منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
اهلا وشهلا زائرنا الكريم انت لن تقوم بتسجيل عضويتك في المنتدي للسجيل اضغط علي الزر التسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
اهلا وشهلا زائرنا الكريم انت لن تقوم بتسجيل عضويتك في المنتدي للسجيل اضغط علي الزر التسجيل
منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» فوائد قشر الليمون
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الرابع Emptyالأحد نوفمبر 19, 2023 5:22 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» المرأة الخمسينية والستينية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الرابع Emptyالسبت نوفمبر 18, 2023 1:58 pm من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» فقد الثقة في العلاقات الانسانية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الرابع Emptyالسبت نوفمبر 18, 2023 2:30 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» العدل اساس الحكم
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الرابع Emptyالثلاثاء مايو 09, 2023 6:19 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» صور من التراث الإسكندرية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الرابع Emptyالثلاثاء مايو 09, 2023 5:59 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» حدوته اسيوطية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الرابع Emptyالإثنين مايو 08, 2023 3:32 pm من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» الديون المعنوية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الرابع Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:29 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» عتمة ليل الجهالة
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الرابع Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:23 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» حديث القلوب
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الرابع Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:18 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

مكتبة الصور


انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الرابع Empty
التبادل الاعلاني

انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الرابع

اذهب الى الأسفل

انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الرابع Empty انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الرابع

مُساهمة من طرف elsayed الأحد يونيو 19, 2011 11:57 am

الفصل الخامس والستون

وقرب عيد الفصح فلذلك صعد يسوع وتلاميذه إلى أورشليم ، وذهب إلى البركة التي تدعى بيت جسرا ، ودعى الحمام كذلك لأن ملاك الله كان يحرك الماء كل يوم ومن دخل الماء أولا بعد اضطرابه برئ من كل نوع من المرض ، لذلك كان يلبث عدد غفير من المرضى بجانب البركة التي كان لها خمسة أروقة ، فرأى يسوع مقعدا كان له هناك ثماني وثلاثين سنة مريضا بمرض عضال ، فلما كان يسوع عالما بذلك بالهام إلهي تحنن على المريض وقال له : أتريد أن تبرأ ، أجاب المقعد : يا سيد ليس لي أحد يضعني في الماء متى حركه الملاك بل عندما آتى ينزل قبلي آخر ويدخله ، حينئذ رفع يسوع عينيه نحو السماء وقال : أيها الرب إلهنا إله آبائنا ارحم هذا المقعد ، ولما قال يسوع هذا : (( قال بإسم الله ابرأ أيها الأخ قم واحمل فراشك )) فحينئذ قام المقعد حامدا لله ، وحمل فراشه على كتفيه وذهب إلى بيته حامدا لله ، فصاح الذين رأوه : إنه يوم السبت فلا يحل لك أن تحمل فراشك ، فأجاب : إن الذي أبرأني قال لي : ( ارفع فراشك وإذهب في طريقك إلى بيتك ) فحينئذ سألوه : من هو ، أجاب : إني لا أعرف اسمه ، فقالوا عندئذ فيما بينهم : لابد أن يكون يسوع الناصري ، وقال آخرون : كلا لأنه قدوس الله أما الذي فعل هذا فهو أثيم لأنه كسر السبت ، وذهب يسوع إلى الهيكل فدنا منه جم غفير ليسمعوا كلامه ، فإضطرم الكهنة لذلك حسدا .


الفصل السادس والستون

وجاء إليه واحد قائلا : أيها المعلم الصالح إنك تعلم حسنا وحقا ، لذلك قل لي ما هو الجزاء الذي يعطينا إياه الله في الجنة ؟ ، أجاب يسوع : إنك تدعوني صالحا وأنت لا تعلم أن لا صالح إلا الله وحده كما قال أيوب خليل الله : ( الطفل الذي عمره يوم ليس نقيا بل إن الملائكة ليست منزهة عن الخطأ أمام الله ) وقال أيضا : ( إن الجسد يجذب الخطيئة ويمتص الإثم كما تمتص أسفنجة الماء ) فصمت لذلك الكاهن لأنه فشل ، وقال يسوع : الحق أقول لكم لا شيء أشد خطرا من الكلام ، لأنه هكذا قال سليمان : ( الحياة والموت هما تحت سلطة اللسان ) والتفت إلى تلاميذه وقال : احذروا الذين يباركونكم لأنهم يخدعونكم ، فباللسان بارك الشيطان أبوينا الأولين ولكن كانت عاقبة كلامه شقاء ، هكذا أيضا بارك حكماء مصر فرعون ، هكذا بارك جليات الفلسطينيين ، هكذا بارك أربع مائة نبي كاذب أخاب ، ولكن لم يكن مدحهم إلا باطلا فهلك الممدوحون مع المادحين ، لذلك لم يقل الله بلا سبب على لسان إشعيا النبي : ( يا شعبي إن الذين يباركونك يخدعونك ) ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون ، ويل لكم أيها الكهنة واللاويون لأنكم أفسدتم ذبيحة الرب ، حتى أن الذين جاءوا ليقدموا الذبائح يعتقدون أن الله يأكل لحما مطبوخا كالإنسان .


الفصل السابع والستون

لأنكم تقولون لهم : (( أحضروا من غنمكم وثيرانكم وحملانكم إلى هيكل إلهكم ولا تأكلوا الجميع بل أعطوا نصيبا لإلهكم مما أعطاكم )) ولكنكم لا تخبرونهم عن أصل الذبيحة أنها شهادة الحياة التي أنعم بها على ابن أبينا ابراهيم ، حتى لا ينسى إيمان وطاعة أبينا ابراهيم مع المواعيد الموثقة معه من الله والبـركة الممنوحة له ، ولكن يقول الله على لسان حزقيـال النبي : ( ابعدوا عني ذبائحكم هذه إن ضحاياكم مكروهة عندي ) لأنه يقترب الوقت الذي يتم فيه ما تكلم عنه إلهنا على لسان هوشع النبي قائلا : ( أني أدعو الشعب غير المختار مختارا ) وكما يقول في حزقيال النبي : ( سيعمل الله ميثاقا جديدا مع شعبه ليس نظير الميثاق الذي أعطاه لآبائكم فلم يفوا به وسيأخذ منهم قلبا من حجر ويعطيهم قلبا جديدا ) وسيكون كل هذا لأنكم لا تسيرون الآن بحسب شريعته وعندكم المفتاح ولا تفتحون بل بالحري تسدون الطريق على الذين يسيرون فيها ) وهم الكاهن بالإنصراف ليخبر رئيس الكهنة الذي كان واقفا على مقربة من الهيكل بكل شيء ، ولكن يسوع قال : قف لأني أجيبك على سؤالك .
الفصل الثامن والستون

سألتني أن أخبرك ما يعطينا الله في الجنة ، الحق أقول لكم أن الذين يهتمون بالأجرة لا يحبون صاحب العمل ، فالراعي الذي عنده قطيع من الغنم متى رأى الذئب مقبلا يتهيأ للمحاماة عنه ، وبالضد منه الأجير الذي متى رأى الذئب ترك الغنم وهرب ، لعمر الله الذي أقف في حضرته لو كان إله آبائنا إلهكم لما خطر في بالكم أن تقولوا : ماذا يعطيني الله ، بل كنتم تقولون كما قال داود نبيه : ( ماذا أعطى الله من أجل جزاء ما أعطاني ) إني أضرب لكم مثلا لتفهموا ، كان ملك عثر في الطريق على رجل جردته اللصوص الذين أثخنوه جراحا حتى الموت ، فتحنن عليه وأمر عبيده أن يحملوا ذلك الرجل إلى المدينة ويعتنوا به ففعلوا هذا بكل جد ، وأحب الملك الجريح حبا عظيما حتى أنه زوجه من ابنته وجعله وريثه ، فلا مراء في أن هذا الملك كان رؤوفاً جداً ، ولكن الرجل ضرب العبيد واستهان بالأدوية وامتهن امرأته وتكلم بالسوء في الملك وحمل عماله على عصيانه ، وكان إذا طلب الملك منه خدمة قال: ( ما هو الجزاء الذي يعطيني إياه الملك ؟ ) فماذا فعل الملك بمثل هذا الكنود عندما سمع هذا ؟ ، فأجاب الجميع : ويل له لأن الملك نزع منه كل شيء ونكل به تنكيلا .

فقال حينئذ يسوع : أيها الكهنة والكتبة والفريسيون وأنت يا رئيس الكهنة الذي تسمع صوتي إني أعلن لكم ما قال الله لكم على لسان نبيه إشعيا : ( ربيت عبيدا ورفعت شأنهم أما هم فامتهنوني ) إن الملك لهو إلهنا الذي وجد إسرائيل في هذا العالم مفعما شقاء ، فأعطاه لعبيده يوسف وموسى وهرون الذين اعتنوا به ، وأحبه إلهنا حبا شديدا حتى أنه لأجل شعب إسرائيل ضرب مصر وأغرق فرعون وهزم مائة وعشرين ملكا من الكنعانيين والمدينيين، وأعطاه شرائعه جاعلا إياه وارثا لكل تلك البلاد التي يقيم فيها شعبنا، ولكن كيف تصرف إسرائيل ؟ كم قتل من الأنبياء ، كم نجس نبوة ، كيف عصى شريعة الله ، كم وكم تحول أناس عن الله لذلك السبب وذهبوا ليعبدوا الأوثان بذنبكم أيها الكهنة ، فلكم تمتهنون الله بسلوككم والآن تسألونني : ماذا يعطينا الله في الجنة ؟ ، فكان يجب عليكم أن تسألوني : أي قصاص يعطيكم الله إياه في الجحيم وماذا يجب عليكم فعله لأجل التوبة الصادقة ليرحمكم الله ؟ ، فهذا ما أقوله لكم ولهذه الغاية أرسلت إليكم .

الفصل التاسع والستون

لعمر الله الذي أقف في حضرته أنكم لا تنالون مني تملقا بل الحق ، لذلك أقول لكم توبوا وارجعوا إلى الله كما فعل آباؤنا بعد ارتكاب الذنب ولا تقسوا قلوبكم ، فإحتدم الكهنة لهذا الخطاب ولكنهم لم ينبسوا بكلمة خوفا من الشعب ، واستمر يسوع في كلامه قائلا : أيها الفقهاء والكتبة والفريسيون وأنتم أيها الكهنة قولوا لي ، إنكم لراغبون في الخيل كالفوارس ولكنكم لا ترغبون في المسير إلى الحرب ، إنكم لراغبون في الألبسة الجميلة كالنساء ولكنكم لا ترغبون في الغزل وتربية الأطفال ، إنكم لراغبون في أثمار الحقل ولكنكم لا ترغبون في حراثة الأرض ، إنكم لراغبون في أسماك البحر ولكنكم لا ترغبون في صيدها، إنكم لراغبون في المجد كالجمهوريين ولكنكم لا ترغبون في عبء الجمهورية ، وإنكم لراغبون في الأعشار والباكورات كالكهنة ولكنكم لا ترغبون في خدمة الله بالحق، إذاً ماذا يفعل الله بكم وأنتم راغبون هنا في كل خير بدون أدنى شر ، الحق أقول لكم أن الله ليعطينكم مكانا يكون لكم فيه كل شر دون أدنى خير، ولما أكمل هذا يسوع جيء برجل فيه شيطان وهو لا يتكلم ولا يبصر ولا يسمع، فلما رأى يسوع إيمانهم رفع عينيه نحو السماء وقال : أيها الرب إله آبائنا ارحم هذا المريض وأعطه صحة ليعلم هذا الشعب أنك أرسلتني ، ولما قال يسوع هذا أمر الروح أن ينصرف قائلا : بقوة اسم الله ربنا انصرف أيها الشرير عن الرجل ، فانصرف الروح وتكلم الأخرس وأبصر بعينيه ، فارتاع لذلك الجميع ولكن الكتبة قـالوا : إنما هو يخرج الشياطين بقوة بعلزبوب رئيس الشياطين ، حينئذ قال يسوع : كل مملكة منقسمة على نفسها تخرب ويسقط بيت على بيت ، فإذا كان يخرج الشيطان بقوة الشيطان فكيف ثبتت مملكته ، وإذا كان أبناؤكم يخرجون الشياطين بالكتاب الذي أعطاهم إياه سليمان النبي فهم يشهدون أني أخرج الشيطان بقوة الله ، لعمر الله أن التجديف على الروح القدس لا مغفرة له لا في هذا العالم ولا في العالم الآخر ، لأن الشرير ينبذ نفسه عالما مختارا ولما قال يسوع هذا خرج من الهيكل ، فعظمته العامة لأنهم أحضروا كل المرضى الذين تمكنوا من جمعهم فصلى يسوع ومنحهم جميعهم صحتهم ، لذلك أخذت الجنود الرومانية في أورشليم بوسوسة الشيطان تثير العامة في ذلك اليوم قائلين أن يسوع إله إسرائيل قد أتى ليفتقد شعبه .

الفصل السبعون

وانصرف يسوع من أورشليم بعد الفصح ودخل حدود قيصرية فيلبس ، فسأل تلاميذه بعد أن أنذره الملاك جبريل بالشغب الذي نجم بين العامة قائلا : ماذا يقول الناس عني ؟ ، أجابوا : يقول البعض أنك إيليا وآخرون إرميا وآخرون أحد الأنبيـاء ، أجاب يسوع : وما قولكم أنتم فيّ ؟ ، أجاب بطرس : إنك المسيح بن الله ، فغضب حينئذ يسوع وانتهره بغضب قائلا : اذهب وانصرف عني لأنك أنت الشيطان وتحاول أن تسيء إلي ، ثم هدد الأحد عشر قائلا : ويل لكم إذا صدقتم هذا لأني ظفرت بلعنة كبيرة من الله على كل من يصدق هذا ، وأراد أن يطرد بطرس ، فتضرع حينئذ الأحد عشر إلى يسوع لأجله فلم يطرده ، ولكنه انتهره أيضا قائلا : حذار أن تقول مثل هذا الكلام مرة أخرى لأن الله يلعنك ، فبكى بطرس وقال : يا سيد لقد تكلمت بغباوة فاضرع إلى الله أن يغفر لي ، ثم قال يسوع : إذا كان إلهنا لم يرد أن يظهر نفسه لموسى عبده ولا لإيليا الذي أحبه كثيرا ولا لنبي ما ، أتظنون أن الله يظهر نفسه لهذا الجيل الفاقد الإيمان بل ألا تعلمون أن الله قد خلق بكلمة واحدة كل شيء من العدم وأن منشأ البشر جميعهم من كتلة طين ؟ ، فكيف إذاً يكون الله شبيها بالإنسان ؟ ، ويل للذين يدَعون الشيطان يخدعهم ، ولما قال يسوع هذا ضرع إلى الله لأجل بطرس والأحد عشر وبطرس يبكون ويقولون : ليكن كذلك أيها الرب المبارك إلهنا ، وانصرف يسوع بعد هذا وذهب إلى الجليل إخمادا لهذا الرأي الباطل الذي ابتدأ أن يعلق بالعامة في شأنه .

الفصل الحادي والسبعون

ولما بلغ يسوع بلاده ذاع في جهة الجليل كلها أن يسوع النبي قد جاء إلى الناصرة ، فتفقدوا عندئذ المرضى بجد وأحضروهم إليه متوسلين إليه أن يلمسهم بيديه ، وكان الجمع غفيرا جدا حتى أن غنيا مصابا بالشلل لما لم يمكن إدخاله في الباب حمل إلى سطح البيت الذي كان فيه يسوع وأمر القوم برفع السقف ودلى على ملاء أمام يسوع ، فتردد يسوع دقيقة ثم قال : لا تخف أيها الأخ لأن خطاياك قد غُفرت لك ، فاستاء كل أحد لسماع هذا وقالوا : من هذا الذي يغفر الخطايا ؟ ، فقال حينئذ يسوع : لعمر الله أني لست بقادر على غفران الخطايا ولا أحد آخر ولكن الله وحده يغفر ، ولكن كخادم لله أقدر أن أتوسل إليه لأجل خطايا الآخرين ، لهذا توسلت إليه لأجل هذا المريض وإني موقن بأن الله قد استجاب دعائي ، ولكي تعلموا الحق أقول لهذا الإنسان : بإسم إله آبائنا إله ابراهيم وأبنائه قم معافى ، ولما قال يسوع هذا قام المريض معافى ومجـّد الله ، حينئذ توسل العامة إلى يسوع ليتوسل إلى الله لأجل المرضى الذين كانوا خارجا ، فخرج حينئذ يسوع إليهم ثم رفع يديه وقال : أيها الرب إله الجنود الإله الحي الإله الحقيقي الإله القدوس الذي لا يموت ألا فارحمهم ، فأجاب كل أحد : آمين، وبعد أن قيل هذا وضع يسوع يديه على المرضى فنالوا جميعهم صحتهم ، فحينئذ مجدوا الله قائلين : لقد افتقدنا الله بنبيه فإن الله أرسل لنا نبيا عظيما .

الفصل الثاني والسبعون

وفي الليل تكلم يسوع سرا مع تلاميذه قائلا : الحق أقول لكم أن الشيطان يريد أن يغربلكم كالحنطة ، ولكني توسلت إلى الله لأجلكم فلا يهلك منكم إلا الذي يلقى الحبائل لي وهو إنما قال هذا عن يهوذا لأن الملاك جبريل قال له كيف كانت ليهوذا يد مع الكهنة وأخبرهم بكل ما تكلم به يسوع ، فاقترب الذي يكتب هذا إلى يسوع بدموع قائلا : يا معلم قل لي من هو الذي يسلمك ؟ ، أجاب يسوع قائلا : يا برنابا ليست هذه الساعة هي التي تعرفه فيها ولكن يعلن الشرير نفسه قريبا لأني سأنصرف عن العالم ، فبكى حينئذ الرسل قائلين : يا معلم لماذا تتركنا لأن الأحرى بنا أن نموت من أن تتركنا ، أجاب يسوع : لا تضطرب قلوبكم ولا تخافوا ، لأني لست أنا الذي خلقكم بل الله الذي خلقكم يحميكم ، أما من خصوصي فاني قد أتيت لأهيِّء الطريق لرسول الله الذي سيأتي بخلاص العالم ، ولكن احذروا أن تغشوا لأنه سيأتي أنبياء كذبة كثيرون يأخذون كلامي وينجسون إنجيلي ، حينئذ قال اندراوس : يا معلم اذكر لنا علامة لنعرف ، أجاب يسوع : إنه لا يأتي في زمنكم بل يأتي بعدكم بعدة سنين حينما يبطل إنجيلي ولا يكاد يوجد ثلاثون مؤمنا ، في ذلك الوقت يرحم الله العالم فيرسل رسوله الذي تستقر على رأسه غمامة بيضاء يعرفه أحد مختاري الله وهو سيظهره للعالم ، وسيأتي بقوة عظيمة على الفجار ويبيد عبادة الأصنام من العالم ، وأني أسر بذلك لأنه بواسطته سيعلن ويمجد الله ويظهر صدقي ، وسينتقم من الذين سيقولون أني أكبر من إنسان ، الحق أقول لكم أن القمر سيعطيه رقادا في صباه ومتى كبر هو أخذه كفيًّه ، فليحذر العالم أن ينبذه لأنه سيفتك بعبدة الأصنام ، فإن موسى عبد الله قتل أكثر من ذلك كثيرا ولم يبق يشوع على المدن التي أحرقوها وقتلوا الأطفال ، لأن القرحة المزمنة يستعمل لها الكي ، وسيجيء بحق أجلى من سائر الأنبياء وسيوبخ من لا يحسن السلوك في العالم ، وستحيِّي طربا أبراج مدينة آبائنا بعضها بعضا ، فمتى شوهد سقوط عبادة الأصنام إلى الأرض واعترف بأني بشر كسائر البشر فالحق أقول لكم أن نبي الله حينئذ يأتي .

الفصل الثالث والسبعون

الحق أقول لكم أنه إذا حاول الشيطان أن يعرف هل أنتم أخلاء الله وتمكن من بلوغ مأربه منكم فإنه يسمح لكم أن تسيروا بحسب أهوائكم إذ لا يهاجم أحد مدنه ، ولكن لما كان يعلم أنكم أعداؤه فسيستعمل كل عنف ليهلككم ، ولكن لا تخافوا فإنه سيقاومكم ككلب مربوط لأن الله قد سمع صلاتي ، أجاب يوحنا : يا معلم أخبرنا كيف يقف المجرب القديم بالمرصاد للإنسان ليس لأجلنا نحن فقط بل لأجل الذين سيؤمنون بالإنجيل أيضا أجاب يسوع : إن ذلك الشرير يجرب بأربع طرق ، الأولى عندما يجرب هو نفسه بالأفكار ، الثانية عندما يجرب بالكلام والأعمال بواسطة خدمه ، الثالثة عندما يجرب بالتعليم الكاذب ، الرابعة عندما يجرب بالتخييل الكاذب ، إذاً يجب على البشر أن يحاذروا كثيرا ولا سيما لأن له عونا من جسد الإنسان الذي يحب الخطيئة كما يحب المحموم الماء ، الحق أقول لكم أنه إذا خاف الإنسان الله انتصر على كل شيء كما يقول داود نبيه : ( سيسلمك الله إلى عناية ملائكته الذين يحفظون طرقك لكيلا يعثرك الشيطان ، يسقط ألف عن شمالك وعشرة آلاف عن يمينك لكيلا يقربوك ، ووعد أيضا إلهنا بمحبة عظيمة على لسان داود المذكور أن يحفظنا قائلا : ( إني أمنحك فهما يثقفك وكيفما سلكت في طرقك أجعل عيني تقع عليك ) ولكن ماذا أقول ؟ ، لقد قال على لسان إشعيا : ( أتنسى الأم طفل رحمها ؟ ولكن أقول لك إن هي نسيت فإني لا أنساك ، إذاً قولوا لي من يخاف الشيطان إذا كانت الملائكة حراسه والله الحي حاميه ؟ ، ومع ذلك فمن الضروري كما يقول النبي سليمان أن : ( تسعد أنت يا بني الذي صرت تخاف الله للتجارب ) الحق أقول لكم أنه على الإنسان أن يحتذي مثال الصيرفي الذي يتحرى النقود ممتحنا أفكاره لكيلا يخطئ إلى خالقه .

الفصل الرابع والسبعون

كان ولا يزال في العالم قوم لا يبالون بالخطيئة وإنما هم لعلى أعظم ضلال ، قولوا لي كيف أخطأ الشيطان ؟ ، إنه أخطأ لمجرد الفكر بأنه أعظم شأنا من الإنسان ، وأخطأ سليمان لأنه فكر في أن يدعو كل خلائق الله لوليمة فأصلحت خطأه سمكة إذ أكلت كل ما كان قد هيأه ، لذلك لم يكن بلا باعث ما يقول داود أبونا : ( استعلاء الإنسان في نفسه يهبط به في وادي الدموع ) لذلك ينادي الله على لسان إشعيا نبيه قائلا : ( ابعدوا أفكاركم الشريرة عن عيني ) ولأي غاية يرمي سليمان إذ يقول : ( احفظ قلبك كل الحفظ ) لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته يقال كل شيء في الأفكار الشريرة التي تكون باعثا على ارتكاب الخطيئة لأنه لا يمكن ارتكاب الخطيئة بدون فكر ، ألا قولوا لي متى غرس الزارع الكرم ألا يزرع النبات على عمق غائر ؟ ، بلى ، وهكذا يفعل الشيطان الذي إذا زرع الخطيئة لا يقف عند العين أو الأذن بل يتعدى إلى القلب الذي هو مستقر الله ، كما تكلم على لسان موسى عبده قائلا : ( إني أسكن فيهم ليسيروا في شريعتي ) ألا قولوا لي إذا عهد إليكم هيرودس الملك لتحفظوا بيتا ودّ سكناه أتبيحون لبلاطس عدوه أن يدخله أو يضع أمتعته فيه ؟ ، كلا ثم كلا ، فبالحري يجب عليكم ألا تبيحوا للشيطان أن يدخل قلوبكم أو يضع أفكاره فيها ، لأن الله أعطاكم قلبكم لتحفظوه وهو مسكنه ، لاحظوا إذاً كيف أن الصيرفي ينظر في النقود هل صورة قيصر صحيحة وهل الفضة صحيحة أم كاذبة وهل هي من العيار المعهود ، لذلك يقلبها كثيرا في يده ، أيها العالم المجنون ما أحكمك في شغلك حتى أنك في اليوم الأخير توبخ وتحكم على خدم الله بالإهمال والتهاون لأن خدمك دون ريب أحكم من خدم الله ! ، قولوا لي إذاً من يمتحن فكرا كما يمتحن الصيرفي قطعة نقود فضية ؟ ، لا أحد مطلقا .

الفصل الخامس والسبعون

حينئذ قال يعقوب : يا معلم كيف يكون امتحان الفكر شبيها بامتحان قطعة نقود ؟ ، أجاب يسوع : إن الفضة الجديدة في الفكر إنما هي التقوى لأن كل فكر عار من التقوى يأتي من الشيطان ، والصورة الصحيحة إنما هي قدوة الأطهار والأنبياء التي يجب علينا اتباعها ، وزنة الفكر إنما هي محبة الله التي يجب أن يعمل بموجبها كل شيء ، ولذلك يأتي العدو إلى هناك بأفكار تنافي التقوى جيرانكم مطابقة للعالم ليفسد الجسد وللمحبة العالمية ليفسد محبة الله ، أجاب برتولومايوس : يا معلم كيف نفكر قليلا حتى لا نقع في التجربة ؟ ، أجاب يسوع: يلزمكم شيئان ، الأول أن تتمرنوا كثيرا ، والثاني أن تتكلموا قليلا ، لأن الكسل مرحاض يتجمع فيه كل منكر نجس ، والإكثار من التكلم أسفنجة تلتقط الآثام ، فيلزم أن لا يكون عملكم قاصر على تشغيل الجسد فقط بل يجب أن تكون النفس أيضا مشتغلة بالصلاة ، لأنه يجب أن لا تنقطع عن الصلاة أبدا ، إني أضرب لكم مثلا : كان رجل سيء الأداء فلذلك لم يقبل أحد من الذين يعرفونه أن يحرث حقوله ، فقال قول الشرير : ( إني أذهب إلى السوق لأجد قوما كسالى بطالين فيجيئون ليحرثوا كرمي ) فخرج هذا الرجل من بيته ووجد كثيرين من الغرباء البطالين المفاليس ، فكلم هؤلاء وقادهم إلى كرمه ، أما الذين كانوا قد عرفوه واشتغلوا معه قبلا فلم يذهب منهم أحد إلى هناك ، فالذي يسيء الأداء هو الشيطان ، لأنه يعطى شغلا فيكون جزاء الإنسان في خدمته النيران الأبدية ، فهو لذلك قد خرج من الجنة ويجول باحثا عن فعلة ، وهو إنما يأخذ لعمله الكسالى أيا كانوا على الخصوص الذين لا يعرفونه ، ولا يكفي مطلقا للهرب من الشر أن يعرفه الإنسان لينجو منه بل يجب فعل الصالحات للتغلب عليه .

الفصل السادس والسبعون

إني أضرب لكم مثلا ، كان لرجل ثلاثة كروم أجَّرها لثلاثة كرَّامين ، ولما لم يعرف الأول كيف يحرث الكرم لم يخرج الكرم سوى أوراق ، أما الثاني فعلَّم الثالث كيف يجب أن تحرث الكروم ، فأصغى لكلماته وحرث كرمه كما أرشده فأتى كرم الثالث بثمر كثير ، ولكن الثاني أهمل حراثة كرمه صارفا وقته في التكلم فقط ، فلما حان الوقت لدفع الأجرة لصاحب الكرم قال الأول : ( يا سيد إني لا أعرف كيف يحرث كرمك لذلك لم يكن لي ثمر هذه السنة ) ، فأجاب السيد : ( يا غبي هل تسكن العالم وحدك حتى أنك لم تستشر كرامي الثاني الذي يعرف جيدا كيف تحرث الأرض ؟ فيتحتم عليك أداء حقي ) ، ولما قال هذا حكم عليه بالإشتغال في السجن إلى أن يدفع لسيده الذي رحم غرارته فأطلقه قائلا ( انصرف فاني لا أريد أن تشتغل بعد في كرمي ويكفيك أن أعطيك دينك ) ، وجـاء الثاني الذي قال له السيد : ( مرحبا بكرامي أين الثمار التي أنت مديون لي بها ، ومن المؤكد أنك لما كنت تعلم جيدا كيف تهذب الكروم فلا بد أن يكون الكرم الذي أجرتك إياه قد أتى بثمار كثيرة ) ، فأجاب الثاني : ( يا سيد إن كرمك آخذ في الإنحطاط لأني لم أشذب الشجر ولا حرثت الأرض والكرم لم يأت بثمر فلذلك لا أقدر أن أدفع لك ) ، ثم دعا السيد الثالث وقال له بإنذهال : ( لقد قلت لي أن هذا الرجل الذي أجرته الكرم الثاني قد أتم تعليمك حراثة الكرم الذي أجرتك إياه ، فكيف يمكن أن لا يأتي الكـرم الذي أجرته إياه هو بثمر مع أن التربة واحدة ؟ ) أجاب الثالث : ( يا سيد إن الكرم لا يحرث بالكلام فقط بل على من يريد استئجاره أن ينضح منه كل يوم عرق قميص ، وكيف يأتي أيها السيد كرم كرامك بثمر وهو لا يفعل سوى إضاعة الوقت بالكلام ؟ ، ولا ريب أيها السيد في أنه لو عمل ما قال لأعطاك أجرة الكرم لخمس سنين لأني أنا الذي لا أقدر على الكلام كثيرا أعطيتك أجرة سنتين ) فحنق السيد وقال للكرام بازدراء : ( إذاً أنت قد عملت عملا عظيما بعدم زبر الأشجار وتمهيد الكرم فلك إذاً علي جزاء عظيم ! ) ، ثم دعا خدمه وأمر بضربه بدون رحمة ، ثم وضعه في السجن تحت سيطرة خادم جاف كان يضربه كل يوم ، ولم يرد مطلقا أن يطلقه لأجل شفاعة أصدقائه .

الفصل السابع والسبعون

الحق أقول لكم أن كثيرين سيقولون لله يوم الدينونة : (( يا رب لقد بشرنا وعلَّمنا بشريعتك )) ، ولكن الحجـارة نفسها ستصرخ ضدهم قائلة : (( لما كنتم قد بشرتم الآخرين فبلسانكم قد أدنتم أنفسكم يا فاعلي الإثم )) ، قال يسوع : لعمر الله أن من يعرف الحق ويفعل عكسه يعاقب عقابا أليما حـتى تكاد الشياطين ترثي له ، ألا قولوا لي أللعلم أم العمل أعطانا الله الشريعة ؟ ، الحق أقول لكم أن غاية كل علم هي تلك الحكمة التي تفعل كل ما تعلم ، قولوا لي إذا كان أحد جالسا على المائدة ورأى بعينيه طعاما شهيا ولكنه اختار بيديه أشياء قذرة فأكلها ألا يكون مجنونا ؟ ، فقال التلاميذ : بلى البتة ، حينئذ قال يسوع : إنك لأنت أشد جنونا من كل المجانين أيها الإنسان الذي تعرف السماء بإدراكك وتختار الأرض بيديك ، الذي تعرف الله بإدراكك تشتهي العالم بهواك ، الذي تعرف ملذات الجنة بإدراكك وتختار بأعمالك شقاء الجحيم ، إنك لجندي باسل يا من تنبذ الحسام وتحمل الغمد لتحارب ! ، ألا تعلمون أن من يسير في الظلام يشتهي النور لا ليراه فقط بل ليرى الصراط المستقيم فيسير آمنا إلى الفندق ، ما أشقاك أيها العالم الذي يجب أن يحتقر ويمقت ألف مرة لأن إلهنا أراد دائما أن يمنحه معرفة الصراط بواسطة أنبيائه الأطهار ليسير إلى وطنه وراحته ، ولكنك أيها الشرير لم تمتنع عن الذهاب فقط بل فعلت ما هو شر من ذلك ، احتقرت النور ، لقد صح مَثل الجمل أنه لا يرغب أن يشرب من الماء الصافي لأنه لا يريد أن ينظر وجهه القبيح ، هكذا يفعل الغير صالح الذي يفعل الشر ، لأنه يكره النور لئلا تعرف أعماله ، أما ومن يؤتى حكمة ولا يكتفي بأن لا يفعل حسنا بل يفعل شرا من ذلك بأن يستخدمها للشـر فإنما يشبه من يستعمل الهبات أدوات لقتل الواهب .

الفصل الثامن والسبعون

الحق أقول لكم أن الله لم يشفق على سقوط الشيطان ومع ذلك فقد أشفق على سقوط آدم ، وكفاكم أن تعرفوا سوء حال من يعرف الخير ويفعل الشر ، فقال حينئذ أندراوس : يا معلم يحسن أن ينبذ العلم خوفا من السقوط في مثل هذه الحال ، أجاب يسوع : إذا كان العالم حسنا بدون الشمس والإنسان بدون عينين والنفس بدون إدراك يكون عدم المعرفة إذا حسنا ، الحق أقول لكم أن الخبز لا يفيد الحياة الزمنية كما يفيد العلم الحياة الأبدية ، ألا تعلمون أن الله أمر بالعلم ؟ لأنه هكذا يقول الله : ( اسأل شيوخك يعلموك ) ويقول الله عن الشريعة ( اجعل وصيتي أمام عينيك والهج بها حين تجلس وحين تمشي وفي كل حين ) ، فيمكنكم الآن أن تعلموا إذا كان عدم العلم حسنا ، إن من يحتقر الحكمة لشقي لأن لا بد أن يخسر الحياة الأبدية ، فأجاب يعقوب : يا معلم نعلم أن أيوب لم يتعلم من معلم ولا إبراهيم ومع هذا فقد كانا طاهرين ونبيين ، أجاب يسوع : الحق أقول لكم أن من كان من أهل العروس لا يدعى إلى العرس لأنه يسكن البيت الذي فيه العرس بل يدعى البعيدون عن البيت ، أفلا تعلمون أن أنبياء الله هم في بيت نعمة الله ورحمته ، فشريعة الله ظاهرة فيهم كما يقول داود أبونا في هذا الموضوع : ( إن شريعة إلهه في قلبه فلا يحفر طريقه ) ، الحق أقول لكم أن إلهنا لما خلق الإنسان لم يخلقه بارا فقط بل وضع في قلبه نورا يريه أنه خليق به خدمة الله ، فلئن أظلم هذا النور بعد الخطيئة فهو لا ينطفئ ، لأن لكل أمَّة هذه الرغبة في خدمة الله مع أنهم قد فقدوا الله وعبدوا آلهة باطلة وكاذبة ، ولذلك وجب أن يعلم الإنسان عن أنبياء الله لأن النور الذي يعلمهم طريق الذهاب إلى الجنة وطننا بخدمة الله واضح ، كما يجب أن يقاد ويداوى من في عينيه رمد .

الفصل التاسع والسبعون

أجاب يعقوب : وكيف يعلمنا الأنبياء وهم أموات ، وكيف يعلم من لا معرفة له بالأنبياء ؟ ، فأجاب يسوع : إن تعليمهم مدون فتجب مطالعته لأن الكتاب بمثابة نبي لك ، الحق الحق أقول لك أن من يمتهن النبوة لا يمتهن النبي فقط بل يمتهن الله الذي أرسل النبي أيضا ، أما ما يختص بالأمم الذين لا يعرفون النبي فإني أقول لكم أنه إذا عاش في تلك الأقطار رجل يعيش كما يوحي إليه قلبه غير فاعل للآخرين ما لا يود أن يناله من الآخرين معطيا لقريبه ما يود أخذه من الآخرين فلا تتخلى رحمة الله عن مثل هذا الرجل ، فلذلك يظهر له الله ويمنحه برحمته شريعته عند الموت إن لم يكن قبل ذلك ، ولعله يخطر في بالكم أن الله أعطى الشريعة حبا بالشريعة ، حقا إن هذا لباطل بل منح الله شريعته ليفعل الإنسان حسنا حبا في الله ، فإذا وجد الله إنسانا يفعل حسنا حبا له أفتظنون أنه يمتهنه ؟ ، كلا ثم كلا بل يحبه أكثر من الذين أعطاهم الشريعة ، إني أضرب لكم مثلا : كان لرجل أملاك كثيرة وكان من أملاكه أرض قاحلة لم تنبت إلا أشياء لا ثمر لها ، وبينما كان سائرا ذات يوم وسط هذه الأرض القاحلة عثر بين هذه الأنبتة غير المثمرة على نبات ذي ثمار شهية ، فقال هذا الإنسان حينئذ : ( كيف تأتي لهذا النبات أن يحمل هذه الثمار الشهية هنا ؟ ، إني لا أريد أن يقطع ويوضع في النار مع البقية ) ، ثم دعا خدمه وأمرهم بقلعه ووضعه في بستانه ، إني أقول لكم هكذا يحفظ إلهنا من لهب الجحيم من يفعلون برا أينما كانوا .

الفصل الثمانون

قولوا لي أسكن أيوب في غير أرض عوص بين عبدة الأصنام ؟ ، وكيف يكتب موسى عن زمن الطوفان ، قولوا لي ، إنه يقول : ( إن نوحا وجد نعمة أمام الله ) كان لأبينا ابراهيم أب لا إيمان له لأنه كان يصنع ويعبد الأصنام الباطلة ، وسكن لوط بين شر ناس على الأرض ، ولقد أخذ نبوخذ نصر دانيال أسيرا وهو طفل مع حننيا وعزريا وميشائيل الذين لم يكن لهم سوى سنتين من العمر لما أسروا وربوا بين جمع من الخدم عبدة الأصنام ، لعمر الله أن النار كما تحرق الأشياء اليابسة وتحولها نارا بدون تمييز بين الزيتون والسرو والنخل وهكذا يرحم إلهنا كل من يفعل برا غير مميز بين اليهودي والسكيثي واليوناني أو الاسماعيلي ، ولكن لا يقف قلبك هناك يا يعقوب لأنه حيث أرسل الله النبي ترتب عليك حتما أن تنكر حكمك وتتبع النبي ، لا أن تقول : (( لماذا يقول هذا ؟ لماذا يأمر وينهى ؟ )) ، بل قل : (( هكذا يريد الله وهكذا يأمر الله )) ألا ماذا قال الله لموسى لما امتهن إسرائيل موسى ؟ (( إنهم لم يمتهنوك ولكنهم امتهنوني أنا )) الحق أقول لكم أنه لا يجب على الإنسان أن يصرف زمن حياته ، في تعلم التكلم أو القراءة بل في تعلم كيف يشتغل جيدا ، ألا قولوا أي خادم لهيرودس لا يحاول مرضاته بأن يخدمه بكل جد ، ويل للعالم الذي يحاول أن يرضي جسدا ليس سوى طين وسرقين ولا يحاول بل ينسى خدمة الله الذي خلق كل شيء المجيد إلى الأبد .

الفصل الحادي والثمانون

قولوا لي أتحسب خطيئة عظمة على الكهنة إذا أوقعوا على الأرض تابوت شهادة الله وهم يحملونه ؟ ، فارتجف التلاميذ لما سمعوا هذا لأنهم كانوا على علم بأن الله أمات عزة لأنه مس تابوت الله خطأ ، فقالوا إنها لخطيئة كبرى ، فقال يسوع : لعمر الله أن نسيان كلمة الله التي بها خلق كل الأشياء والتي بها يقدم لك الحياة الأبدية لخطيئة كبرى ، ولما قال يسوع هذا صلى وقال بعد صلاته : لا يجب أن نعبر غدا إلى السامرة لأنه هكذا قال لي ملاك الله القدوس ، وبلغ يسوع باكرا صباح يوم بئرا كان قد صنعها يعقوب ووهبها ليوسف ابنه ، ولما أعيا يسوع من السفر أرسل تلاميذه إلى المدينة ليشتروا طعاما ، فجلس بجانب البئر على حجر البئر وإذا بامرأة من السامرة قد جاءت إلى البئر لتستقي ماء ، فقال يسوع للمرأة : أعطني لأشرب ، فأجابت المرأة : ألا تخجل وأنت عبراني أن تطلب مني شربة ماء وأنا امرأة سامرية ؟ ، أجاب يسوع : أيتها المرأة لو كنت تعلمين من يطلب منك شربة لطلبت أنت منه شربة ، أجابت المرأة : كيف تعطيني لأشرب ولا إناء ولا حبل معك لتجذب به الماء والبئر عميقة ؟ ، أجاب يسوع : أيتها المرأة من يشرب من ماء هذا البئر يعاوده العطش أما من يشرب من الماء الذي أعطيه فلا يعطش أبدا بل يعطي العطاش ليشربوا بحيث يصلون إلى الحياة الأبدية ، فقالت المرأة : يا سيد أعطني من مائك هذا ، أجاب يسوع : اذهبي وادعي زوجك وإياكما أعطي لتشربا ، قالت المرأة : ليس لي زوج ، أجاب يسوع : حسنا قلت الحق لأنه كان لك خمسة أزواج والذي معك الآن ليس هو زوجك ، فلما سمعت المرأة هذا اضطربت وقالت : يا سيد أرى بهذا أنك نبي ، لذلك أضرع إليك أن تخبرني عما يأتي : إن العبرانيين يصلون على جبل صهيون في الهيكل الذي بناه سليمان في أورشليم ويقولون أن نعمة الله ورحمته توجد هناك لا في موضع آخر ، أما قومنا فإنهم يسجدون على هذه الجبال ويقولون أن السجود إنما يجب أن يكون على جبال السامرة فقط فمن هم الساجدون الحقيقيون ؟ .


الفصل الثاني والثمانون

حينئذ تنهد يسوع وبكى قائلا : ويل لك يا بلاد اليهودية لأنك تفخرين قائلة : (( هيكل الرب هيكل الرب )) وتعيشين كأنه لا إله منغمسة في الملذات ومكاسب العالم ، فإن هذه المرأة تحكم عليك بالجحيم في يوم الدين ، لأن هذه المرأة تطلب أن تعرف كيف تجد نعمة ورحمة عند الله ، ثم التفت إلى المرأة وقال : أيتها المرأة إنكم أنتم السامريون تسجدون لما لا تعرفون أما نحن العبرانيون فنسجد لمن نعرف ، الحق أقول لك أن الله روح وحق ويجب أن يسجد له بالروح والحق ، لأن عهد الله إنما أخذ في أورشليم في هيكل سليمان لا في موضع آخر ولكن صدقيني أنه يأتي وقت يعطى الله فيه رحمته في مدينة أخرى ويمكن السجود له في كل مكان بالحق ويقبل الله الصلاة الحقيقة في كل مكان رحمته ، أجابت المرأة : إننا ننتظر مسيا فمتى جاء يعلمنا ، أجـاب يسوع : أتعلمين أيتها المرأة أن مسيا لا بد أن يأتي ؟، أجابت : نعم يا سيد ، حينئذ تهلل يسوع وقال : يلوح لي أيتها المرأة أنك مؤمنة ، فاعلمي إذاً أنه بالإيمان بمسيا سيخلص كل مختاري الله ، إذاً وجب أن تعرفي مجيء مسيا ، قالت المرأة : لعلك أنت مسيا أيها السيد ، أجاب يسوع : إني حقا أرسلت إلى بيت إسرائيل نبي خلاص ، ولكن سيأتي بعدي مسيا المرسل من الله لكل العالم الذي لأجله خلق الله العالم ، حينئذ يسجد لله في كل العالم وتنال الرحمة حتى أن سنة اليوبيل التي تجيء الآن كل مائة سنة سيجعلها مسيا كل سنة في كل مكان ، حينئذ تركت المرأة جرتها وأسرعت إلى المدينة لتخبر بكل ما سمعت من يسوع .

الفصل الثالث والثمانون

وبينما كانت المرأة تكلم يسوع جاء تلاميذه وتعجبوا أنه كان يتكلم هكذا مع امرأة ، ومع ذلك لم يقل له أحد : لماذا تتكلم هكذا مع امرأة سامرية ، فلما انصرفت المرأة قالـوا : يا معـلم تعال وكل ، أجـاب يسوع : يجب أن آكل طعاما آخر، فقال التلاميذ بعضهم لبعض : لعل مسافرا كلم يسوع وذهب ليفتش له على طعام ، فسـألوا الذي يكتب هذا قائلين : هل كان هنا أحد يمكنه أن يحضر طعاما للمعلم يا برنابا ؟ ، فأجاب الذي يكتب : لم يكن هنا من أحد خلا المرأة التي رأيتموها التي أحضرت هذا الإناء الفارغ لتملأه ماء ، فوقف التلاميذ مندهشين منتظرين نتيجة كلام يسوع ، عندئذ قال يسوع: إنكم لا تعلمون الطعام الحقيقي هو عمل مشيئة الله ، لأنه ليس الخبز الذي يقيت الإنسان ويعطيه حياة بل بالحري كلمة الله بإرادته ، فلهذا السبب لا تأكل الملائكة الأطهار بل يعيشون ويتغذون بإرادة الله ، وهكذا نحن وموسى وإيليا وواحد آخر لبثنا أربعين يوما وأربعين ليلة بدون شيء من الطعام ، ثم رفع يسوع عينيه وقال : متى يكون الحصاد ، أجاب التلاميذ : بعد ثلاثة أشهر ، قال يسوع : انظروا الآن كيف أن الجبال بيضاء بالحبوب ، الحق أقول لكم أنه يوجد اليوم حصاد عظيم يجنى ، حينئذ أشار إلى الجم الغفير الذي أتى ليراه ، لأن المرأة لما دخلت المدينة أثارت المدينة بأسرها قائله: أيها القوم تعالوا وانظروا نبيا جديدا مرسلا من الله إلى بيت إسرائيل ، وقصت عليهم كل ما سمعت من يسوع ، فلما أتوا إلى هناك توسلوا إلى يسوع أن يمكث عندهم ، فدخل المدينة ومكث هناك يومين شافيا كل المرضى ومعلما ما يختص بملكوت الله ، حينئذ قال أهل المدينة للمرأة : إننا أكثر إيمانا بكلامه وآياته منا مما قلت ، لأنه قدوس الله حقا ونبي مرسل لخلاص الذين يؤمنون به ، وبعد صلاة نصف الليل اقترب التلاميذ من يسوع ، فقال لهم : ستكون هذه الليلة في زمن مسيا رسول الله اليوبيل السنوي الذي يجيء الآن كل مائة سنة ، لذلك لا أريد أن ننام بل نصلي محنين رأسنا مائة مرة ساجدين لإلهنا القدير الرحيم المبارك إلى الأبد ، فلنقل كل مرة : اعترف بك إلهنا الأحد الذي ليس لك من بداية ولا يكون لك من نهاية ، لأنك برحمتك أعطيت كل الأشياء بدايتها وستعطى بعدلك الكل نهاية ، لا شبه لك بين البشر ، لأنك بجودك غير المتناهي لست عرضة للحركة ولا لعارض ، ارحمنا لأنك خلقتنا ونحن عمل يدك .

الفصل الرابع والثمانون

ولما صلى يسوع قال : لنشكر الله لأنه وهبنا هذه الليلة رحمة عظيمة ، لأنه أعاد الزمن الذي يلزم أن يمر في هذه الليلة إذ قد صلينا بالإتحاد مع رسول الله ، وقد سمعت صوته ، فلما سمع التلاميذ هذه تهللوا كثيرا وقالوا : يا معلم علمنا شيئا من الوصايا هذه الليلة ، فقال يسوع : هل رأيتم مرة ما البراز ممزوجا بالبلسم ، فأجابوا : لا يا سيد لأنه لا يوجد مجنون يفعل هذا الشيء ، فقال يسوع : إني مخبركم الآن أنه يوجد في العالم من هم أشد جنونا من ذلك لأنهم يمزجون خدمة الله بخدمة العالم ، حتى أن كثيرين من الذين يعيشون بلا لوم قد خدعوا من الشيطان ، وبينا هم يصلون مزجوا بصلاتهم المشاغل العالمية فأصبحوا في ذلك الوقت ممقوتين في نظر الله ، قولوا لي أتحذرون متى اغتسلتم للصلاة من أن يمسكم شيء نجس ؟ نعم بكل تأكيد ، ولكن ماذا تفعلون عندما تصلون ، إنكم تغسلون أنفسكم من الخطايا بواسطة رحمة الله ، أتريدون إذاً وأنتم تصلون أن تتكلموا عن الأشياء العالمية ؟ ، احذروا من أن تفعلوا هكذا ، لأن كل كلمة عالمية تصير براز الشيطان على نفس المتكلم ، فارتجف التلاميذ لأنه كلمهم بحدة الروح ، وقالوا : يا معلم ماذا نفعل إذا جاء صديق يكلمنا ونحن نصلي ، أجاب يسوع : دعوه ينتظر وأكملوا الصلاة ، فقال برتولوماوس: ولكن لو فرضنا أنه متى رأى أننا لا نكلمه اغتاظ وانصرف ، وإذا اغتاظ فصدقوني أنه ليس بصديقكم وليس بمؤمن بل كافر ورفيق الشيطان ، قولوا لي إذا ذهبتم لتكلموا أحد غلمان اصطبل هيرودس ووجدتموه يهمس في أذني هيرودس أتغتاظون إذ جعلكم تنتظرون ؟ ، كلا ثم كلا بل تسرون أن تروا صديقكم مقربا من الملك ، ثم قال يسوع : أصحيح هذا ؟ ، أجـاب التلاميذ : إنه الحق بعينه ، ثم قال يسوع : الحق أقول لكم أن كل من يصلي إنما يكلم الله ، أفيصح أن تتركوا التكلم مع الله لتكلموا الناس ؟ ، أيحق لصديقكم أن يغتاظ لهذا السبب لأنكم تحترمون الله أكثر منه ؟ ، صدقوني إنه إن اغتاظ لأن جعلتموه ينتظر فإنما هو خادم جيد للشيطان ، لأن هذا ما يتمناه الشيطان أن يترك الله لأجل الناس ، لعمر الله أنه يجب على كل من يخاف الله أن ينفصل في كل عمل صالح عن أعمال العالم لكيلا يفسد العمل الصالح .

الفصل الخامس والثمانون

قال يسوع: إذا فعل إنسان سوءا أو تكلم بسوء وذهب أحد ليصلحه ويمنع عملا كهذا فماذا يفعل هذا ؟ ، أجاب التلاميذ : إنه يفعل حسنا لأنه يخدم الله الذي يطلب على الدوام منع الشر كما أن الشمس تطلب على الدوام طرد الظلام ، فقال يسوع : وأنا أقول لكم أنه بالضد من ذلك متى فعل أحد حسنا أو تكلم حسنا فكل من يحاول منعه بوسيلة ليس فيها ما هو أفضل منه فإنما هو يخدم الشيطان بل يصير رفيقه ، لأن الشيطان لا يهتم بشيء سوى منع كل شيء صالح ، ولكن ماذا أقول لكم الآن ؟ ، إني أقول ما قاله سليمان النبي قدوس وخليل الله : ( من كل ألف تعرفونهم يكون واحد صديقكم ) ، فقال متى : ألا نقدر إذاً أن نحب أحدا ؟ ، فأجاب يسوع : الحق أقول لكم أنه لا يجوز لكم أن تكرهوا شيئا إلا الخطيئة ، حتى أنكم لا تقدرون أن تبغضوا الشيطان من حيث هو خليقة الله بل من حيث هو عدو الله ، أتعلمون لماذا ؟، إني أفيدكم ، لأنه خليقة الله وكل ما خلق الله فهو حسن وكامل ، فلذلك كل من يكره الخليقة يكره الخالق ، ولكن الصديق شيء خاص لا يسهل وجوده ولكن يسهل فقده ، لأن الصديق لا يسمح باعتراض على من يحبه حبا شديدا ، احذروا وانتبهوا ولا تختاروا من لا يحب من تحبون صديقا ، فاعلموا ما المراد بالصديق ؟ ، لا يراد بالصديق إلا طبيب النفس ، وهكذا كما أنه يندر أن يجد الإنسان طبيبا ماهرا يعرف الأمراض ويفقه استعمال الأدوية فيها هكذا يندر وجود أصدقاء يعرفون الهفوات ويفقهون كيف يرشدون للصلاح ، ولكن هنالك شر وهو أن لكثيرين أصدقاء يغضون الطرف عن هفوات صديقهم ، وآخرين يعذرونهم ، وآخرين يحامون عنهم بوسيلة عالمية ، ويوجد أصدقاء ـ وذلك شر مما تقدم ـ يدعون أصدقاءهم ويعضدونهم في ارتكاب الخطأ وستكون آخرتهم نظير لؤمهم ، احذروا من أن تتخذوا أمثال هؤلاء القوم أصدقاء ، لأنهم أعداء وقتلة النفس حقا .

الفصل السادس والثمانون

ليكن صديقك صديقا يقبل الإصلاح كما يريد هو أن يصلحك ، وكما أنه يريد أن تترك كل شيء حبا في الله فعليه أن يرضى بأن تتركه لأجل خدمة الله، ولكن قل لي إذا كان الإنسان لا يعرف كيف يحب الله فكيف يعرف كيف يحب نفسه ، وكيف يعرف كيف يحب الآخرين إذا كان لا يعرف كيف يحب نفسه ؟ ، حقا إن هذا لمحال ، فمتى اخترت لك صديقا لأن من لا صديق له مطلقا هو فقير جدا فانظر أولا لا إلى نسبه الحسن ولا إلى أسرته الحسنة ولا إلى بيته الحسن ولا إلى ثيابه الحسنة ولا إلى شخصه الحسن ولا إلى كلامه الحسن أيضا لأنك حينئذ تغش بسهولة ، بل انظر كيف يخاف الله وكيف يحتقر الأشياء الأرضية وكيف يحب الأعمال الصالحة وعلى نوع أخص كيف يبغض جسده فيسهل عليك حينئذ أن تجد الصديق الصادق ، انظر على نوع أخص إذا كان يخاف الله ويحتقر أباطيل العالم وإذا كان دائما منهمكا بالأعمال الصالحة ويبغض جسده كعدو عات ، ولا يجب عليك أيضا أن تحب صديقا كهذا بحيث أن حبك ينحصر فيه لأنك تكون عابد صنم ، بل أحبه كهبة وهبك الله إياها فيزينه الله بفضل أعظم ، الحق أقول لكم أن من وجد صديقا وجد إحدى مسرات الفردوس بل هو مفتاح الفردوس ، أجاب تدايوس : ولكن إذا اتفق لإنسان صديق لا ينطبق على ما قلت يا معلم فماذا يجب عليه أن يفعل ؟ أيجب عليه أن يهجره ؟ ، أجاب يسوع : يجب عليه أن يفعل ما يفعله النوتي بالمركب الذي يسيره ما رأى منه نفعا ولكن متى وجد فيه خسارة تركه ، هكذا يجب أن تفعل بصديق شر منك ، فاتركه في الأشياء التي يكون فيها عثرة لك إذا كنت لا تود أن تتركك رحمة الله .

الفصل السابع والثمانون

ويل للعالم من العثرات ، لا بد أن تأتي العثرات لأن العالم يقيم في الإثم ، ولكن ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة ، خير للإنسان أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر من أن يعثر جاره ، إذا كانت عينك عثرة لك فاقلعها لأنه خير لك أن تدخل الجنة أعور من أن تدخل الجحيم ولك عينان ، إن أعثرتك يدك أو رجلك فافعل بهما كذلك لأنه خير لك أن تدخل ملكوت السماء أعرج أو أقطع من أن تدخل الجحيم ولك يدان ورجلان ، فقال سمعان المسمى بطرس : يا سيد كيف يجب أن أفعل هذا ؟ حقا إنني أصير أبتر في زمن وجيز ؟ ، أجاب يسوع : يا بطرس اخلع الحكمة الجسدية تجد الحق توا ، لأن من يعلمك هو عينك ومن يساعدك للعمل هو رجلك ومن يخدمك في شيء ما هو يدك ، فمتى كانت أمثال هذه باعثا على الخطيئة فاتركها ، لأنه خير لك أن تدخل الجنة جاهلا فقيرا ذا أعمال قليلة من أن تدخل الجحيم بأعمال عظيمة وأنت متعلم غني ، فاطرح عنك كل ما يمنعك عن خدمة الله كما يطرح الإنسان كل ما يعيق بصره ، ولما قال يسوع هذا دعا بطرس إلى جانبه وقال له : إذا أخطأ أخوك إليك فاذهب وأصلحه ، فإذا هو اصطلح فتهلل لأنك قد ربحت أخاك ، وإن لم يصطلح فاذهب وادع شاهدين وأصلحه أيضا ، فإن لم يصطلح فأخبر الكنيسة بذلك ، فإن لم يصطلح حينئذ فاحسبه كافرا ، ولذلك لا تسكن سقف البيت الذي يسكنه ، ولا تأكل على المائدة التي يجلس إليها ، ولا تكلمه ، حتى أنك إن علمت أين يضع قدمه أثناء المشي فلا تضع قدمك هناك .

الفصل الثامن والثمانون

ولكن احذر من أن تحسب نفسك أفضل منه ، بل يجب عليك أن تقول هكذا : بطرس بطرس إنك لو لم يساعدك الله لكنت شرا منه ، أجـاب بطرس : كيف يجب علي أن أصلحه ؟ ، فأجاب يسوع : بالطريقة التي تحب أنت نفسك أن تصلح بها ، فكما تريد أن تعامل بالحلم هكذا عامل الآخرين ، صدقني يا بطرس لأني أقول لك الحق أنك كل مرة تصلح أخاك بالرحمة تنال رحمة من الله وتثمر كلماتك بعض الثمر ، ولكن إذا فعلت ذلك بالقسوة يقاصك عدل الله بقسوة ولا تأتي بثمر ، قل لي يا بطرس أيغسل الفقراء مثلا هذه القدور الفخارية التي يطبخون فيها طعامهم بالحجارة والمطارق الحديدية ؟ ، كلا ثم كلا بل بماء سخن ، فالقدور تحطم بالحديد والأشياء الخشبية تحرقها النار أما الإنسان فإنه يصلح بالرحمة ، فمتى أصلحت أخاك قل لنفسك : (( إذ لم يعضدني الله فإني فاعل غدا شرا من كل ما فعل هو اليوم )) ، أجاب بطرس : كم مرة أغفر لأخي يا معلم ؟ ، أجاب يسوع : بعدد ما تريد أن يغفر لك ، فقال بطرس : أسبع مرات في اليوم ؟ ، أجاب يسوع : لا أقول سبعا فقط بل تغفر له كل يوم سبعين سبع مرات ، لأن من يَغفر يُغفر له ومن يدِن يدان ، حينئذ قال من يكتب هذا : ويل للرؤساء لأنهم سيذهبون إلى الجحيم ، فوبخه يسوع قائلا : لقد صرت غبيا يا برنابا إذ تكلمت هكذا ، الحق أقول لك أن الحمام ليس بضروري للجسم ولا اللجام للفرس ولا يد الدفة للسفينة كضرورة الرئيس للبلاد ، ولأي سبب إذاً قال الله لموسى ويوشع وصموئيل وداود وسليمان ولكثيرين آخرين أن يصدروا أحكاما ، إنما أعطى الله السيف لمثل هؤلاء لإستئصال الإثم ، فقال حينئذ من يكتب هذا : كيف يجب إصدار الحكم بالقصاص والعفو ؟ ، أجاب يسوع : ليس كل أحد قاضيا يا برنابا لأن للقاضي وحده أن يدين الآخرين ، وعلى القاضي أن يقتص من المجرم كما يأمر الأب بقطع عضو فاسد من ابنه لكيلا يفسد الجسد كله .

الفصل التاسع والثمانون

قال بطرس : كم يجب علي أن أمهل أخي ليتوب ؟ ، أجاب يسوع : بقدر ما تريد أن تمهل ، أجاب بطرس : لا يفهم كل أحد هذا فكلمنا بوضوح أتم ، أجاب يسوع : أمهل أخاك ما أمهله الله ، فقال بطرس : ولا يفهمون هذا أيضا ، أجاب يسوع : أمهله ما دام له وقت للتوبة ، فحزن بطرس والباقون لأنهم لم يفقهوا المراد ، عندئذ قال يسوع : لو كان عندكم إدراك صحيح وعرفتم أنكم أنتم أنفسكم خطاة لما خطر في بالكم مطلقا أن تنـزعوا من قلوبكم الرحمة بالخاطئ ، ولذلك أقول لكم صريحا أنه يجب أن يمهل الخاطئ ليتوب ما دام له نفس تتنفس من وراء أسنانه ، لأنه هكذا يمهله إلهنا القدير الرحيم ، إن الله لم يقل : إني أغفر للخاطئ في الساعة التي يصوم و يتصدق ويصلي ويحج فيها ، وهو ما قام به كثيرون وهم ملعونون لعنة أبدية ، ولكنه قال : (( في الساعة التي يندب الخاطئ خطاياه أنسى إثمه فلا أذكره بعد )) ثم قال يسوع : أفهمتم ؟ ، أجاب التلاميذ : فهمنا بعضا دون بعض ، أجاب يسوع : ما هو الذي لم تفهموه ؟ ، فأجابوا : كون كثيرين من الذين صلوا مع الصيام ملعونين ، حينئذ قال يسوع : الحق أقول لكم أن المرائين والأمم يصلون ويتصدقون ويصومون أكثر من أخلاء الله ، ولكن لما لم يكن لهم إيمان لم يتمكنوا من التوبة ولهذا كانوا ملعونين ، فقال حينئذ يوحنا : علمنا ما هو الإيمان حبا في الله ، أجاب يسوع : قد حان لنا أن نصلي صلاة الفجر ، فنهضوا واغتسلوا وصلوا لإلهنا المبارك إلى الأبد .

الفصل التسعون

فلما انتهت الصلاة اقترب تلاميذ يسوع إليه ففتح فاه وقال : اقترب يا يوحنا لأني اليوم سأجيبك عن كل ما سألت ، الإيمان خاتم يختم الله به مختاريه وهو خاتم أعطاه لرسوله الذي أخذ كل مختار الإيمان على يديه فالإيمان واحد كما أ
elsayed
elsayed
عضو مجتهد
عضو مجتهد

عدد المساهمات : 20
نقاط : 68
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/04/2011
العمر : 37
الموقع : المحله الكبرى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى