطى حبا في الله أربعة أضعاف ما أخذت بالربا ، حينئذ قال يسوع : اليوم حصل خلاص لهذا البيت ، حقا حقا إن كثيرين من العشارين والزواني والخطاة سيمضون إلى ملكوت الله ، وسيمضي الذين يحسبون أنفسهم أبرارا إلى اللهب الأبدية ، فلما سمع الفريسيون هذا انصرفوا حانقين ، ثم قال يسوع للذين تحولوا إلى التوبة ولتلاميذه : كان لأب ابنان فقال أصغرهما : ( يا أبت أعطني نصيبي من المال ) فأعطاه أبوه إياه ، فلما أخذ نصيبه انصرف وذهب إلى كورة بعيدة حيث بذر كل ماله على الزانيات بإسراف ، فحدث بعد ذلك جوع شديد في تلك الكورة حتى إن الرجل التعيس ذهب ليخدم أحد الأهالي فجعله راعيا للخنازير في ملكه ، وكان وهو يرعاها يخفف جوعه بأكل ثمر البلوط مع الخنازير ، ولكنه لما رجع إلى نفسه قال : ( كم في بيت أبي من سعة العيش وأنا أهلك هنا جوعا ، لذلك فلأقم ولأذهب إلى أبي وأقل له : ( يا أبت أخطأت في السماء إليك فاجعلني كأحد خدمك ) ، فذهب المسكين وحدث أن أباه رآه قادما من بعيد فتحنن عليه فذهب لملاقاته ولما وصل إليه عانقه وقبله ، فانحنى الإبن أمام أبيه قائلا : ( يا أبت لقد أخطأت في السماء إليك فاجعلني كأحد خدمك لأني لست مستحقا أن أدعى ابنك ) ، أجاب الأب : ( لا تقل يا بني هكذا فأنت ابني ولا أسمح أن تكون عبدا لي ) ، ثم دعا خدمه وقال: ( أخرجوا الحلل وألبسوا ابني إياها وأعطوه سراويل جديدة ، اجعلوا الخاتم في إصبعه ، واذبحوا حالا العجل المسمن فنطرب ، لأن ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد ) .

الفصل السابع والأربعون بعد المائة

وبينما كانوا يطربون في البيت وإذا بالبكر جاء إلى البيت ، فلما سمعهم يطربون في الداخل تعجب ، فدعا أحد الخدم وسأله لماذا كانوا في مثل هذا الطرب ، أجاب الخادم : (لقد جاء أخوك فذبح له أبوك العجل المسمن وهم في طرب ) ، فلما سمع البكر هذا تغيظ غيظا شديدا ولم يدخل البيت ، فخرج أبوه إليه وقال له : ( يا بني لقد جاء أخوك فتعال إذا وافرح معه ) ، أجاب الإبن بغيظ : ( لقد خدمتك خير خدمة فلم تعطني قط حملا لأفرح مع أصدقائي ، ولكن لما جاء هذا الخسيس الذي انصرف عنك مبذرا نصيبه كله على الزانيات ذبحت العجل المسمن ) ، أجاب الأب : ( يا بني أنت معي في كل حين وكل مالي فهو لك ولكن هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد ) ، فازداد الكبير غضبا وقال : ( اذهب وفز فاني لا آكل على مائدة زناة ) ، وانصرف عن أبيه دون أن يأخذ قطعة واحدة من النقود ، ثم قال يسوع : لعمر الله هكذا يكون فرح بين ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب ، ولما أكلوا انصرف لأنه يريد أن يذهب إلى اليهودية ، فقال من ثم التلاميذ : يا معلم لا تذهب إلى اليهودية لأننا نعلم أن الفريسيين قد ائتمروا مع رئيس الكهنة بك ، أجاب يسوع: إني علمت بذلك قبل أن فعلوه ، ولكن لا أخاف لأنهم لا يقدرون أن يفعلوا شيئا مضادا لمشيئة الله فليفعلوا كل ما يرغبون ، فإني لا أخافهم بل أخاف الله .

الفصل الثامن والأربعون بعد المائة

ألا قولوا لي هل فريسيو اليوم فريسيون ؟ ، هل هم خدم الله ؟ ، لا لا البتة ، بل الحق أقول لكم أنه لا يوجد هنا على الأرض شر من أن يستر الإنسان نفسه بالعلم ووشاح الدين ليخفي خبثه ، إني أقص عليكم مثالا واحدا من فريسي الزمان القديم لكي تعرفوا الحاضرين منهم ، بعد سفر إيليا تشتت شمل طائفة الفريسيين بسبب الاضطهاد العظيم من عبدة الأصنام ، لأنه ذبح في زمن إيليا نفسه في سنة واحدة عشرة آلاف نبي ونيف من الفريسيين الحقيقيين ، فذهب فريسيان إلى الجبال ليقطنا هناك ، ولبث أحدهما خمس عشرة سنة لا يعرف شيئا عن جاره مع أن أحدهما كان على بعد ساعة واحدة عن الآخر ، فانظروا إذا كانا طفيليين ، فحدث في هذه الجبال قيظ فشرعا من ثم كلاهما يفتشان على ماء فالتقيا ، فقال هناك الأكبر منهما ـ لأنه كان من عادتهم أن يتكلم الأكبر قبل كل أحد غيره وإذا تكلم شاب قبل شيخ حسبوا ذلك خطيئة كبرى ـ : ( أين تسكن أيها الأخ ؟ ) ، فأجاب مشيرا بإصبعه إلى المسكن : ( ههنا أسكن ) لأنهما كانا قريبين من مسكن الأصغر ، فقال الأكبر : ( لعلك أتيت لما قتل أخاب أنبياء الله ؟ ) ، أجاب الأصغر: ( إنه لكذلك ) ، قـال الأكبر : ( أتعلم أيها الأخ من هو الملك على إسـرائيل الآن ؟ ) ، فأجاب الأصغر: ( إن الله هو ملك إسرائيل لأن عبدة الأصنام ليسوا ملوكا بل مضطهدين لإسرائيل ) ، قال الأكبر : ( إن هذا صحيح ولكن أردت أن أقول من هو الذي يضطهد إسرائيل الآن ) ، أجاب الأصغر: ( إن خطايا إسرائيل تضطهد إسرائيل لأنهم لو لم يخطئوا لم يسلط الله على إسرائيل العظماء عبدة الأصنام ، فقال حينئذ الأكبر : ( من هو ذلك العظيم الكافر الذي أرسله الله لتأديب إسرائيل ) ؟ أجاب الأصغر : (كيف يمكن أن أعرف وأنا لم أر إنسانا مدة هذه الخمس عشرة سنة سواك وأجهل القراءة فلا ترسل إلي رسائل ؟ ) ، قال الأكبر : ( ما أجد جلود الغنم التي عليك فإذا كنت لم تر إنسانا فمن أعطاك إياها ؟ ) .

الفصل التاسع والأربعون بعد المائة

أجاب الأصغر : ( إن من حفظ ثياب شعب إسرائيل جديدة أربعين سنة في البرية حفظ جلودي كما ترى ، حينئذ لاحظ الأكبر أن الأصغر كان أكبر منه لأنه كان أكمل منه لأنه كان كل سنة يختلط بالناس ، ولذلك قال لكي يظفر بمحادثته : ( أيها الأخ إنك لا تعرف القراءة وأنا أعرف القراءة وعندي في بيتي مزامير داود ، فتعال إذا لأعطيك كل يوم قراءة وأوضح لك ما يقول داود ) ، أجاب الأصغر: ( لنذهب الآن ) ، قال الأكبر : ( أيها الأخ إنني منذ يومين لم أشرب ماء فلنفتش إذاً على قليل من الماء ) ، قال الأصغر : ( أيها الأخ منذ شهرين لم أشرب ماء فلنذهب إذا ونرى ماذا يقول الله على لسان نبيه داود ، إن الله لقادر على أن يعطينا ماء ) ، فعادوا من ثم إلى مسكن الأكبر فوجدوا على بابه ينبوعا من ماء عذب ، قال الأكبر : ( إنك أيها الأخ قدوس الله لأنه من أجلك قد أعطى هذا الينبوع ) ، أجاب الأصغر : ( إنك أيها الأخ تقول هذا تواضعا ، ولكن من المؤكد أنه لو فعل الله هذا من أجلي لكان صنع ينبوعا قريبا من مسكني حتى لا أنصرف للتفتيش عليه ، فإني اعترف لك بأني أخطأت إليك لما قلت أنك منذ يومين لم تشرب وكنت تفتش على الماء ، أما أنا فإني بقيت شهرين دون شرب ولذلك شعرت بإعجاب فيّ كأني أفضل منك ) ، قال الأكبر : ( أيها الأخ إنك قلت الصحيح ولذلك لم تخطئ ) ، قال الأصغر : ( إنك قد نسيت أيها الأخ ما قال أبونا إيليا أن من يطلب الله يجب أن يحكم على نفسه فقط ، ومن المؤكد أنه قال هذا لا لنعرفه بل لنعمل به ) ، وبعد أن لاحظ الأكبر سنا صدق وبرارة رفيقه قال : ( إنه لصحيح غفر لك إلهنا )، وبعد أن هذا أخذ المزامير وقرأ ما يقول أبونا داود : ( إني أضع حارسا لفمي حتى لا يميل قلبي إلى كلمات الإثم منتحلا عذرا عن خطاياي ) ، وهنا ألقى الشيخ خطابا على اللسان وانصرف الأصغر ، فلبثا من ثم خمس عشرة سنة أخرى حتى التقيا لأن الأصغر غيّر مسكنه ، لذلك عندما عاد الأكبر فلقيه قال : ( لماذا لم ترجع أيها الأخ إلى مسكني ؟ ) ، أجاب الأصغر : ( لأني لم أتعلم جيدا حتى الآن ما قلته لي ) ، فقـال الأكبر : ( كيف يمكن ذلك وقد مرت الآن خمس عشرة سنة ) ، أجاب الأصغر : ( أما الكلمات فقد تعلمتها في ساعة واحدة ولم أنسها قط ولكني حتى الآن لم أحفظها ، فما الفائدة من أن يتعلم المرء كثيرا جدا ولا يحفظه ؟ ، إن الله لا يطلب أن تكون بصيرتنا جيدة بل قلبنا ، وهكذا لا يسألنا في يوم الدينونة عما تعلمنا بل عما عملنا ) .


الفصل المائة والخمسون

أجاب الأكبر : ( لا تقل هكذا أيها الأخ لأنك إنما تحتقر المعرفة التي يريد الله أن تعتبر ) ، أجاب الأصغر : ( فكيف أتكلم إذاً حتى لا أقع في الخطيئة ، لأن كلمتك صادقة وكلمتي أيضا ، أقول إذا أن من يعرف وصايا الله المكتوبة في الشريعة يجب عليه العمل بهذه أولا إذا أحب أن يتعلم بعد ذلك أكثر ، وليكن كل ما يتعلمه الإنسان للعمل لا لمجرد العلم به ، أجاب الأكبر : ( قل لي أيها الأخ مع من تكلمت لتعلم أنك لم تتعلم كل ما قلته ؟ ) ، أجاب الأصغر : ( إني أتكلم أيها الأخ مع نفسي ، إني أضع كل يوم نفسي أمام دينونة الله لأعطي حسابا عن نفسي ، وأشعر على الدوام في داخلي بمن يوبخ ذنوبي ) ، قال الأكبر : ( ما هي ذنوبك أيها الأخ الذي هو كامل ؟ ) ، أجاب الأصغر : ( لا تقل هذا لأني واقف بين ذنبين كبيرين ، الأول أني لا أعرف نفسي إني أعظم الخطاة ، الثاني لا أرغب في مجاهدة النفس لذلك أكثر من الآخرين ) ، أجاب الأكبر : (كيف تعلم أنك أعظم الخطاة إذا كنت أكمل الناس ؟ ) أجاب الأصغر : ( إن الكلمة الأولى التي قالها لي معلمي عندما لبست لباس الفريسيين هي أنه يجب علي أن أفكر في خير غيري وفي إثمي فإذا فعلت هذا عرفت أنني أعظم الخطاة ) ، قال الأكبر : ( في خير من وذنب من تفكر وأنت على هذه الجبال فإنه لا يوجد بشر هنا ؟ ) ، أجاب الأصغر : ( يجب على أن أفكر في طاعة الشمس والسيارات ، لأنها تعبد خالقها أفضل مني ، ولكني أحكم عليها إما لأنها لا تعطي نورا كما أرغب أو لأن حرارتها أكثر مما ينبغي أو لأنه يوجد مطر أقل أو أكثر مما تحتاج الأرض ) ، فلما سمع الأكبر هذا قال : ( أيها الأخ أين تعلمت هذا التعليم ؟ ) ، فإني أنا الآن ابن تسعين سنة صرفت منها خمسا وسبعين سنة وأنا فريسي ؟ ) أجاب الأصغر : ( أيها الأخ انك تقول هذا تواضعا لأنك قدوس الله ، ولكن أجيبك بأن الله خالقنا لا ينظر إلى الوقت بل ينظر إلى القلب ، لذلك لما كان داود ابن خمس عشرة سنة وهو أصغر إخوته الستة انتخبه إسرائيل ملكا وصار نبي الله ربنا .

الفصل الحادي والخمسون بعد المائة

وقال يسوع لتلاميذه : لقد كان الرجل فريسيا حقيقيا ، وإن شاء الله أمكنا أن نأخذه يوم الدين صديقا لنا ، ثم دخل يسوع إلى سفينة وأسف تلاميذه لأنهم نسوا أن يحضروا خبزا ، فانتهرهم يسوع قائلا : احذروا من خمير فريسي يومنا لأن خميرة صغيرة تخمر كيلة من الدقيق ، حينئذ قال التلاميذ بعضهم لبعض : أي خمير معنا إذ لم يكن معنا خبز ؟ ، فقال يسوع : يا قليلي الإيمان أنسيتم إذا ما فعل الله في نايين حيث لم يكن أدنى دليل على الحنطة ؟ ، وكم عدد الذين أكلوا وشبعوا من خمسة أرغفة وسمكتين ؟ ، إن خمير الفريسي هو عدم الإيمان بالله بل قد أفسد إسرائيل ، لأن السذج لما كانوا أميين يفعلون ما يرون الفريسيين يفعلونه لأنهم يحسبونهم أطهارا ، أتعلمون ما هو الفريسي الحقيقي ؟ ، هو زيت الطبيعة البشرية ، لأن الزيت كما يطفو فوق كل سائل هكذا تطفو جودة كل فريسي حقيقي فوق كل صلاح بشري ، هو كتاب حي يمنحه الله للعالم ، كل ما يقوله أو يفعله إنما هو بحسب شريعة الله ، فمن يفعل كما يفعل فهو يحفظ شريعة الله ، إن الفريسي الحقيقي ملح لا يدع الجسد البشري ينتن بالخطيئة ، لأن كل من يراه يتوب إنه نور ينير طريق السائح لأن كل من يتأمل فقره مع توبته يرى أنه لا يجب علينا في هذا العالم أن نغلق قلوبنا ، ولكن من يجعل الزيت زنخا ويفسد الكتاب ويجعل الملح منتنا ويطفئ النور فهذا الرجل فريسي كاذب ، فإذا كنتم لا تريدون أن تهلكوا فاحذروا أن تفعلوا كما يفعل الفريسيون اليوم .

الفصل الثاني والخمسون بعد المائة

فلما جاء يسوع إلى أورشليم ودخل الهيكل يوم سبت اقترب الجنود ليجربوه ويأخذوه ، وقالوا : يا معلم أيجوز إصلاء الحرب ؟ ، أجاب يسوع : إن ديننا يخبرنا أن حياتنا حرب عوان على الأرض ، قال الجنود : أفتريد إذاً أن تحولنا إلى دينك أو تريد أن نترك جم الآلهة ( فإن لرومية وحدها ثمانية وعشرين ألف إله منظور ) وأن نتبع إلهك الأحد ، ولما كان لا يرى فهو لا يعلم أين مقره ، وقد لا يكون سوى باطل ، أجاب يسوع : لو كنت خلقتكم كما خلقكم إلهنا لحاولت تغييركم ، أجابوا : إذا كان لا يعلم أين إلهك فكيف خلقنا ؟ ، أرنا إلهك نكن يهودا ، فقال حينئذ يسوع : لو كان لكم عيون لأريتكم إياه ولكن لما كنتم عميانا فلست بقادر على أن أريكم إياه ، أجاب الجنود : حقا لا بد أن يكون الإكرام الذي يقدمه لك الشعب قد سلبك عقلك لأن لكل منا عينين في رأسه وأنت تقول أننا عميان ، أجاب يسوع : إن العيون الجسدية لا تبصر إلا الكثيف والخارجي ، فلا تقدرون من ثم إلا على رؤية آلهتكم الخشبية والفضية والذهبية التي لا تقدر أن تفعل شيئا ، أما نحن أهل يهوذا فلنا عيون روحية هي خوف إلهنا ودينه ، ولذلك لا يمكن لنا رؤية إلهنا في كل مكان ، أجاب الجنود : احذر كيف تتكلم لأنك إذا صببت احتقارا على آلهتنا سلمناك إلى يد هيرودس الذي ينتقم لآلهتنا القادرة على كل شيء .

أجاب يسوع : إن كانت قادرة على كل شيء كما تقولون فعفوا لأني سأعبدها ، ففرح الجنود لما سمعوا هذا وأخذوا يمجدون أصنامهم ، فقال حينئذ يسوع : لا حاجة بنا هنا إلى الكلام بل إلى الأعمال ، فاطلبوا لذلك من آلهتكم أن تخلق ذبابة واحدة فأعبدها ، فراع الجنود سماع هذا ولم يدروا ما يقولون ، فقال من ثم يسوع : إذا كانت لا تقدر أن تصنع ذبابة واحدة جديدة فاني لا أترك لأجلها ذلك الإله الذي خلق كل شيء بكلمة واحدة الذي مجرد اسمه يروع جيوشا ، أجاب الجنود : لنرى هذا لأننا نريد أن نأخذك وأرادوا أن يمدوا أيديهم إلى يسوع ، فقال حينئذ يسوع : (( ادوناي صباءوت ! )) ، ففي الحال تدحرجت الجنود من الهيكل كما يدحرج المرء براميل من خشب غسلت لتملأ ثانية خمرا ، فكانوا يلتطمون بالأرض تارة برأسهم وطورا بأرجلهم وذلك دون أن يمسهم أحد ، فارتاعوا وأسرعوا إلى الهرب ولم يعودوا يروا في اليهودية قط .

الفصل الثالث والخمسون بعد المائة

فتذمر الكهنة والفريسيون فيما بينهم ، وقالوا لقد أوتي حكمة بعل وعشتاروت فهو إنما فعل هذا بقوة الشيطان ، ففتح يسوع فاه وقال : لقد أمر إلهنا أن لا نسرق قريبنا ، ولكن قد انتهكت حرمة هذه الوصية حتى أنها ملأت العالم خطيئة لا تغفر كما تغفر الخطايا الأخرى ، لأنه إذا ندب المرء الخطايا الأخرى ولم يعد إلى ارتكابها فيما بعد وصام مع الصلاة والتصدق صفح إلهنا القدير الرحيم ، ولكن هذه الخطيئة من نوع لا يمكن غفرانه إلا إذا ردّ ما أخذ ظلما ، فقال حينئذ أحد الكتبة : كيف ملأت السرقة العالم كله خطيئة ؟ ، حقا إنه لا يوجد الآن بنعمة الله سوى النزر القليل من اللصوص وهم لا يجرءون على الظهور لأن الجنود تشنقهم حالا ، أجاب يسوع : من لا يعرف الأموال لا يقدرون أن يعرفوا اللصوص ، بل أقول لكم الحق أن كثيرين يسرقون وهم لا يدرون ما يفعلون ، ولذلك كانوا أعظم خطيئة من الآخرين لأن المرض الذي لا يعرف لا يشفى ، فدنا حينئذ الفريسيون من يسوع وقالوا : يا معلم إذا كنت أنت وحدك في إسرائيل تعرف الحق فعلمنا ، فأجاب يسوع : إني لا أقول أني أنا وحدي في إسرائيل أعرف الحق لأن هذه اللفظة (( وحدك )) تختص بالله وحده لا بغيره ، لأنه هو الحق الذي وحده يعرف الحق ، فإذا قلت هكذا صرت لصا أعظم لأني أكون قد سرقت مجد الله، وإن قلت أني وحدي عرفت الله وقعت في جهل أعظم من الجميع ، وعليه فإنكم قد ارتكبتم خطيئة فظيعة بقولكم أني وحدي أعرف الحق ، ثم أقول إنكم إذا قلتم هذا لتجربوني فخطيئتكم أعظم مرتين ، فلما رأى يسوع أن الجميع صمتوا عاد : مع أني لست الوحيد في إسرائيل الذي يعرف الحق فإني وحدي أتكلم ، فأصيخوا السمع لي لأنكم قد سألتموني ، إن كل المخلوقات خاصة بالخالق حتى أنه لا يحق لشيء أن يدعي شيئا ، وعليه فإن النفس والحس والجسد والوقت والمال والمجد جميعها ملك الله ، فإذا لم يقبلها الإنسان كما يريد الله أصبح لصا ، وكذلك إذا صرفها مخالفا لما يريده الله فهو أيضا لص ، لذلك أقول لكم لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته إنكم عندما تسوفون قائلين : سأفعل غدا كذا سأقول كذا سأذهب إلى الموضع الفلاني دون أن تقولوا إن شاء الله فأنتم لصوص ، وتكونون أعظم لصوصية إذا صرفتم أفضل وقتكم في مرضاة أنفسكم دون مرضاة الله بل تصرفون أرداه في خدمة الله ، لأنتم إذاً بالحق لصوص ، كل من يرتكب الخطيئة مهما كان زيه فهو لص ، لأنه يسرق النفس والوقت وحياته التي يجب أن تخدم الله ويعطيها للشيطان عدو الله .

الفصل الرابع والخمسون بعد المائة

فالرجل الذي له شرف وحياة ومال إذا سرقت أمواله شنق السارق وإذا أخذت حياته قطع رأس القاتل ، وهو عدل الله لأن الله أمر بذلك ، ولكن متى أخذ شرف قريب فلماذا لا يصلب السارق ؟ ، هل المال أفضل من الشرف ؟ ، أأمر الله مثلا أن من يقاص بأخذ المال ومن يأخذ الحياة مع المال يقاص ولكن من يأخذ الشرف يسرح ! ، لا لا البتة ، لأن آباءنا بسبب تذمرهم لم يدخلوا أرض الموعد بل ابناؤهم ، ولهذه الخطيئة قتلت الأفاعي نحو سبعين ألفا من شعبنا ، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن من يسرق الشرف يستحق عقوبة أعظم ممن يسرق رجلا ماله وحياته ، ومن يصغي إلى المتذمر فهو مذنب أيضا لأن أحدهما يقبل الشيطان بلسانه والآخر من أذنيه ، فلما سمع الفريسيون هذا احتدموا غيظا لأنهم لم يقدروا أن يخطئوا خطابه ، فدنا حينئذ أحد العلماء من يسوع : أيها المعلم الصالح قل لي لماذا لم يهب الله أبوينا حنطة وثمرا ، فإنه إذا كان يعلم أنه لا بد من سقوطهما فمن المؤكد أنه كان يجب أن يسمح لهما بالحنطة أو أن لا يرياها ، أجاب يسوع : إنك أيها الرجل تدعوني صالحا ولكنك تخطئ لأن الله وحده هو الصالح ، وإنك لأكثر خطأ في سؤالك لماذا لا يفعل الله حسب دماغك ، ولكن أجيبك عن كل شيء ، فأفيدك إذاً أن الله خالقنا لا يوفق في عمله نفسه لنا ، لذلك لا يجوز للمخلوق أن يطلب طريقه وراحته بل بالحري مجد الله خالقه ليعتمد المخلوق على الخالق لا الخالق على المخلوق ، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته لو وهب الله كل شيء لما عرف الإنسان نفسه أنه عبد الله ولكان حسب نفسه سيد الفردوس ، لذلك نهاه الله المبارك إلى الأبد ، الحق أقول لكم أن كل من كان نور عينيه جليا يرى كل شيء جليا يستخرج من الظلمة نفسها نورا ، ولكن الأعمى لا يفعل هكذا ، لذلك أقول لو لم يخطئ الإنسان لما علمت أنا ولا أنت رحمة الله وبره ، ولو خلق الله الإنسان غير قادر على الخطيئة لكان ندا لله في ذلك الأمر ، لذلك خلق الله المبارك الإنسان صالحا وبارا ولكنه حر أن يفعل ما يريد من حيث حياته وخلاصه لنفسه أو لعنته ، فلما سمع العالم هذا اندهش وانصرف مرتبكا .

الفصل الخامس والخمسون بعد المائة

حينئذ دعا رئيس الكهنة سرا كاهنين شيخين وأرسلهم إلى يسوع الذي كان قد خرج من الهيكل وكان جالسا في رواق سليمان منتظرا ليصلي صلاة الظهيرة ، وكان بجانبه تلاميذه مع جم غفير من الشعب ، فاقترب الكاهنان من يسوع وقالا : لماذا أكل الإنسان حنطة وثمرا ؟ ، هل أراد الله أن يأكلهما أم لا ؟ ، وإنما قالا هذا ليجرباه ، لأنه لو قال : أن الله أراد ذلك لأجابا : لماذا نهى عنها ؟ ، وإذا قال : أن الله لم يرد ذلك يقولان : أن للإنسان قوة أعظم من الله لأنه يعمل ضد إرادة الله ، أجاب يسوع : إن سؤالكما كطريق في جبل ذو جرف عن اليمين وعن اليسار ولكن أسير في الوسط ، فلما سمع الكاهنان ذلك تحيرا لأنهما أدركا أن يسوع قد فهم قلبيهما ، ثم قال يسوع : لما كان كل إنسان محتاجا كان يعمل كل شيء لأجل منفعته ، ولكن الله الذي لا يحتاج إلى شيء عمل بحسب مشيئته ، لذلك لما خلق الإنسان خلقه حرا ليعلم أن ليس لله حاجة إليه ، كما يفعل الملك الذي يعطى حرية لعبيده ليظهر ثروته وليكون عبيده أشد حبا له ، إذاً قد خلق الله الإنسان حرا لكي يكون أشد حبا لخالقه وليعرف جوده ، لأن الله وهو قادر على كل شيء غير محتاج إلى الإنسان فإنه إذ خلقه بقدرته على كل شيء تركه حرا بجوده على طريقة يمكنه معها مقاومة الشر وفعل الخير ، وإن الله على قدرته على منع الخطيئة لم يرد أن يضاد جوده ( إذ ليس عند الله تضاد ) فلما عملت قدرته على كل شيء وجوده ( عملهما ) في الإنسان لم يقاوم الخطيئة في الإنسان لكي تعمل في الإنسان رحمة الله وبره ، وآية صدقي هي أن أقول لكما أن رئيس الكهنة قد أرسلكما لتجرباني وهذا هو ثمر كهنوته ، فانصرف الشيخان وقصا كل شيء على رئيس الكهنة الذي قال : إن وراء ظهر هذا الشخص الشيطان الذي يلقنه كل شيء ، لأنه يطمح إلى ملكية إسرائيل ، ولكن الأمر في ذلك لله .

الفصل السادس والخمسون بعد المائة

ولما اجتاز يسوع من الهيكل بعد أن صلى صلاة الظهيرة وجد أكمها ، فسأله تلاميذه قائلين : أيها المعلم من أخطأ في هذا الإنسان حتى ولد أعمى أبوه أم أمه ؟ ، أجاب يسوع : لا أبوه أخطأ فيه ولا أمه ، ولكن الله خلقه هكذا شهادة للإنجيل ، وبعد أن دعا الأكمة إليه تفل على الأرض وصنع طينا ووضعه على عيني الأكمه ، وقال له : اذهب إلى بركة سلوام واغتسل ، فذهب الأكمه ولما اغتسل أبصر ، فبينما كان راجعا إلى البيت قال كثيرون من الذين التقوا به : لو كان هذا الرجل أعمى لقلت بكل تأكيد أنه هو الذي كان يجلس على الباب الجميل من الهيكل ، وقال آخرون : إنه هو ولكن كيف أبصر ؟ ، فسألوه قائلين : هل أنت الأكمه الذي كان يجلس على الباب الجميل من الهيكل ؟ ، أجاب : إني أنا هو ولماذا ؟ ، قالوا : كيف نلت بصرك ؟ ، أجاب : إن رجلا صنع طينا تافلا على الأرض ووضع هذا الطين على عيني ؟ ، وقال لي : اذهب واغتسل في بركة سلوام ، فذهبت واغتسلت فصرت الآن أبصر ، تبارك إله إسرائيل ، ولما عاد الرجل الذي كان أكمه إلى الباب الجميل من الهيكل امتلأت أورشليم كلها بالخبـر ، لذلك أحضر إلى رئيس الكهنة الذي كان يأتمر مع الكهنة والفريسيين على يسوع فسأله رئيس الكهنة قائلا : هل ولدت أعمى أيها الرجل ؟ ، أجاب : نعم ، فقال رئيس الكهنة : ألا فأعط مجدا لله وأخبرنا أي نبي ظهر لك في الحلم وأنالك نورا ؟ ، أهو أبونا إبراهيم أم موسى خادم الله أم نبي آخر ؟ ، لأن غيرهم لا يقدر أن يفعل شيئا نظير هذا ؟ فأجاب الرجل الذي ولد أعمى: إني لم أر في حلم ولم يشفني لا إبراهيم ولا موسى ولا نبي آخر ؟ ، ولكن بينا أنا جالس على باب الهيكل أدناني رجل إليه ، وبعد أن صنع طينا من تراب بتفله وضع بعضا من ذلك الطين على عيني وأرسلني إلى بركة سلوام لأغتسل ، فذهبت واغتسلت وعدت بنور عيني ، فسأله رئيس الكهنة عن اسم ذلك الرجل ، فأجاب الرجل الذي ولد أعمى : إنه لم يذكر لي اسمه ، ولكن رجلا رآه ناداني وقال : اذهب واغتسل كما قال ذلك الرجل ، لأن يسوع الناصري نبي إله إسرائيل وقدوسه ، فقال حينئذ رئيس الكهنة : لعله أبرأك اليوم أي السبت ؟ ، أجاب الأعمى : انه أبرأني اليوم ، فقال رئيس الكهنة : انظروا الآن كيف أن هذا الرجل خاطئ لأنه لا يحفظ السبت ! .

الفصل السابع والخمسون بعد المائة

أجاب الأعمى: لست أعلم أخاطئ هو أم لا، إنما أعلم هذا هو أني أعمى فأراني ، فلم يصدق الفريسيون هذا ، لذلك قالوا لرئيس الكهنة : أرسل وادع أباه وأمه لأنهما يقولان لنا الصدق ، فدعوا أبا الرجل الأكمه وأمه ، فلما حضرا سألهما رئيس الكهنة قائلا : هل هذا الرجل ابنكما ؟ ، أجابا : إنه ابننا حقا ، فقال حينئذ رئيس الكهنة : يقول أنه ولد أعمى والآن يبصر فكيف حدث هذا الشيء ؟ ، أجاب أبو الرجل الذي ولد أعمى وأمه : إنه ولد حقا أعمى ولكن لا نعلم كيف نال النور ، هو كامل السن اسألوه يقل لكم الصدق ، فصرفوهما وعاد الرئيس فقال للرجل الذي ولد أعمى : أعط مجد لله وقل الصدق ـ وكان أبو الرجل وأمه خائفين أن يتكلما ، لأنه صدر أمر من مجلس الشيوخ الروماني أنه لا يجوز لإنسان أن يتحزب ليسوع نبي اليهود وإلا فالعقاب الموت ، وهو أمر استصدره الوالي ، لذلك قالا : هو كامل السن اسألوه ـ فقال حينئذ رئيس الكهنة للرجل الذي ولد أعمى أعط مجدا لله قل الصدق لأننا نعلم أن هذا الرجل الذي تقول أنه شفاك خاطئ ، أجاب الرجل الذي ولد أعمى : لست أعلم أخاطئ هو إنما أعلم هذا أني كنت لا أبصر فأنارني ، ومن المؤكد أنه منذ ابتداء العالم حتى هذه الساعة لم ينر أكمه ، والله لا يصيخ السمع إلى الخطاة ، قال الفريسيون : ماذا فعل لما أنارك ، حينئذ تعجب الرجل الذي ولد أعمى من عدم إيمانهم وقال : لقد أخبرتكم فلماذا تسألونني أيضا ، أتريدون أنتم أن تصيروا تلاميذ له ؟ ، فوبخه حينئذ رئيس الكهنة قائلا : إنك ولدت بجملتك في الخطيئة أفتريد أن تعلمنا ؟ ، أغرب وصر أنت تلميذا لهذا الرجل ، أما نحن فإننا تلاميذ موسى ونعلم أن الله كلم موسى ، أما هذا الرجل فلا نعلم من أين هو ، فأخرجوه من المجمع والهيكل ونهوه عن الصلاة مع الطاهرين بين إسرائيل .

الفصل الثامن والخمسون بعد المائة

وذهب الرجل الذي ولد أعمى ليجد يسوع ، فعزاه قائلا : إنك لم تبارك في زمن ما كما أنت الآن ، لأنك مبارك من إلهنا الذي تكلم على لسان داود أبينا ونبيه في أخلاء العالم قائلا : ( هم يلعنون وأنا أبارك ) ، وقال على لسان ميخا النبي : ( إني ألعن بركتك ) ، لأن التراب لا يضاد الهواء ولا الماء النار ولا النور الظلام ولا البرد الحرارة ولا المحبة البغضاء كما تضاد إرادة الله إرادة العالم ، فسأله لذلك التلاميذ قائلين : ما أعظم كلامك أيها السيد ، فقل لنا المعنى لأننا حتى الآن لم نفهم ، أجاب يسوع : متى عرفتم العالم ترون أني قلت الحق ، وهكذا ستعرفون الحق في كل نبي ، فاعلموا إذا أن هناك ثلاثة أنواع من العوالم متضمنة في اسم واحد ، الأول يشير إلى السموات والأرض مع الماء والهواء والنار وكل الأشياء التي هي دون الإنسان فيتبع هذا العالم في كل شيء إرادة الله كما يقول داود : ( لقد أعطاها الله أمرا لا تتعداه ) ، الثاني يشير إلى كل بشر كما أن بيت فلان لا يشير إلى الجدران بل إلى الأسرة ، فهذا العالم يحب الله أيضا ، لأنهم بالطبيعة يتوقون إلى الله قدر ما يستطيع كل أحد بحسب الطبيعة إلى الله وإن ضلوا في طلب الله ، أفتعلمون لماذا يتوق الجميع إلى الله ؟ ، لأنهم لا يتوقون جميعا إلى صلاح غير متناه بدون أدنى شر ، وهذا هو الله وحده ، لذلك أرسل الله الرحيم أنبياءه إلى هذا العالم لخلاصه ، أما الثالث فهو حال سقوط الإنسان في الخطيئة التي تحولت إلى شريعة مضادة خالق العالم ، فهذا يصيِّر الإنسان نظير الشياطين أعداء الله ، فماذا تظنون ـ وهذا العالم يكرهه الله كرها شديدا ـ فما مصير الأنبياء لو أحبوا هذا العالم ؟ ، حقا إن الله ليأخذ منهم نبوتهم ، وماذا أقول ؟ ، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته لو خامر رسول الله حب هذا العالم الشرير متى جاء إليه لأخذ الله منه بالتأكيد كل ما وهبه عند خلقه وجعله منبوذا ، لأن الله بهذا المقدار مضاد للعالم .


elsayed
elsayed
عضو مجتهد
عضو مجتهد

عدد المساهمات : 20
نقاط : 68
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/04/2011
العمر : 37
الموقع : المحله الكبرى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى