منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
اهلا وشهلا زائرنا الكريم انت لن تقوم بتسجيل عضويتك في المنتدي للسجيل اضغط علي الزر التسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
اهلا وشهلا زائرنا الكريم انت لن تقوم بتسجيل عضويتك في المنتدي للسجيل اضغط علي الزر التسجيل
منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» فوائد قشر الليمون
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الخامس Emptyالأحد نوفمبر 19, 2023 5:22 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» المرأة الخمسينية والستينية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الخامس Emptyالسبت نوفمبر 18, 2023 1:58 pm من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» فقد الثقة في العلاقات الانسانية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الخامس Emptyالسبت نوفمبر 18, 2023 2:30 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» العدل اساس الحكم
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الخامس Emptyالثلاثاء مايو 09, 2023 6:19 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» صور من التراث الإسكندرية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الخامس Emptyالثلاثاء مايو 09, 2023 5:59 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» حدوته اسيوطية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الخامس Emptyالإثنين مايو 08, 2023 3:32 pm من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» الديون المعنوية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الخامس Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:29 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» عتمة ليل الجهالة
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الخامس Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:23 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» حديث القلوب
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الخامس Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:18 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

مكتبة الصور


انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الخامس Empty
التبادل الاعلاني

انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الخامس

اذهب الى الأسفل

انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الخامس Empty انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الخامس

مُساهمة من طرف elsayed الأحد يونيو 19, 2011 12:00 pm

الفصل المائة

لعمر الله أيها الإخوان أني أخشى أن يغضب الله عليّ ، لذلك وجب عليكم أن تسيروا في اليهودية وإسرائيل مبشرين بالحق أسباط إسرائيل الإثني عشر حتى ينكشف الخداع عنهم ، فأجاب التلاميذ خائفين باكين : إننا لفاعلون كل ما تأمرنا به ، فقال حينئذ يسوع : لنصل ولنصم ثلاثة أيام ومن الآن فصاعدا لنصل لله ثلاث مرات متى لاح النجم الأول كل ليلة إذ نؤدي الصلاة لله طالبين منه الرحمة ثلاث مرات لأن خطيئة إسرائيل تزيد على الخطايا الأخرى ثلاثة أضعاف ، أجاب التلاميذ : ليكن كذلك ، فلما انتهى اليوم الثالث دعا يسوع في صباح اليوم الرابع كل التلاميذ والرسل وقـال لهم : يكفي أن يمكث معي برنابا ويوحنا ، أما أنتم فجوبوا بلاد السامرة واليهودية وإسرائيل كلها مبشرين بالتوبة لأن الفأس موضوعة على مقربة من الشجرة لتقطعها ، وصلوا على المرضى لأن الله قد سلطني على كل مرض ، حينئذ قال من يكتب : يا معلم إذا سئل تلاميذك عن الطريقة التي يجب بها إظهار التوبة فبماذا يجيبون ؟ ، أجاب يسوع : إذا أضاع رجل كيسا أيدير عينيه ليراه أو يده ليأخذه أو لسانه ليسأل فقط ؟ كلا ثم كلا يلتفت بكل جسمه ويستعمل كل قوة في نفسه ليجده ، أصحيح هذا ؟ ، فأجاب الذي يكتب : انه لصحيح كل الصحة .

الفصل الأول بعد المائة

ثم قال يسوع إن التوبة عكس الحياة الشريرة لأنه يجب أن تنقلب كل حاسة إلى عكس ما صنعت وهي ترتكب الخطيئة ، فيجب النواح عوضا عن المسرة ، والبكاء عوضا عن الضحك ، والصوم عوضا عن البطر ، والسهر عوضا عن النوم ، والعمل عوضا عن البطالة ، والعفة عوضا عن الشهوة ، وليتحول الفضول إلى صلاة والجشع إلى تصدق ، حينئذ أجاب الذي يكتب : ولكن لو سئلوا كيف يجب أن ننوح وكيف يجب أن نبكي وكيف يجب أن نصوم وكيف يجب أن ننشط وكيف يجب أن نبقى أعفاء وكيف يجب أن نصلى ونتصدق فأي جواب يعطون ؟ وكيف يحسنون القيام بالعقوبة البدنية إذا لم يعرفوا كيف يتوبون ؟ ، أجاب يسوع : لقد أحسنت السؤال يا برنابا وأريد أن أجيب على كل ذلك بالتفصيل إن شاء الله ، أما اليوم فإني أكلمك في التوبة على وجه عام وما أقوله لواحد أقوله للجميع ، فاعلم إذاً أن التوبة يجب أن تفعل أكثر من كل شيء لمجرد محبة الله وإلا كانت عبثا ، وإني أكلمكم بالتمثيل ، كل بناء إذا أزيل أساسه تساقط خرابا أصحيح هذا ؟ ، فأجاب التلاميذ : إنه لصحيح ، فقال حينئذ يسوع : إن أساس خلاصنا هو الله الذي لا خلاص بدونه ، فلما أخطأ الإنسان خسر أساس خلاصه ، لذلك وجب الإبتداء بالأساس، قولوا لي إذا استأتم من عبيدكم وعلمتم أنهم لم يحزنوا لأنهم أغاظوكم بل حزنوا لأنهم خسروا جزاءهم أتغفرون لهم ؟ ، لا البتة ، إني أقول لكم أن الله هكذا يفعل بالذين يتوبون لأنهم خسروا الجنة ، إن الشيطان عدو كل صلاح لنادم شديد الندم لأنه خسر الجنة وربح الجحيم ، ومع ذلك لن يجد رحمة ، فهل تعلمون لماذا ؟ لأنه ليس عنده مجد لله بل يبغض خالقه .

الفصل الثاني بعد المائة

الحق أقول لكم أن كل حيوان مفطور على الحزن لفقد ما يشتهي من الطيبات ، لذلك وجب على الخاطئ النادم ندامة صادقة أن يرغب كل الرغبة في أن يقتص من نفسه لما صنع عاصيا لخالقه ، حتى أنه متى صلى لا يجسر أن يرجو الجنة من الله أو أن يعتقه من الجحيم ، بل أن يسجد لله مضطرب الفكر ويقول في صلاته : انظر يا رب إلى الأثيم الذي أغضبك بدون أدنى سبب في الوقت الذي كان يجب عليه أن يخدمك فيه ، لذلك يطلب الآن أن تقتص منه لما فعله بيدك لا بيد الشيطان عدوك ، حتى لا يشمت الفجار بمخلوقاتك ، أدب واقتص كما تريد يا رب لأنك لا تعذبني كما يستحق هذا الأثيم ، فإذا جرى الخاطئ على هذا الأسلوب وجد أن رحمة الله تزيد على نسبة العدل الذي يطلبه ، حقا إن ضحك الخاطئ دنس مكروه حتى أنه يصدق على هذا العالم ما قال أبونا داود من أنه وادي الدموع ، كان ملك تبنى أحد عبيده وجعله سيدا على كل ما يملكه ، فحدث بسعاية ماكر خبيث أن وقع هذا التعيس تحت غضب الملك ، فأصابه شقاء عظيم لا في مقتنياته فقط بل أحتقر وانتزع منه ما كان يربحه كل يوم من العمل ، أتظنون أن مثل هذا الرجل يضحك مرة ما ؟ ، فأجاب التلاميذ : لا البتة لأنه لو عرف الملك بذلك لأمر بقتله إذ يرى أنه يضحك من غضبه ، ولكن الأرجح أنه يبكي نهارا وليلا ، ثم بكى يسوع قائلا : ويل للعالم لأنه سيحل به عذاب أبدي ، ما أتعسك أيها الجنس البشري ، فإن الله قد اختارك ابنا واهبا إياك الجنة ، ولكنك أيها التعيس سقطت تحت غضب الله بعمل الشيطان وطردت من الجنة وحكم عليك بالإقامة في العالم النجس حيث تنال كل شيء بكدح وكل عمل صالح لك يحبط بتوالي ارتكاب الخطايا ، وإنما العالم يضحك والذي هو شر من ذلك أن الخاطئ الأكبر يضحك أكثر من غيره ، فسيكون كما قلتم : ( إن الله يحكم بالموت الأبدي على الخاطئ الذي يضحك لخطاياه ولا يبكي عليها ) .

الفصل الثالث بعد المائة

إن بكاء الخاطئ يجب أن يكون كبكاء أب على ابن مشرف على الموت ، ما أعظم جنون الإنسان الذي يبكي على الجسد الذي فارقته النفس ولا يبكي على النفس التي فارقتها رحمة الله بسبب الخطيئة ، قولوا لي إذا قدر النوتي الذي كسرت العاصفة سفينته على أن يسترد بالبكاء كل ما خسر فماذا يفعل ؟ ، من المؤكد أنه يبكي بمرارة ، ولكن أقول لكم حقا أن الإنسان يخطئ في البكاء على أي شيء إلا على خطيئته فقط ، لأن كل شقاء يحل بالإنسان إنما يحل به من الله لخلاصه حتى أنه يجب عليه أن يتهلل له ، ولكن الخطيئة إنما تأتي من الشيطان للعنة الإنسان ولا يحزن الإنسان عليها ، حقا إنكم لا تدركون أن الإنسان إنما يطلب هنا خسارة لا ربحا ، قـال برتولوماوس : يا سيد ماذا يجب أن يفعل من لا يقدر أن يبكي لأن قلبه غريب من البكاء ؟ ، أجاب يسوع : ليس كل من يسكب العبرات بباك يا برتولوماوس ، لعمر الله يوجد قوم لم تسقط من عيونهم عبرة قط بكوا أكثر من ألف من الذين يسكبون العبرات ، إن بكاء الخاطئ هو احتراق هواه العالمي بشدة الأسى ، وكما أن نور الشمس يقي ما هو موضوع في الأعلى من التعفن هكذا يقي هذا الإحتراق النفس من الخطيئة ، فلو وهب الله النادم الصادق دموعا قدر ما في البحر من ماء لتمنى أكثر من ذلك بكثير ، ويفني هذا التمني تلك القطرة الصغيرة التي يود أن يسكبها كما يفني الأتون الملتهب قطرة من ماء ، أما الذين يفيضون بكاء بسهولة فكالفرس الذي تزيد سرعة عدوه كلما خف حمله .

الفصل الرابع بعد المائة

إنه ليوجد قوم يجمعون بين الهوى الداخلي والعبرات الخارجية ، لكن من على هذه الشاكلة يكون كإرميا ، ففي البكاء يزن الله الحزن أكثر مما يزن العبرات ، فقال حينئذ يوحنا : يا معلم كيف يخسر الإنسان في البكاء على غير الخطيئة ؟ ، أجاب يسوع : إذا أعطاك هيرودس رداءا لتحفظه له ثم أخذه بعد ذلك منك أيكون لك باعث على البكاء ؟ فقال يوحنا : لا، فقـال يسوع : إذاً يكون باعث الإنسان على البكاء أقل من هذا إذا خسر شيئا أو فاته ما يريد لأن كل شيء يأتي من يد الله ، أليس لله إذاً قدرة على التصرف بأشيائه حسبما يريد أيها الغبي ؟ أما أنت فليس لك من ملك سوى الخطيئة فقط فعليها يجب أن تبكي لا على شيء آخر ، قال متّى : يا معلم إنك لقد اعترفت أمام اليهودية كلها بأن ليس لله من شبه كالبشر وقلت الآن أن الإنسان ينال من يد الله فإذا كان لله يدان فله إذاً شبه بالبشر ، أجـاب يسوع : إنك لفي ضلال يا متّى ولقد ضل كثيرون هكذا إذ لم يفقهوا معنى الكلام ، لأنه لا يجب على الإنسان أن يلاحظ ظاهر الكلام بل معناه إذ الكلام البشري بمثابة ترجمان بيننا وبين الله ، ألا تعلم أنه لما أراد الله أن يكلم آباءنا على جبل سيناء صرخ آباؤنا : (( كلمنا أنت يا موسى ولا يكلمنا الله لئلا نموت )) وماذا قال الله على لسان إشعيا النبي : (( أليس كما بعدت السموات عن الأرض هكذا بعدت طرق الله عن طرق الناس و أفكار الله عن أفكار الناس ؟ )) .

الفصل الخامس بعد المائة

إن الله لا يدركه قياس إلى حد أني أرتجف من وصفه ، ولكن يجب أن أذكر لكم قضية ، فأقول لكم إذاً أن السموات تسع وأنها بعضها يبعد عن بعض كما تبعد السماء الأولى عن الأرض التي تبعد عن الأرض سفر خمس مائة سنة ، وعليه فإن الأرض تبعد عن أعلى سماء مسيرة أربعة آلف وخمس مائة سنة ، فبناءا على ذلك أقول لكم أنها بالنسبة إلى السماء الأولى كرأس إبرة ، ومثلها السماء الأولى بالنسبة إلى الثانية وعلى هذا النمط كل السموات الواحدة منها أسفل مما يليها ، ولكن كل حجم الأرض مع حجم كل السموات بالنسبة إلى الجنة كنقطة بل كحبة رمل أليست هذه العظمة مما لا يقاس ؟ ، فأجاب التلاميذ : بلى بلى ، حينئذ قال يسوع : لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن الكون أمام الله لصغير كحبة رمل ، والله أعظم من ذلك بمقدار ما يلزم من حبوب الرمل لملء كل السموات والجنة بل أكثر ، فانظروا الآن إذا كان هناك نسبة بين الله والإنسان الذي ليس سوى كتلة صغيرة من طين واقفة على الأرض ، فانتبهوا إذاً لتأخذوا المعنى لا مجرد الكلام إذا أردتم أن تنالوا الحياة الأبدية ، فأجاب التلاميذ : إن الله وحده يقدر أن يعرف نفسه وإنه حقا لكما قال إشعيا النبي : (( هو محتجب عن الحواس البشرية )) ، أجاب يسوع : إن هذا لهو الحق لذلك سنعرف الله متى صرنا في الجنة كما يعرف هنا البحر من قطرة ماء مالح ، وإني أعود إلى حديثي فأقول لكم أنه يجب على الإنسان أن يبكي على الخطيئة فقط لأنه بالخطيئة يترك الإنسان خالقه ، ولكن كيف يبكي من يحضر مجالس الطرب والولائم ، إنه يبكي كما يعطي الثلج نارا !، فعليكم أن تحولوا مجالس الطرب إلى صوم إذا أحببتم أن يكون لكم سلطة على حواسكم لأن سلطة إلهنا هكذا .

فقال تداوس : إذاً يكون لله حاسة يمكن التسلط عليها ؟ ، أجاب يسوع : أتعودون إذا للقول بأن لله هذا وأن الله هكذا ؟ ، قولوا لي أللإنسان حاسة ؟ ، أجاب التلاميذ : نعم ، فأجاب يسوع : أيمكن أن يوجد إنسان فيه حياة ولا تعمل فيه حاسة ؟ ، أجاب التلاميذ : لا ، قال يسوع : إنكم تخدعون أنفسكم فأين حاسة من كان أعمى أو أطرش أو أخرس أو أبتر والإنسان حين يكون في غيبوبة ؟ ، فتحير حينئذ التلاميذ ، أما يسوع فقال : يتألف الإنسان من ثلاثة أشياء أي النفس والحس والجسد كل منها مستقل بذاته ، ولقد خلق إلهنا النفس والجسد كما سمعتم ، ولكنكم لم تسمعوا حتى الآن كيف خلق الحس ، لذلك أقول لكم كل شيء غدا إن شاء الله ، ولما قال يسوع هذا شكر الله وصلى لخلاص شعبنا وكل منا يقول : آمين .

الفصل السادس بعد المائة

فلما فرع يسوع من صلاة الفجر جلس تحت شجرة نخل فاقترب تلاميذه إليه هناك ، حينئذ قال يسوع : لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته إن كثيرين مخدوعون في شأن حياتنا ، لأن النفس والحس مرتبطان معا ارتباطا محكما حتى أن أكثر الناس يثبتون أن النفس والحس إنما هما شيء واحد فارقين بينهما بالعمل لا بالجوهر ويسمونها بالنفس الحاسة والنباتية والعقلية ، ولكن الحق أقول لكم أن النفس هي شيء حي مفكر ، ما أشد غباوتهم فأين يجدون النفس العقلية بدون حياة ؟ ، لن يجدوها أبدا ، ولن يسهل وجود الحياة بدون حس كما يشاهد في من وقع في غيبوبة متى فارقه الحس ، أجاب تداوس : يا معلم متى فارق الحس الحياة فلا يكون للإنسان حياة ، أجاب يسوع : إن هذا ليس بصحيح لأن الإنسان إنما يفقد الحياة متى فارقته النفس لأن النفس لا ترجع إلى الجسد إلا بآية ، ولكن الحس يذهب بسبب الخوف الذي يعرض له أو بسبب الغم الشديد الذي يعرض للنفس ، لأن الله خلق الحس لأجل الملذة ولا يعيش إلا بها كما أن الجسد يعيش بالطعام والنفس تعيش بالعلم والحب ، فهذا الحس يخالف النفس بسبب الغيظ الذي يلم به لحرمانه من ملذة الجنة بسبب الخطيئة ، لذلك وجب أشد الوجوب وآكده على من لا يريد تغذيته بالملذات الجسدية أن يغذيه بالملذة الروحية ، أتفهمون ؟ ، الحق أقول لكم أن الله لما خلقه حكم عليه بالجحيم والثلج والجليد اللذين لا يطاقان ، لأنه قال أنه هو الله ، ولكن لما حرمه من التغذية وأخذ طعامه منه أقر أنه عبد الله وعمل يديه ، والآن قولوا لي كيف يعمل الحس في الفجار ؟ ، حقا إنه لهم بمثابة الله لأنهم يتبعون الحس معرضين عن العقل وعن شريعة الله ، فيصيرون مكروهين (( منبوذين )) ولا يعملون صالحا .

الفصل السابع بعد المائة

وهكذا فإن أول شيء يتبع الحزن على الخطيئة الصوم ، لأن من يرى أن نوعا من الطعام أمرضه حتى خشي الموت فإنه بعد أن يحزن على أكله يعرض عنه حتى لا يمرض ، فهكذا يجب على الخاطئ أن يفعل ، فمتى رأى أن اللذة جعلته يخطئ إلى الله خالقه بإتباعه الحس في طيبات العالم هذه فليحزن لأنه فعل هكذا ، لأن هذا يحرمه من الله حياته ويعطيه موت الجحيم الأبدي ، ولكن لما كان الإنسان محتاجا وهو عائش إلى مناولة طيبات العالم هذه وجب عليه هنا الصوم فليأخذ إذاً في إماتة الحس وأن يعرف الله سيدا له ، ومتى رأى أن الحس يمقت الصوم فليضع قبالته حال الجحيم حيث لا لذة على الإطلاق بل الواقع في حزن متناه ، ليضع قبالته مسرات الجنة التي هي عظيمة بحيث أن حبة من ملاذ الجنة لأعظم من ملاذ العالم بأسرها ، فبهذا يسهل تسكينه ، لأن القناعة بالقليل لنيل الكثير لخير من إطلاق العنان في القليل مع الحرمان من كل شيء والمقام في العذاب ، وعليكم أن تذكروا الغني صاحب الولائم لكي تصوموا جيدا ، لأنه لما أراد هنا على الأرض أن يتنعم كل يوم حرم إلى الأبد من قطرة واحدة من الماء بينا أن لعازر إذ قنع بالفتات هنا على الأرض سيعيش إلى الأبد في بحبوحة من ملاذ الجنة ، ولكن ليكن التائب متيقظا ، لأن الشيطان يحاول أن يبطل كل عمل صالح ويخص عمل التائب أكثر مما سواه ، لأن التائب قد عصاه وانقلب عليه عدوا عنيدا بعد أن كان عبدا أمينا ، فلذلك يحاول الشيطان أن يحمله على عدم الصوم في حال من الأحوال بشبهة المرض فإذا لم يغن هذا أغراه بالغلو في الصوم حتى ينتابه مرض فيعيش بعد ذلك متنعماً ، فإذا لم يفلح في هذا حاول أن يجعله يقصر صومه على ترك الطعام الجسدي حتى يكون مثله لا يأكل شيئاً ولكنه يرتكب الخطيئة على الدوام ، لعمر الله إنه لممقوت أن يحرم المرء الجسد من الطعام ويملأ النفس كبرياء محتقرا الذين لا يصومون وحاسبا نفسه أفضل منهم ، قولوا لي أيفاخر المريض بطعام الحمية الذي فرضه عليه الطبيب ويدعو الذين لا يقتصرون على طعام الحمية مجانين ؟ ، لا البتة ، بل يحزن للمرض الذي اضطر بسببه إلى الاقتصار على طعام الحمية ، إنني أقول لكم أنه لا يجب على التائب أن يفاخر بصومه ويحتقر الذين لا يصومون ، بل يجب عليه أن يحزن للخطيئة التي يصوم لأجلها ، ولا يجب على التائب الذي يصوم أن يتناول طعاما شهيا بل يقتصر على الطعام الخشن ، أفيعطي الإنسان طعاما شهيا للكلب الذي يعض وللفرس الذي يرفس ؟ لا البتة بل الأمر بالعكس ، وليكن هذا كفاية لكم في شأن الصوم .

الفصل الثامن بعد المائة

أصيخوا السمع إذاً لما سأقوله لكم بشأن السهر ، إنه لما كان قسمين أي نوم للجسد ونوم النفس وجب عليكم أن تحذروا في السهر كي لا تنام النفس والجسد ساهـر ، إن هذا يكون خطأ فاحشـا جدا ، ما قولكم في هذا المثل (( بينما كان إنسان ماشيا اصطدم بصخر فلكي يتجنب أن تصدم به رجله أكثر من ذلك صدمه برأسه ، فما هو حال رجل كهذا ؟ )) ، أجـاب التلاميذ : إنه تعيس فإن رجلا كهذا مصاب بالجنون ، فقال حينئذ يسوع : حسنا أجبتم فإني أقول لكم حقا أن من يسهر بالجسد وينام بالنفس لمصاب بالجنون ، وكما أن المرض الروحي أشد خطرا من الجسدي فشفاؤه أشد صعوبة ، أفيفاخر إذاً تعيس كهذا بعدم النوم بالجسد الذي هو رجل الحياة بينا هو لا يرى شقاءه في أنه ينام بالنفس التي هي رأس الحياة ؟ ، إن النوم هو نسيان الله ودينونته الرهيبة ، فالنفس التي تسهر إنما هي التي ترى الله في كل شيء وفي كل مكان وتشكر جلالته في كل شيء وعلى كل شيء وفوق كل شيء عالمة أنها دائما في كل دقيقة تنال نعمة ورحمة من الله ، فمن يرن دائما في أذنها خشية من جلالته ذلك القول الملكي : (( تعالي أيتها المخلوقات للدينونة لأن إلهك يريد أن يدينك )) ، فإنها تلبث على الدوام في خدمة الله ، قولوا لي أتفضلون أن تروا بنور نجم أو بنور الشمس ؟ ، أجاب أندراوس : بنور الشمس لا بنور النجم ، بنور النجم لا نقدر أن نبصر الجبال المجاورة وبنور الشمس نبصر أصغر حبوب الرمل ، لذلك نسير بخوف على نور النجم ولكنا بنور الشمس نسير بإطمئنان .

الفصل التاسع بعد المائة

أجاب يسوع : إنني أقول لكم هكذا يجب عليكم أن تسهروا بالنفس بشمس العدل التي هي إلهنا ولا تفاخروا بسهر الجسد ، وصحيح كل الصحة أنه يجب تجنب الرقاد الجسدي جهد الطاقة ، إلا أن منعه البتة محال لأن الحس والجسد مثقلان بالطعام والعقل بالمشاغل ، لذلك يجب على من يريد أن يرقد قليلا أن يتجنب فرط المشاغل وكثرة الطعام ، لعمر الله الذي في حضرته تقف نفسي أنه يجوز الرقاد قليلا كل ليلة إلا أنه لا يجوز أبدا الغفلة عن الله ودينونته الرهيبة وما رقاد النفس إلا هذه الغفلة ، حينئذ أجاب من يكتب : يا معلم كيف يمكن لنا أن نتذكر الله على الدوام ؟ إنه ليلوح لنا أن هذا محال ، فقال يسوع متنهدا : إن هذا لأعظم شقاء يكابده الإنسان يا برنابا لأن الإنسان لا يقدر هنا على الأرض أن يذكر الله خالقه على الدوام ، إلا الأطهار فإنهم يذكرون الله على الدوام لأن فيهم نور نعمة الله حتى لا يقدرون أن ينسوا الله ، ولكن قولوا لي أرأيتم الذين يشتغلون بالحجارة المستخرجة من المقالع كيف تعودوا بالتمرن المستمر أن يضربوا حتى أنهم يتكالمون وهم طول الوقت يضربون بالآلة الحديدية في الحجر دون أن ينظروا إليها ومع ذلك لا يصيبون أيديهم ؟ ، فافعلوا إذاً أنتم كذلك ، ارغبوا في أن تكونوا أطهارا إذا أحببتم أن تتغلبوا تماما على شقاء الغفلة ، ومن المؤكد أن الماء يشق أقوى الصخور بقطرة واحدة يتكرر وقوعها عليها زمنا طويلا ، أتعلمون لماذا لم تتغلبوا على هذا الشقاء ؟ ، لأنكم لم تدركوا أنه خطيئة ، لذلك أقول لكم أن من الخطأ أيها الإنسان أن يهبك أمير هبة فتغمض عنه عينيك وتوليه ظهرك ، هكذا يخطئ الذين يغفلون عن الله ، لأن الإنسـان ينال كل حين هبات ونعمة من الله .

الفصل العاشر بعد المائة

ألا فقولوا لي ألا ينعم الله عليكم كل حين ؟ ، بلى حقا فإنه يجود عليكم دوما بالنفس الذي به تحيون ، الحق الحق أقول لكم أنه يجب على قلبكم أن يقول كلما تنفس جسدكم : (( الحمد لله )) ، حينئذ قال يوحنا : إن ما تقوله لهو الحق يا معلم فعلمنا الطريق لبلوغ هذه الحال السعيدة ، أجاب يسوع : الحق أقول لك أنه لا يتاح لأحد بلوغ هذه الحال بقوى بشرية بل برحمة الله ربنا ، ومن المؤكد أنه يجب على الإنسان أن يشتهي الصالح ليهبه الله إياه ، قولوا لي أتأخذون وأنتم على المائدة اللحوم التي تأنفون من النظر إليها ؟ ، لا البتة كذلك أقول لكم أنكم لا تنالون ما لا تشتهون ، إن الله لقادر إذا اشتهيتم الطهارة أن يجعلكم طاهرين في أقل من طرفة عين ، ولكن إلهنا يريد أن ننتظر ونطلب لكي يشعر الإنسان بالهبة والواهب ، أرأيتم الذين يتمرنون على رمي هدف ؟ ، حقا إنهم ليرمون مرارا متعددة عبثا ، وكيفما كانت الحال فهم لا يرغبون مطلقا أن يرموا عبثا ولكنهم يؤملون دوما أن يصيبوا الهدف ، فافعلوا هكذا أنتم الذين تشتهون دوما أن تذكروا الله ، ومتى غفلتم فنوحوا لأن الله سيهبكم نعمة لتبلغوا كل ما قد قلته ، إن الصوم والسهر الروحي متلازمان حتى إذا أبطل أحد السهر بطل الصوم توا ، لأن الإنسان بإرتكاب الخطيئة يبطل صوم النفس ويغفل عن الله ، وهكذا فإن السهر والصوم من حيث النفس لازمان دوما لنا لسائر الناس ، لأنه لا يجوز لأحد أن يخطئ ، أما صوم الجسد وسهره فصدقوني أنهما غير ممكنين في كل حين ولا لكل شخص ، لأنه يوجد مرضى وشيوخ وحبالى وقوم مقصورون على طعام الحمية وأطفال وغيرهم من أصحاب البنية الضعيفة ، وكما أن كل أحد يلبس بحسب قياسه الخاص هكذا يجب عليه أن يختار صومه ، لأنه كما أن أثواب الطفل لا تصلح لرجل ابن ثلاثين سنة هكذا لا يصلح صوم أحد وسهره لآخر .

الفصل الحادي عشر بعد المائة

ولكن احذروا من الشيطان أن يوجه كل قوته لأن تسهروا في أثناء الليل ثم تناموا بعد ذلك على حين يجب عليكم بوصية الله أن تصلوا وتصغوا إلى كلمة الله ، قولوا لي أترضون أن يأكل أحد أصدقائكم اللحم ويعطيكم العظام ؟ ، أجاب بطرس : لا يا معلم لأن مثل هذا لا يجب أن يسمى صديقا بل مستهزئا ، فأجاب يسوع بتنهد : إنك لقد نطقت بالحق يا بطرس لأن من يسهر بالجسد أكثر مما يلزم وهو نائم أو مثقل رأسه بالنعاس على حين يجب عليه أن يصلي أو يصغي إلى كلام الله فمثل هذا التعيس حقا يستهزئ بالله خالقه ويكون مرتكبا هذه الخطيئة ، وعلاوة على ذلك فهو لص لأنه يسرق الوقت الذي يجب أن يعطيه لله ويصرفه عندما وبقدر ما يريد ، كان رجل يسقي أعداءه من إناء فيه أطيب خمرة إذ كانت الخمر على أجودها ثم لما صارت الخمر حثالة سقى سيده ، فماذا تظنون السيد يفعل بعبده عندما يعرف كل شيء والعبد أمامه ؟ ، حقا إنه ليضربه ويقتله بغيظ عادل جريا على شرائع العالم ، فماذا يفعل الله إذا بالرجل الذي يصرف وقته في المشاغل وأردأه في الصلاة ومطالعة الشريعة ؟ ، ويل للعالم لأن قلبه مثقل بهذه الخطيئة وبما هو أعظم منها ! ، لذلك لما قلت لكم أنه يجب أن ينقلب الضحك بكاءا والولائم صوما والرقاد سهرا جمعت في كلمات ثلاث كل ما قد سمعتموه ، هو أنه يجب على المرء هنا على الأرض أن يبكي دوما وأن البكاء يجب أن يكون من القلب لأن الله تعالى خالقنا مستاء ، وأنه يجب عليكم أن تصوموا لكي تكون لكم سلطة على الحس ، وأن تسهروا لكي لا تخطئوا ، وأن البكاء الجسدي والصوم والسهر الجسديان يجب أن يكنّ بحسب بُنية الأفراد .

الفصل الثاني عشر بعد المائة

وبعد أن قال يسوع هذا قال : يجب عليكم أن تطلبوا ثمار الحقل التي بها قوام حياتنا منذ ثمانية أيام لم نأكل خبزا ، فلذلك أصلي إلى إلهنا وانتظركم مع برنابا ، فانصرف التلاميذ والرسل كلهم أربعة أربعة وستة ستة وانطلقوا في الطريق حسب كلمة يسوع ، وبقي مع يسوع الذي يكتب ، فقال يسوع باكيا : يا برنابا يجب أن أكاشفك بأسرار عظيمة يجب عليك مكاشفة العالم بها بعد انصرافي منه ، فأجاب الكاتب باكيا وقال : اسمح لي بالبكاء يا معلم ولغيري أيضا لأننا خطاة ، وأنت يا من هو طاهر ونبي الله لا يحسن بك أن تكثر من البكاء ، أجاب يسوع : صدقني يا برنابا إنني لا أقدر أن أبكي قدر ما يجب علي ، لأنه لو لم يدعني الناس إلها لكنت عاينت هنا الله كما يعاين في الجنة ولكنت أمنت خشية يوم الدين ، بيد أن الله يعلم أني بريء لأنه لم يخطر لي في بال أن أحسب أكثر من عبد فقير ، بل أقول لك أنني لو لم أدع إلها لكنت حملت إلى الجنة عندما أنصرف من العالم أما الآن فلا أذهب إلى هناك حتى الدينونة ، فترى إذاً إذا كان يحق لي البكاء ، فاعلم يا برنابا أنه لأجل هذا يجب علي التحفظ وسيبيعني أحد تلاميذي بثلاثين قطعة من نقود ، وعليه فإني على يقين من أن من يبيعني يقتل بإسمي ، لأن الله سيصعدني من الأرض وسيغير منظر الخائن حتى يظنه كل أحد إياي ، ومع ذلك فإنه لما يموت شر ميتة أمكث في ذلك العار زمنا طويلا في العالم .

ولكن متى جاء محمد رسول الله المقدس تزال عني هذه الوصمة ، وسيفعل الله هذا لأني اعترفت بحقيقة مسيا الذي سيعطيني هذا الجزاء أي أن أعرف أني حي وأني بريء من وصمة تلك الميتة ، فأجاب من يكتب : يا معلم قل لي من هو ذلك التعيس لأني وددت لو أميته خنقا ، أجاب يسوع : صه ، فإن الله هكذا يريد فهو لا يقدر أن يفعل (( يمكن أن يحدث )) غير ذلك ، ولكن متى حلت هذه النازلة بأمي فقل لها الحق لكي تتعزى ، حينئذ أجاب من يكتب : إني لفاعل ذلك يا معلم إن شاء الله .

الفصل الثالث عشر بعد المائة

ولما جاء التلاميذ أحضروا حق صنوبر ووجدوا بإذن الله مقدارا ليس بقليل من الرطب ، وبعد صلاة الظهر أكلوا مع يسوع ، فلما رأى من ثم الرسل والتلاميذ من يكتب كالح الوجه خشوا أن يكون قد وجب على يسوع الانصراف من العالم سريعا ، فعزاهم من ثم يسوع قائلا : لا تخافوا لأن ساعتي لم تحن حتى الآن لكي أنصرف عنكم فسأمكث معكم زمنا يسيرا بعد ، فلذلك يجب أن أعلمكم الآن كما قد قلت وسط كل بني إسرائيل لتبشروا بالتوبة ليرحم الله خطيئة إسرائيل ، وليحذر كل أحد الكسل وخصوصا من يستعمل العقوبة البدنية ، لأن كل شجرة لا تثمر ثمرا صالحا تقطع وتلقى في النار ، وكان لأحد الأهالي كرم في وسطه بستان فيه شجرة تين ، ولما لم يجد فيها صاحبها ثمرا عندما كان يجئ مدة ثلاث سنين ولما كان يرى أن كل شجرة أخرى أثمرت قال لكرامه : ( إقطع هذه الشجرة الرديئة لأنها تثقل على الأرض ) ، فأجاب الكرام : ( ليس كذلك يا سيدي لأنها شجرة جميلة ) ، فقال له صاحب الأرض : (صه فإنه لا يهمني الجمال بغير جدوى ، وأنت يجب أن تعرف أن النخل والبلسان هما أجمل من التينة ، ولكني غرست سابقا في صحن داري فسيلا من النخل ومن البلسان وأحطتهما بجدران نفيسة ولكنهما لما لم يحملان ثمرا بل أوراقا تراكمت وأفسدت الأرض أمام الدار أمرت بنقلهما كليهما، أفأعفوا إذاً عن شجرة تين بعيدة عن الدار تثقل على بستاني وعلى كرمي حيث كل شجرة أخرى تحمل ثمراً ؟ إنني لا أحتملهما فيما بعد ) ، فقال حينئذ الكرام : ( يا سيد إن التربة لمخصبة جدا فانتظر إذا سنة أخرى ، فإني أشذب أغصان شجرة التين وأزيل عنها التربة المسمدة وأضع تربة فقيرة وحجارة فتثمر ) ، أجاب صاحب الأرض : ( فاذهب إذاً وافعل هكذا فاني منتظر وستحمل التينة ثمرا ) أفهمتم هذا المثل ؟ ، أجاب التلاميذ : كلا يا سيد ففسره لنا .

الفصل الرابع عشر بعد المائة

أجاب يسوع : الحق أقول لكم أن صاحب الملك هو الله والكرام شريعته ، فكان عند الله إذاً في الجنة النخل والبلسان لأن الشيطان هو النخل والإنسان الأول هو البلسان ، فطردهما كليهما لأنهما لم يحملا ثمرا من الأعمال الصالحة بل فاها بألفاظ غير صالحة كانت قضاء على ملائكة وأناس كثيرون ، ولما كان الله قد وضع الإنسان في وسط خلائقه التي تعبده كلها بحسب أمره فإذا كان كما قلت لا يحمل ثمرا فان الله يقطعه ويدفعه إلى الجحيم ، لأنه لم يعف عن الملاك والإنسان الأول فنكل بالملاك تنكيلا أبديا وبالإنسان إلى حين ، فتقول من ثم شريعة الله إن للإنسان طيبات أكثر مما يجب في هذه الحياة ، فوجب عليه إذا أن يحتمل الضيق ويحرم من الطيبات العالمية ليعمل أعمالا صالحة ، وعليه فإن الله يمهل الإنسان ليتوب ، الحق أقول لكم إن إلهنا قضى على الإنسان بالعمل للغرض الذي قاله أيوب خليل الله ونبيه : ( كما أن الطير مولودة للطيران والسمك للسباحة هكذا الإنسان مولود للعمل ) ، وهكذا يقول أيضا داود أبونا نبي الله : ( لأننا إذا أكلنا تعب أيدينا نبارك ويكون خير لنا ) ، لذلك يجب على كل أحد أن يعمل بحسب صفته ، ألا فقولوا لي إذا كان أبونا داود وابنه سليمان اشتغلا بأيديهما فماذا يجب على الخاطئ أن يفعل ؟ ، فقال يوحنا : يعلم أن العمل شيء حسن ولكن يجب على الفقراء أن يقوموا به ، فأجاب يسوع : نعم لأنهم لا يقدرون أن يفعلوا غير ذلك ، ولكن ألا تعلم أنه يجب على الصالح ليكون صالحا أن يكون مجردا عن الضرورة ، فالشمس والسيارات الأخرى تتقوى بأوامر الله حتى أنها لا تقدر أن تفعل غير ذلك فليس لهن فضل ، قولوا لي أقـال الله عندما أمر بالعمل : (( يعيش الفقير من عرق وجهه ؟ )) ، أو قال أيوب : (كما أن الطير مولودة للطيران هكذا الفقير مولود للعمل ؟ ) ، بل قال الله للإنسان : ( بعرق وجهك تأكل خبزك ) ، وقال أيوب : ( الإنسان مولود للعمل ) ، وعليه فإن من ليس بإنسان معفى من هذا الأمر ، حقا إنه لا سبب لغلاء الأشياء سوى أنه يوجد جمهور غفير من الكسالى، فلو اشتغل هؤلاء وعمل بعضهم في الأرض وآخرون في صيد الأسماك في الماء لكان العالم في أعظم سعة ، ويجب أن يؤدي الحساب على هذا النقص في يوم الدين الرهيب .

الفصل الخامس عشر بعد المائة

ليقل لي الإنسان بماذا أتى إلى العالم الذي بسببه يعيش بالكسل ، فمن المؤكد أنه ولد عريانا وغير قادر على شيء فهو ليس صاحب كل ما يجد بل المتصرف به ، وعليه أن يقدم حسابا عنه في ذلك اليوم الرهيب ، ويجب أن يخشى كثيرا من الشهوة الممقوتة التي تصير الإنسان شبيها بالحيوانات غير الناطقة ، لأن عدو المرء من أهل بيته حتى أنه لا يمكن الذهاب إلى محل ما لا يطرقه العدو ، وما أكثر الذين هلكوا بسبب الشهوة ، فبسبب الشهوة أتى الطوفان حتى أن العالم هلك أمام رحمة الله ولم ينج إلا نوح وثلاثة وثمانون شخصا بشريا فقط ، وبسبب الشهوة أهلك الله ثلاث مدن شريرة لم ينج منها سوى لوط وولديه ، بسبب الشهوة كاد سبط بنيامين يفنى ، وإني أقول لكم الحق أني لو عددت لكم الذين هلكوا بسبب الشهوة لما كفتني مدة خمسة أيام ، أجاب يعقوب : يا سيد ما معنى الشهوة ؟ ، فأجاب يسوع : إن الشهوة هي عشق غير مكبوح الجماح إذا لم يرشده العقل تجاوز حدود البصيرة والعواطف ، حتى أن الإنسان لما لم يكن يعرف نفسه أحب ما يجب عليه بغضه ، صدقوني متى أحب الإنسان شيئا لا من حيث أن الله أعطاه هذا الشيء فهو زان ، لأنه جعل النفس متحدة بالمخلوق وهي التي يجب أن تبقى متحدة بالله خالقها ، ولهذا قال الله نادبا على لسان إشعيا النبي: ( إنك قد زنيت بعشاق كثيرين لكن ارجعي إلي أقبلك ) ، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته لو لم تكن في قلب الإنسان شهوة داخلية لما سقط في الخارجية لأنه إذا اقتلع الجذر ماتت الشجرة سريعا ، فليقنع الرجل إذاً بالمرأة التي أعطاه إياها خالقه ولينس كل امرأة أخرى ، أجاب اندراوس : كيف ينسى الإنسان النساء إذا عاش في المدينة حيث يوجد كثيرات منهن فيها ؟ ، أجاب يسوع : يا اندراوس حقا إن السكنى في المدينة تضر لأن المدينة كالإسفنجة تمتص كل إثم .


elsayed
elsayed
عضو مجتهد
عضو مجتهد

عدد المساهمات : 20
نقاط : 68
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/04/2011
العمر : 37
الموقع : المحله الكبرى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى