منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
اهلا وشهلا زائرنا الكريم انت لن تقوم بتسجيل عضويتك في المنتدي للسجيل اضغط علي الزر التسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
اهلا وشهلا زائرنا الكريم انت لن تقوم بتسجيل عضويتك في المنتدي للسجيل اضغط علي الزر التسجيل
منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» فوائد قشر الليمون
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء السادس Emptyالأحد نوفمبر 19, 2023 5:22 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» المرأة الخمسينية والستينية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء السادس Emptyالسبت نوفمبر 18, 2023 1:58 pm من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» فقد الثقة في العلاقات الانسانية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء السادس Emptyالسبت نوفمبر 18, 2023 2:30 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» العدل اساس الحكم
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء السادس Emptyالثلاثاء مايو 09, 2023 6:19 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» صور من التراث الإسكندرية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء السادس Emptyالثلاثاء مايو 09, 2023 5:59 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» حدوته اسيوطية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء السادس Emptyالإثنين مايو 08, 2023 3:32 pm من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» الديون المعنوية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء السادس Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:29 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» عتمة ليل الجهالة
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء السادس Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:23 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» حديث القلوب
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء السادس Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:18 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

مكتبة الصور


انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء السادس Empty
التبادل الاعلاني

انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء السادس

اذهب الى الأسفل

انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء السادس Empty انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء السادس

مُساهمة من طرف elsayed الأحد يونيو 19, 2011 12:01 pm

الفصل السادس عشر بعد المائة

يجب على الإنسان أن يعيش في المدينة كما يعيش الجندي إذا كان حوله أعداء يحيطون بالحصن دافعا عن نفسه كل هجوم خائفا على الدوام خيانة الأهلين ، أقول هكذا يجب عليه أن يدفع كل إغراء خارجي من الخطيئة وأن يخشى الحس لأن له شغفا مفرطا بالأشياء الدنسة ، ولكن كيف يدافع عن نفسه إذا لم يكبح جماح العين التي هي أصل كل خطيئة جسدية ، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن من ليست له عينان جسديتان يأمن من العقاب إلا ما كان إلى الدركة الثالثة على أن من له عينان يحل به القصاص حتى الدركة السابعة ، حدث في زمن النبي إيليا أن إيليا رأى رجلا ضريرا حسن السيرة يبكي ، فسأله قائلا : ( لماذا تبكي أيها الأخ ؟ ) ، أجاب الضرير : أبكي لأني لا أقدر أن أبصر إيليا النبي قدوس الله ) ، فوبخه إيليا قـائلا : ( كف عن البكاء أيها الرجل لأنك ببكائك تخطئ ) ، أجاب الضرير : ( ألا فقل لي أرؤية نبي الله الذي يقيم الموتى وينزل نارا من السمـاء خطيئة ؟ ) ، أجـاب إيليا : ( إنك لا تقول الصدق لأن إيليا لا يقدر أن يأتي شيئا مما قلت على الإطلاق فإنه رجل نظيرك لأن أهل العالم بأسرهم لا يقدرون أن يخلقوا ذبابة واحدة ) .

فقال الضرير : ( إنك تقول هذا أيها الرجل لأنه لابد أن يكون قد وبخك إيليا على بعض خطاياك فلذلك تكرهه ) ، أجـاب إيليا : ( عسى أن تكون قد نطقت بالحق لأني لو أبغضت إيليا أيها الأخ لأحببت الله وكلما زدت بغضا لإيليا زدت حبا في الله ) ، فاغتاظ الضرير لذلك غيظا شديدا وقال : ( لعمر الله أنك لفاجر أيمكن لأحد أن يحب الله وهو يكره نبي الله انصرف من هنا لأني لست بمصغ إليك فيما بعد ) ، أجاب إيليا : ( أيها الأخ إنك لترى الآن بعقلك شدة شر البصر الجسدي لأنك تتمنى بصرا لتبصر إيليا وأنت تبغض إيليا بنفسك ) ، فأجاب الضرير : ( ألا فانصرف لأنك أنت الشيطان الذي يريد أن يجعلني أخطئ إلى قدوس الله ) ، فتنهد حينئذ إيليا وقال بدموع : ( إنك لقد قلت الصدق أيها الأخ لأن جسدي الذي تود أن تراه يفصلني عن الله ) ، فقال الضرير : ( إني لا أود أن أراك بل لو كان لي عينان لأغمضتهما لكي لا أراك ) ، حينئذ قال إيليا : ( اعلم أيها الأخ أني أنا إيليا ) ، أجاب الضرير : ( إنك لا تقول الصدق ) ، حينئذ قال تلاميذ إيليا : ( أيها الأخ إنه إيليا نبي الله بعينه ) ، فقال الضرير : ( إذا كان النبي فليقل لي من أي ذرية أنا وكيف صرت ضريرا ؟ ) .

الفصل السابع عشر بعد المائة

أجاب إيليا : ( إنك من سبط لاوي ولأنك نظرت وأنت داخل هيكل لله إلى امرأة بشهوة على مقربة من المقدس أزال إلهنا بصرك ) ، فقال حينئذ الضرير باكيا : ( أغفر لي يا نبي الله الطاهر لأني قد أخطأت إليك في الكلام وإني لو أبصرتك لما كنت أخطأت ) ، فأجاب إيليا : ( ليغفر لك إلهنا أيها الأخ ، لأني أعلم أنك فيما يخصني قد قلت الصدق ، لأني كلما ازددت بغضا لنفسي ازددت محبة لله ، لو رأيتني لخمدت رغبتك التي ليست مرضية لله ، لان إيليا ليس هو خالقك بل الله ) ، ثم قال إيليا باكيا : ( إني أنا الشيطان فيما يختص بك لأني أحولك عن خالقك ، فابك أيها الأخ إذ لم يكن لك نور يريك الحق من الباطل لأنه لو كان لك ذلك لما احتقرت تعليمي ، لذلك أقول لك أن كثيرين يتمنون أن يروني ويأتون من بعيد ليروني وهم يحتقرون كلامي ، لذلك كان خيرا لهم لخلاصهم أن لا يكون لهم عيون ، لأن كل من يجد لذة في المخلوق أيا كان ولا يطلب أن يجد لذة في الله فقد صنع صنما في قلبه وترك الله ) ، ثم قال يسوع متنهدا : أفهمتم كل ما قاله إيليا ؟ ، أجاب التلاميذ : حقا لقد فهمنا وإننا لحيارى من العلم بأنه لا يوجد هنا على الأرض إلا قليلون من الذين لا يعبدون الأصنام .

الفصل الثامن عشر بعد المائة

فقال حينئذ يسوع : إنكم تقولون الحق لأن إسرائيل كان الآن راغبا في إقامة عبادة الأصنام التي في قلوبهم إذ حسبوني إلها ، وكثيرون منهم قد احتقروا الآن تعليمي قائلين أنه يمكنني أن أجعل نفسي سيد اليهودية كلها إذا اعترفت بأنني إله ، وأني مجنون إذ رضيت أن أعيش في الفاقة في أنحاء البرية دون أن أقيم على الدوام بين الرؤساء في عيش رغيد ، ما أتعسك أيها الإنسان الذي تحترم النور الذي يشترك فيه الذباب والنمل وتحتقر النور الذي تشترك فيه الملائكة والأنبياء وأخلاء الله الأطهار خاصة ، فإذا لم تحفظ العين يا أندراوس فإني أقول لك أن عدم الانغماس في الشهوة حينئذ من المحال ، لذلك قال إرميا النبي باكيا بشدة : ( عين لص يسرق نفسي ) ، ولذلك صلى داود أبونا بأعظم شوق لله أبينا أن يحول عينيه لكي لا يرى الباطل ، لأن كل ما له نهاية إنما هو باطل قطعا ، قل لي إذاً إذا كان لأحد فلسان يشتري بهما خبزا أفيصرفهما مشتريا دخانا ؟ ، لا البتة لأن الدخان يضر العينين ولا يقيت الجسم ، فعلى الإنسان أن يفعل هكذا لأنه يجب عليه ببصر عينيه الخارجي وبصر عقله الداخلي أن يطلب ليعرف الله خالقه ومرضاة مشيئته وأن لا يجعل غرضه المخلوق الذي يجعله يخسر الخالق .

الفصل التاسع عشر بعد المائة

لأنه حقا كلما نظر الإنسان شيئا ونسي الله الذي خلقه للإنسان فقد أخطأ ، إذ لو وهبك صديق شيئا تحفظه ذكرى له فبعته ونسيت صديقك فقد أغظت صديقك ، فهذا ما يفعل الإنسان ، لأنه عندما ينظر إلى المخلوق ولا يذكر الخالق الذي خلقه إكراما للإنسان يخطئ إلى الله خالقه بالكفران بالنعمة ، فمن ينظر إذاً إلى النساء وينسى الله الذي خلق المرأة لأجل خير الإنسان يكون قد أحبها واشتهاها ، وتبلغ منه شهوته هذه مبلغا يحب معه كل شيء شبيه بالشيء المحبوب فتنشأ عن ذلك الخطيئة التي يخجل من ذكرها ، فإذا وضع الإنسان لجاما لعينيه يصير سيد الحس الذي لا يشتهي ما لا يقدم له وهكذا يكون الجسد تحت حكم الروح ، فكما أن السفينة لا تتحرك بدون ريح لا يقدر الجسد أن يخطئ بدون الحس ، أما ما يجب على التائب عمله بعد ذلك من تحويل الثرثرة إلى صلاة فهو ما يقول به العقل حتى لو لم يكن وصية من الله ، لأن الإنسان يخطئ في كل كلمة قبيحة ويمحو إلى إلهنا خطيئته بالصلاة ، لأن الصلاة هي شفيع النفس ، الصلاة هي دواء النفس ، الصلاة هي صيانة القلب ، الصلاة هي سلاح الإيمان ، الصلاة هي لجام الحس ، الصلاة هي ملح الجسد الذي لا يسمح بفساده بالخطيئة ، أقول لكم أن الصلاة هي يدا حياتنا اللتان يدافع بهما المصلي عن نفسه في يوم الدين ، فإنه يحفظ نفسه من الخطيئة هنا على الأرض ويحفظ قلبه حتى لا تمسه الأماني الشريرة مغضبا للشيطان لأنه يحفظ حسه ضمن شريعة الله ويسلك جسده في البر نائلا من الله كل ما يطلب .

لعمر الله الذي نحن في حضرته أن الإنسان بدون صلاة لا يقدر أن يكون رجلا ذا أعمال صالحة أكثر مما يقدر أخرس على الاحتجاج عن نفسه أمام ضرير أو أكثر من إمكان برء ناسور بدون مرهم أو مدافعة رجل عن نفسه بدون حركة أو مهاجمة آخر بدون سلاح أو إقلاع في سفينة بدون دفة أو حفظ اللحوم الميتة بدون ملح ، فإن من المؤكد أن من ليس له يدان لا يقدر أن يأخذ ، فإذا تمكن المرء من تحويل السرقين إلى ذهب أو الطين إلى سكر فماذا يفعل ؟ ، فلما سكت يسوع أجاب التلاميذ : لا يتعاطى أحد عملا آخر سوى صنع الذهب والسكر ، حينئذ قال يسوع : ألا فلماذا لا يحول المرء الثرثرة إلى صلاة ؟ ، أأعطاه الله الوقت لكي يغضب الله ؟ ، أي متبوع يهب تابعه مدينة لكي يثير هذا عليه حربا ، لعمر الله لو علم المرء إلى أية صورة تتحول النفس بالكلام الباطل لفضل عض لسانه بأسنانه على التكلم ، ما أتعس العالم لأن الناس لا يجتمعون اليوم للصلاة بل إن الشيطان في أروقة الهيكل بل في الهيكل نفسه ذبيحة الكلام الباطل بل ما هو شر من ذلك من الأمور التي لا يمكن التكلم عنها بدون خجل .

الفصل العشرون بعد المائة

أما ثمر الكلام الباطل فهو هذا : أنه يوهن البصيرة إلى حد لا يمكنها معه أن تكون مستعدة لقبول الحق ، فهي كفرس اعتاد أن يحمل رطلا من القطن فلم يعد قادرا أن يحمل مائة رطل من الحجر ، ولكن شر من ذلك الرجل الذي يصرف وقته في المزاح ، فمتى أراد أن يصلي ذكّره الشيطان بنفس تلك الفكاهات المزحية حتى أنه عندما يجب عليه أن يبكي على خطاياه لكي يستمنح الله الرحمة ولينال غفران خطاياه يثير بالضحك غضب الله الذي سيؤدبه ويطرحه خارجا ، ويل إذا للمازحين والمتكلمين بالباطل ! ، ولكن إذا كان يمقت إلهنا المازحين والمتكلمين بالباطل فكيف يعتبر الذين يتذمرون ويغتابون جيرانهم وفي أي ورطة يكون الذين يتخذون ارتكاب الخطايا ضربا من التجارة على غاية الضرورة ؟ ، أيها العالم الدنس لا أقدر أن أتصور بأي صرامة يقتص منك الله ، فعلى من يجاهد نفسه أن يعطي كلامه بثمن الذهب ، أجاب تلاميذه : ولكن من يشتري كلام امرئ بثمن الذهب ؟ ، لا أحد قط ، وكيف يجاهد نفسه ؟ من المؤكد أنه يصير طماعا ؟ ، أجاب يسوع : إن قلبكم ثقيل جدا حتى أني لا اقدر على رفعه ، لذلك لزم أن أفيدكم معنى كل كلمة ، ولكن اشكروا الله الذي وهبكم نعمة لتعرفوا أسرار الله ، لا أقول أن على التائب أن يبيع كلامه بل أقول أنه متى تكلم وجب عليه أن يحسب أنه يلفظ ذهبا ، حقا إنه إذا فعل ذلك فإنه يتكلم متى كان الكلام ضروريا فقط كما يصرف الذهب على الأشياء الضرورية ، فكما لا يصرف أحد ذهبا على شيء يكون من ورائه ضرر بجسده كذلك لا ينبغي له أن يتكلم عن شيء قد يضر نفسه .

الفصل الحادي والعشرون بعد المائة

إذا سجن حاكم مسجونا يمتحنه والمسجل يسجل قولوا لي كيف يتكلم رجل كهذا ، أجاب التلاميذ : إنه يتكلم بخوف وفي الموضوع حتى لا يجعل نفسه مظنة للتهمة ويكون على حذر من أن يقول شيئا يكدر الحاكم بل يحاول أن يقول شيئا يكون باعثا على إطلاقه ، حينئذ أجاب يسوع : هذا ما يجب إذاً على التائب عمله لكي لا يخسر نفسه ، لأن الله أعطى لكل إنسان ملاكين مسجلين أحدهما لتدوين الخير الذي يعمله الإنسان والآخر لتدوين الشر، فإذا أحب الإنسان أن ينال رحمة أن يقيس كلامه بأدق مما يقاس به الذهب .

الفصل الثاني والعشرون بعد المائة

أما البخل فيجب تحويله إلى تصدق ، الحق أقول لكم أنه كما أن غاية الشاقول المركز كذلك الجحيم غاية البخيل ، لأنه من المحال أن ينال البخيل خيرا في الجنة ، أتعلمون لماذا ؟ ، إني مخبركم ، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن البخيل وإن كان لسانه صامتا ليقول بأعماله : (( لا إله غيري )) ، لأنه يصرف كل ماله على ملذته الخاصة غير ناظر إلى بدايته أو نهايته فإنه ولد عريا ومتى مات ترك كل شيء ، ألا فقولوا لي إذا أعطاكم هيرودس بستانا لتحفظوه وأحببتم أن تتصرفوا فيه كأنكم أصحاب الملك فلا ترسلون ثمرا منه لهيرودس ومتى أرسل هيرودس يطلب ثمرا طردتم رسله قولوا لي ألا تكونون بذلك قد جعلتم أنفسكم ملوكا على البستان ؟ ، بلى البتة ، فأقول لكم أنه هكذا يجعل البخيل نفسه إلها على الثروة التي وهبه إياها الله ، البخل هو عطش الحس الذي لما فقد الله بالخطيئة لأنه يعيش بالملذة ولما لم يعد قادرا على الابتهاج بالله المتحجب عنه أحاط نفسه بالأشياء العالمية التي يحسبها خيره ، وكلما رأى نفسه محروما من الله ازداد قوة ، وهكذا فإن تجدد الخاطئ إنما هو من الله الذي ينعم عليه فيتوب كما قال أبونا داود هذا التغير يأتي من يمين الله ، ومن الضروري أن أفيدكم من أي نوع هو الإنسان إذا كنتم تريدون أن تعلموا كيف يجب فعل التوبة ، ولنشكر اليوم الله الذي وهبنا نعمة لأبلغ إرادته بكلمتي ، ثم رفع يديه وصلى قائلا : أيها الرب الإله القدير الرحيم الذي خلقتنا نحن عبيدك برحمة ومنحتنا مرتبة البشر ودين رسولك الحقيقي ، إننا نشكرك على كل إنعاماتك ، ونود أن نعبدك وحدك كل أيام حياتنا ، نادبين خطايانا ، مصلين ومتصدقين ، صائمين ومطالعين كلمتك ، مثقفين الذين يجهلون مشيئتك ، مكابدين الآلام من العالم حبا فيك ، وباذلين نفسنا للموت خدمة لك ، فنجنا أنت يا رب من الشيطان ومن الجسد ومن العالم ، كما نجيت مصطفاك إكراما لنفسك وإكراما لرسولك الذي لأجله خلقتنا وإكراما لكل قديسيك وأنبيائك فكان يجيب التلاميذ دائما : ليكن كذلك ليكن كذلك يا رب ليكن كذلك أيها الإله الرحيم .

الفصل الثالث والعشرون بعد المائة

فلما كان صباح الجمعة جمع يسوع تلاميذه باكرا بعد الصلاة ، وقال لهم : لنجلس لأنه كما أنه في مثل هذا اليوم خلق الله الإنسان من طين الأرض هكذا أفيدكم أي شيء هو الإنسان إن شاء الله ، فلما جلسوا عاد يسوع فقال : إن إلهنا لأجل أن يظهر لخلائقه جوده ورحمته وقدرته على كل شيء مع كرمه وعدله صنع مركبا من أربعة أشياء متضاربة ووحدها في شبح واحد نهائي هو الإنسان وهي التراب والهواء والماء والنار ليعدل كل منهما ضده ، وصنع من هذه الأشياء الأربعة إناء وهو جسد الإنسان من لحم وعظام ودم ونخاع وجلد مع أعصاب وأوردة وسائر أجزائه الباطنية ، ووضع الله فيه النفس والحس بمثابة يدين لهذه الحياة ، وجعل مثوى الحس في كل جزء من الجسد لأنه انتشر هناك كالزيت ، وجعل مثوى النفس القلب حيث تتحد مع الحس فتتسلط على الحياة كلها ، فبعد أن خلق الله الإنسان هكذا وضع فيه نورا يسمى العقل ليوحد الجسد والحس والنفس لمقصد واحد وهو العمل لخدمة الله ، فلما وضع هذه الصنيعة في الجنة وأغرى الحس العقل بعمل الشيطان فقد الجسد راحته وفقد الحس المسرة التي يحيا بها وفقدت النفس جمالها ، فلما وقع الإنسان في هذه الورطة وكان الحس الذي لا يطمئن في العمل بل يطلب المسرة غير مكبوحة الجماح بالعقل اتبع النور الذي تظهره له العينان ، ولما كانت العينان لا تبصران شيئا غير الباطل خدع نفسه واختار الأشياء الأرضية فأخطأ ، لذلك وجب برحمة الله أن ينور عقل الإنسان من جديد ليعرف الخير من الشر والمسرة الحقيقية ، فمتى عرف الخاطئ ذلك تحول إلى التوبة ، لذلك أقول لكم حقا أنه إذا لم ينور الله ربنا قلب الإنسان فإن تعقل البشر لا يجدي ، أجاب يوحنا : إذاً ما هي الجدوى من كلام الإنسان ؟ ، فأجاب يسوع : الإنسان من حيث هو إنسان لا يفلح في تحويل إنسان إلى التوبة ، أما الإنسان من حيث هو وسيلة يستعملها الله فهو يجدد الإنسان ، ولما كان الله يعمل في الإنسان بطريقة خفية لخلاص البشر وجب على المرء أن يصغي لكل إنسان حتى يقبل من بين الجميع ذلك الذي يكلمنا به الله ، أجاب يعقوب : يا معلم لو فرضنا أن أتى نبي دعي ومعلم كذاب مدعيا أنه يهذبنا فماذا يجب أن نفعل ؟ .

الفصل الرابع والعشرون بعد المائة

أجاب يسوع بمثل : يذهب رجل ليصطاد بشبكة فيمسك فيها سمكا كثيرا والرديء منه يطرحه ، ذهب رجل ليزرع وإنما الحبة التي تقع على أرض صالحة هي التي تحمل بذورا ، فهكذا يجب عليكم أن تفعلوا مصغين إلى الجميع وقابلين الحق فقط لأن الحق وحده يحمل ثمرا للحياة الأبدية ، فأجاب حينئذ أندراوس : ولكن كيف يعرف الحق ؟ ، أجاب يسوع : كل ما ينطبق على كتاب موسى فهو حق فاقبلوه ، لأنه لما كان الله واحدا كان الحق واحدا ، فينتج من ذلك أن التعليم واحد وأن معنى التعليم واحد فالإيمان إذا واحد ، الحق أقول لكم أنه لو لم يمح الحق من كتاب موسى لما أعطى الله داود أبانا الكتاب الثاني ، ولو لم يفسد كتاب داود لم يعهد الله بإنجيله إلي لأن إلهنا غير متغير ولقد نطق رسالة واحدة لكل البشر ، فمتى جاء رسول الله يجيء ليطهر كل ما أفسد الفجار من كتابي ، حينئذ أجاب من يكتب : يا معلم ماذا يجب على المرء فعله متى فسدت الشريعة وتكلم النبي المدعي ؟ ، أجاب يسوع : إن سؤالك لعظيم يا برنابا ، لذلك أفيدك أن الذين يخلصون في مثل ذلك الوقت قليلون لأن الناس لا يفكرون في غايتهم التي هي الله ، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن كل تعليم يحول الإنسان عن غايته التي هي الله لشر تعليم ، لذلك يجب عليك ملاحظة ثلاثة أمور في التعليم أي المحبة لله وعطف المرء على قريبه وبغضك لنفسك التي أغضبت الله وتغضبه كل يوم ، فتجنب كل تعليم مضاد لهذه الرؤوس الثلاثة لأنه شرير جدا ؟ .

الفصل الخامس والعشرون بعد المائة

وإني لأعود الآن إلى البخل ، فأفيدكم أنه متى أراد الحس الحصول على شيء أو حرص عليه يجب أن يقول العقل : لا بد من نهاية لهذا الشيء ، ومن المؤكد أنه إذا كان له نهاية فمن الجنون أن يحب ، لذلك وجب على الإنسان أن يحب ويحرص على ما لانهاية له ، فليتحول بخل الإنسان إذا إلى صدقة موزعاً بالعدل ما أخذه بالظلم ، وليكن على انتباه حتى لا تعرف اليد اليسرى ما تفعله اليد اليمنى ، لأن المرائين إذا تصدقوا يحبون أن ينظرهم ويمدحهم العالم ولكن الحق أنهم مغرورون لأن من يشتغل لإنسان فمنه يأخذ أجره ، فإذا نال إنسان شيئا من الله وجب عليه أن يخدم الله ، وتوخُّوا متى تصدقتم أن تحسوا أنكم تعطون الله كل شيء حبا في الله ، فلا تبطئون في العطاء وأعطوا خير ما عندكم حبا في الله ، قولوا لي أتريدون أن تنالوا شيئا رديئا من الله ؟ لا البتة أيها التراب والرماد ، فكيف يكون عندكم إيمان إذا أعطيتم شيئا رديئا حبا في الله ؟ ، ألا تعطوا شيئا خير من أن تعطوا شيئا رديئا ، لأن لكم في عدم العطاء شيئا من المعذرة في عرف العالم ، ولكن ما تكون معذرتكم في إعطاء شيء لا قيمة له وإبقاء الأفضل لأنفسكم ؟ ، وهذا كل ما أملك أن أقول لكم في شأن التوبة ، أجاب برنابا : كم يجب أن تدوم التوبة ، أجاب يسوع : يجب على الإنسان ما دام في حال الخطيئة أن يتوب ويقوم بجهاد نفسه ، فكما أن الحياة البشرية تخطئ على الدوام وجب عليها أن تقوم بجهاد النفس على الدوام ، إلا إذا كنتم تحسبون أحذيتكم أكرم من نفسكم لأنه كلما انفتق حذاؤكم أصلحتموه .

الفصل السادس والعشرون بعد المائة

وبعد أن جمع يسوع تلاميذه أرسلهم مثنى مثنى إلى مقاطعة إسرائيل قائلا : اذهبوا وبشروا كما سمعتم ، فحينئذ انحنوا فوضع يده على رأسهم قائلا : باسم الله أبرؤا المرضى أخرجوا الشياطين وأزيلوا ضلال إسرائيل في شأني مخبريهم ما قلت أمام رئيس الكهنة ، فانصرفوا جميعهم خلا من يكتب ويعقوب ويوحنا ، فذهبوا في اليهودية مبشرين بالتوبة كما أمرهم يسوع مبرئين كل نوع من المرض ، حتى ثبت في إسرائيل كلام يسوع أن الله أحد وأن يسوع نبي الله إذ رأوا هذا الجم يفعل ما فعل يسوع من حيث شفاء المرضى ، ولكن أبناء الشيطان وجدوا طريقة أخرى لاضطهاد يسوع وهؤلاء هم الكهنة والكتبة ، فشرعوا من ثم يقولون أن يسوع طمح إلى ملكية إسرائيل ، ولكنهم خافوا العامة فلذلك ائتمروا عليه سرا ، وبعد أن جاب التلاميذ اليهودية عادوا إلى يسوع فاستقبلهم كما يستقبل الأب أبناءه قائلا : أخبروني كيف فعل الرب إلهنا ؟ حقا إني لقد رأيت الشيطان يسقط تحت أقدامكم وأنتم تدوسونه كما يدوس الكرام العنب ، فأجاب التلاميذ : يا معلم لقد أبرأنا عددا لا يحصى من المرضى وأخرجنا شياطين كثيرين كانوا يعذبون الناس ، فقال يسوع : ليغفر الله لكم أيها الإخوة لأنكم أخطأتم إذ قلتم (( أبرأنا )) وإنما الله هو الذي فعل ذلك كله ، حينئذ قالوا لقد تكلمنا بغبـاوة فعلمنا كيف نتكلم ، أجـاب يسوع : في كل عمل صالح قـولوا : (( الرب صنع )) وفي كل عمل رديء قولوا : (( أخطأت )) ، فقال التلاميذ : إنا لفاعلون هكذا ، ثم قال يسوع : ماذا يقول إسرائيل وقد رأى الله يصنع على أيدي جمهور من الناس ما صنع الله على يدي ؟ ، أجاب التلاميذ : يقولون أنه يوجد إله أحد وأنك نبي الله ، فأجاب يسوع بوجه متهلل : تبارك اسم الله القدوس الذي لم يحتقر رغبة عبده هذا ولما قال ذلك انصرفوا للراحـة .

الفصل السابع والعشرون بعد المائة

وانصرف يسوع من البرية ودخل أورشليم ، فأسرع من ثم الشعب كله إلى الهيكل ليراه ، فبعد قراءة المزامير ارتقى يسوع الدكة التي كان يرتقيها الكتبة ، وبعد أن أشار بيده إيماءً للصمت قال : أيها الإخوة تبارك اسم الله القدوس الذي خلقنا من طين الأرض لا من روح ملتهب ، لأنه متى أخطأنا وجدنا رحمة عند الله لن يجدها الشيطان أبدا ، لأنه لا يمكن إصلاحه بسبب كبريائه إذ يقول أنه شريف دوما لأنه روح ملتهب ، هل سمعتم أيها الإخوة ما يقول أبونا داود عن إلهنا إنه يذكر أننا تراب وأن روحنا تمضي فلا تعود أيضا فلذلك رحمنا ؟ ، طوبى للذين يعرفون هذه الكلمات لأنهم لا يخطئون إلى ربهم إلى الأبد فإنهم بعد أن يخطئوا يتوبون فلذلك لا تدوم خطيئتهم ، ويل للمتغطرسين لأنهم سيذلون في جمرات الجحيم ، قولوا لي أيها الإخوة ما هو سبب الغطرسة ؟، أيتفق أن يوجد صلاح على الأرض ؟ ، لا البتة لأنه كما يقول سليمان نبي الله : ( إن كل ما تحت الشمس لباطل ) ، ولكن إذا كانت أشياء العالم لا تسوغ لنا الغطرسة بقلبنا فبالأحرى ألا تسوغه حياتنا ، لأنها مثقلة بشقاء كثير لأن كل الحيوانات التي هي دون الإنسان تقاتلنا ، ما أكثر الذين قتلهم حر الصيف المحرق ! ، ما أكثر الذين قتلهم الصقيع وبرد الشتـاء ! ، ما أكثر الذين قتلتهم الصواعق والبرد ! ، ما أكثر الذين غرقوا في البحر بعصف الرياح ! ، ما أكثر الذين ماتوا من الوباء والجوع أو لأن الوحوش الضارية قد افترستهم أو نهشتهم الأفاعي أو خنقهم الطعام ! ، ما أتعس الإنسان المتغطرس إذ أنه يرزح تحت أحمال ثقيلة وتقف له في كل موضع جميع الخلائق بالمرصاد ، ولكن ماذا أقول عن الجسد والحس اللذين لا يطلبان إلا الإثم ، وعن العالم الذي لا يقدم إلا الخطيئة ، وعن الشرير الذي لما كان يخدم الشيطان يضطهد كل من يعيش بحسب شريعة الله ؟ ، ومن المؤكد أيها الإخوة أن الإنسان كما يقول داود : ( لو تأمل الأبدية بعينه لما أخطأ )، ليس تغطرس الإنسان بقلبه سوى إقفال رأفة الله ورحمته حتى لا يعود يصفح ، لأن أبانا داود يقول : ( إن إلهنا يذكر أننا لسنا سوى تراب وأن روحنا تمضي ولا تعود أيضا )، فمن تغطرس إذاً أنكر أنه تراب وعليه فلما كان لا يعرف حاجته فهو لا يطلب عونا فيغضب الله معينه ، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن الله يعفو عن الشيطان لو عرف الشيطان شقاءه وطلب رحمة من خالقه المبارك إلى الأبد .


elsayed
elsayed
عضو مجتهد
عضو مجتهد

عدد المساهمات : 20
نقاط : 68
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/04/2011
العمر : 37
الموقع : المحله الكبرى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى