منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
اهلا وشهلا زائرنا الكريم انت لن تقوم بتسجيل عضويتك في المنتدي للسجيل اضغط علي الزر التسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
اهلا وشهلا زائرنا الكريم انت لن تقوم بتسجيل عضويتك في المنتدي للسجيل اضغط علي الزر التسجيل
منتدي النيل (محمد ابواليزيدصالح)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» فوائد قشر الليمون
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الاول  Emptyالأحد نوفمبر 19, 2023 5:22 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» المرأة الخمسينية والستينية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الاول  Emptyالسبت نوفمبر 18, 2023 1:58 pm من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» فقد الثقة في العلاقات الانسانية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الاول  Emptyالسبت نوفمبر 18, 2023 2:30 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» العدل اساس الحكم
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الاول  Emptyالثلاثاء مايو 09, 2023 6:19 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» صور من التراث الإسكندرية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الاول  Emptyالثلاثاء مايو 09, 2023 5:59 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» حدوته اسيوطية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الاول  Emptyالإثنين مايو 08, 2023 3:32 pm من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» الديون المعنوية
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الاول  Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:29 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» عتمة ليل الجهالة
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الاول  Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:23 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

» حديث القلوب
انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الاول  Emptyالإثنين مايو 08, 2023 7:18 am من طرف محمدابوليزيدصالح الشرقاوى

مكتبة الصور


انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الاول  Empty
التبادل الاعلاني

انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الاول

اذهب الى الأسفل

انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الاول  Empty انجيل برنابا الذى طالما ظهر يحاربه المسيحين الجزء الاول

مُساهمة من طرف elsayed الأحد يونيو 19, 2011 11:48 am


معلومات مهمة عن إنجيل المسيح الصحيح

إن الإنجيل هو كتاب الله الموحى إلى المسيح عيسى بن مريم عليه السلام بواسطة ملاكه جبريل عليه السلام ، واختار عيسى اثني عشر تلميذا ليلقنهم ما يوحيه عليه جبريل من كلمات الله جل وعلا ، ولم يكن أيا منهم يدون ما يقوله نبي الله عيسى عليه السلام ما عدا برنابا رضي الله عنه فقد كان هو المكلف من قبل عيسى عليه السلام بالتدوين والكتابة حيث كتب كل ما يتعلق بسيرة المسيح عليه السلام ومعجزاته التي أتمها بإذن الله وحربه الشعواء على النفاق والمنافقين من أحبار اليهود وضلالهم وبعد رفع عيسى عليه السلام إلى السماء وتفرق طلابه بعده ومرور السنين الطوال على النصارى واندراس آثار النبوة وتغير معالم التوحيد واستبدال النصارى لها بالإشراك بالله حتى طالت أيدي النصارى كتاب الله الإنجيل فأخذوا بوضع أناجيل مكذوبة على الله وعلى نبي الله عيسى عليه السلام .

ولقد كثرت الكتب التي سميت أناجيل مما اضطر الكنيسة المسيطرة آنذاك وهي الكنيسة الرومانية لجمعها وعقد مجامع لإختيار ما زعمت أنه صالحا والأمر بإحراق الباقي فأظهر الكنيسيون الأناجيل المزورة المكذوبة وأخفوا إنجيل عيسى الصحيح وهو ما يسمى بـ( إنجيل برنابا ) وكان حينها مخطوطا فعاد ذكره إلى الوجود في عام 1709 بعد أن زال التعصب الديني في أوروبا وفقدت الكنيسة السيطرة المطلقة التي كانت قد استحوذت عليها في القرون الوسطى وتناقلت الأيدي هذه المخطوطـة إلى أن قام نائب المطران ( لو نسدال راغ ) بترجمته إلى اللغة الإنجليزية في عام 1907 ومن هذه الترجمة قام المؤرخ ( خليل سعادة ) بترجمته إلى العربية وقام بنشره ( محمد رشيد رضا ) .




قصة اكتشاف مخطوط إنجيل برنابا رضي الله عنه

هذا المخطوط هو النسخة الوحيدة المعروفة الآن في العالم وهي النسخة الإيطالية وهي التي نقل عنها هذا الإنجيل العظيم .

يقول المستشرق الشهير سايل : أن مكتشف النسخة الإيطالية لإنجيل برنابا هو راهب لاتيني يسمى ( فرا مربنو ) ، ومن جملة ما قال : أن هذا الراهب عثر على رسائل لأحد القساوسة وفي عدادها رسالة تندد بالقديس بولص ، وأن هذا القسيس أسند تنديده إلى إنجيل القديس برنابا ، فأصبح الراهب المشار إليه من ذلك الحين شديد الشغف بالعثور على هذا الإنجيل ، واتفق أنه أصبح حينا من الدهر مقربا من البابا (سكتس الخامس ) فحدث يوما أنهما دخلا معا مكتبة البابا فأخذ النوم هذا البابا ، فأحب الراهب مرينو أن يقتل الوقت بالمطالعة إلى أن يفيق البابا ، فكان الكتاب الأول الذي وضع يده عليه هو إنجيل القديس برنابا نفسه ، فكاد أن يطير فرحا من هذا الاكتشاف فخبأ هذا الإنجيل في أحد ردني ثوبه ، ولبث إلى أن استفاق البابا فاستأذنه بالإنصراف حاملا ذاك الكنز معه ، فلما خلا بنفسه طالعه بشوق عظيم فاعتنق على إثر ذلك الإسلام اهـ .

وبعد هذا الاكتشاف شاع خبر ( إنجيل برنابا ) في فجر القرن الثامن عشر فأحدث دويا عظيما عند النصارى وأجمعوا أمرهم على محاربته وتكذيبه وعدم نشره وتم لهـم ذلك ، بل إن هذا العداء توارثته أجيال النصارى جيلا بعد جيل ، وفي زماننا هذا لا توجد طائفة من النصارى في العالم كله شرقا وغربا تؤمن بكتاب الله ( إنجيل برنابا ) ، بل أقام أساقفة النصارى بتصنيف الردود على ( إنجيل برنابا ) ، حتى قال أحد الأساقفة الملاعين : هذا الكتاب المنحول على القديس برنابا يسميه أعداء الأديان بإنجيل ، وما هو بإنجيل ، فالإنجيل بشارة مفرحة ، بينما أن هذا الكتاب الشرير كصاحبه الشرير ، رسالة كافرة أثيمة ضارة هو مجموعة متناقضات لا ترضي المسلم الحق بقدر أنها لا ترضي المسيحي الحق . اهـ ( رسالة الرد على الكتاب المسمى إنجيل برنابا لسامح كمال ) .

هذه نبذة بسيطة عن موقف النصارى الأوائل والمتأخرين من هذا الكتاب العظيم ، وأما بالنسبة للمسلمين فقد حرموا منه سنين طويلة ، والعجيب أنه لم يرد ذكر هذا ( الإنجيل برنابا ) في كتابات العلماء المحققين السابقين مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن حزم وغيرهم عليهم رحمة الله ، فهذا كتاب الجواب الصحيح لإبن تيمية ناقش النصارى في معتقداتهم وأتى على ذكر أناجيلهم ولم يورد ذكر إنجيل برنابا بتاتا ومثله تلميذه ابن القيم ، وكذلك ابن حزم في كتابه ( الفصل في الملل والنحل ) لم يأتِ على ذكر ( إنجيل برنابا ) مع أن كتابه هذا عمدة في الأديان والفرق ومنها فرق النصارى المتعددة ، ما يدل على أنه بالفعل كان مخفيا طوال هذه القرون ولم يشتهر أمره إلا في القرون المتأخرة ، ولو كان كما زعموا قاتلهم الله تعالى أنه من وضع بعض المسلمين لاشتهر أمـره بين المسلمين خصوصا أهل العلم منهم المصنفين ممن ناقش معتقدات النصارى وما ورد في أناجيلهم المحرفة .

وأما أهل زماننا فقد تضاربت فيه آراء الباحثين وتشعبت بخصوصه مذاهب المؤرخين وخبطوا فيه بين ضلالة وهدى وتلمسوا حقيقته بين رشاد وهوى فما ظفروا بعد كل ذلك بما يشفي الغليل ، فهم جثث بلا عقول ، عرجت عقولهم وطمست بصائرهم ، فلا تجدهم يميزون بين الغث والسمين والحق والباطل ولا بين وحي الله لأنبيائه ووحي الشيطان لأوليائه .


اعتقاد المهدي عليه السلام وأتباعه في ( إنجيل برنابا )

هذه شهادة يكتبها أنصار المهدي اليوم ليشهد عليها التاريخ غدا بأن أول من نصر الإنجيل الصحيح هو المهدي عليه السلام وهو الذي أظهره للناس وأخرجه للنور بعد ظلام دام سنين طويلة في حق هذا الإنجيل العظيم .

وهنا أنقل كلام رسول الله المهدي أبي عبدالله الحسين بن موسى عليه السلام في شأن ( إنجيل برنابا ) فقال :

أن هذا هو إنجيل المسيح الصحيح الذي أنزله الله تعالى على قلب عيسى بن البتول عليه وعلى أمه أفضل الصلاة والتسليم .

إنها مفاجأة نزفها من هذا الموقع لإخوتنا في الإيمان ونلح عليهم أن يعتنوا بهذا الإنجيل العظيم ويساعدوا على نشره ، فإنه والله إنجيل عيسى الصحيح .

إن النصارى لعنهم الله يبغضون هذا الإنجيل ولا يحبون نشره ويدعون أنه مكذوب ، وكذبوا والله بل هو الإنجيل الصحيح كتبه بين يديه تلميذه البار ( برنابا ) رضي الله عنه ، وستجدون في هذا الإنجيل توحيد الله وتمجيده ، وتعظيم المصطفى محمد  والتصريح بإسمه وتمجيده ، ولكن ماذا نقول وهذه الأمة قد بلغ بها الغباء والجهل والضلال حتى أنها من شدة ذلك عميت عن هذا الإنجيل العظيم ، يطير بعضهم بكتاب لا يسـوى مؤلفه فلسا مطارا عظيما ، وهذا كتاب الله إنجيل المسيح الصحيح بين ظهرانيهم كشف الله عنه بفضله وأظهره للنور لا يبالون به ولا يعرفون عنه شيئا ، وها أنتم واستغرابكم أكبر دليل على جهالة الأمة في حق هذا الإنجيل العظيم ، وإنا لنتشرف ونعد هذا من نصرته حبيبنا ورسول ربنا عيسى المسيح الذي ظلم بإدعاء ما ادعي بحقه ، وما طمس من إنجيله من شياطين الإنس والجن ، والله إننا لنحتسب في إعلانه ونشره أجر الله العظيم دفاعا عن حق هذا الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام . بل بمجرد الإطلاع على تعاليم الله وآياته الواردة في ( إنجيل برنابا ) يتأكد أن هذا الإنجيل هو الإنجيل الصحيح لتوافقه مع بعض ما ورد في كتاب الله العظيم وعقيدة المؤمنين ، ومن ذلك الآتي :

أولا : الدعوة إلى توحيد الله والبراءة من الشرك والمشركين .

ثانيا : أن المسيح عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله .

ثالثا : أن عيسى عليه السلام لم يصلب بل رفع إلى السماء وسيرجع .

رابعا : أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام وليس إسحاق عليه السلام كما زعم اليهود لعنهم الله

خامسا : التبشير بإرسـال النبي  بعده والتصريح بإسمه عليه الصلاة والسلام .

سادسا : التبشير بإرسال المهدي عليه السلام آخر الزمان .

سابعا : التبشير بعودة النبي  إلى الدنيا آخر الزمان ليشهد على آخر أعمال أمته ، وأيضا التبشير بعودة إدريس وإلياس عليهما الصلاة والسلام .

وفي الختام نسأل المولى عز وجل أن ينفع بهذا الإنجيل المسلمين ويزدادوا به إيمانا على إيمانهم ، وليحمدوا الله تعالى أن يسر لهم في قرنهم هذا الوقوف عليه مقدمة لأن يكونوا ممهدين لأمره عسى أن يكونوا ممن يدركه وينطوي تحت لوائه جنودا يقاتلون في سبيل الله تعالى .

الإنجيل الصحيح لعيسى المسمى المسيح

(( نبي جديد مرسل من الله إلى العالم بحسب رواية برنابا رسوله ))

برنابا رسول يسوع الناصري المسمى المسيح يتمنى لجميع سكان الأرض سلاماً وعزاء .

أيها الأعزاء إن الله العظيم العجيب قد افتقدنا في هذه الأيام الأخيرة بنبيه يسوع المسيح برحمة عظيمة للتعليم والآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى ، مبشرين بتعليم شديد الكفر ، داعين المسيح ابن الله ، ورافضين الختان الذي أمر به الله دائما ، مجوزين كل لحم نجس ، الذين ضل في عدادهم أيضا بولس الذي لا أتكلم عنه إلا مع الأسى ، وهو السبب الذي لأجله أسطر ذلك الحق الذي رأيته وسمعته أثناء معاشرتي ليسوع لكي تخلصوا ولا يضلكم الشيطان فتهلكوا في دينونة الله ، وعليه فاحذروا كل أحد يبشركم بتعليم جديد مضاد لما أكتبه لتخلصوا خلاصا أبديا .

وليكن الله العظيم معكم وليحرسكـم من الشيطان ومن كل شـر آمين اهـ .


(( بشرى جبريل للعذراء مريم بولادة المسيح ))

لقد بعث الله في هذه الأيام الأخيرة بالملاك جبريل إلى عذراء تدعى مريم من نسل داود من سبط يهوذا ، بينما كانت هذه العذراء العائشة بكل طهر بدون أدنى ذنب المنزهة عن اللوم المثابرة على الصلاة مع الصوم يوما ما وحدها وإذا بالملاك جبريل قد دخل مخدعها وسلم عليها قائلا : ليكن الله معك يا مريم . فارتاعت العذراء من ظهور الملاك ، ولكن الملاك سكن روعها قائلا : لا تخافي يا مريم لأنك قد نلت نعمة من لدن الله الذي اختارك لتكوني أم نبي يبعثه إلى شعب إسرائيل ليسلكوا في شرائعه بإخلاص . فأجـابت العذراء : وكيف ألد بنين وأنا لا أعرف رجلا . فأجاب الملاك : يا مريم إن الله الذي صنع الإنسان من غير إنسان لقادر أن يخلق فيه إنسانا من غير إنسان لأنه لا محال عنده . فأجابت مريم : إني لعالمة أن الله قدير فلتكن مشيئته . فقال الملاك : كوني حاملاً بالنبي الذي ستدعينه يسوع ، فامنعيه الخمر والمسكر وكل لحم نجس لأن الطفل قدوس الله . فانحنت مريم بِضَعَة قائلة : ها أنا ذا أمة الله فليكن بحسب كلمتك . فانصرف الملاك ، أما العذراء فمجدت الله قائلة : اعرفي يا نفس عظمة الله ، وافخري يا روحي بالله مخلصي ، لأنه رمق ضعة أمته ، وستدعوني سائر الأمم مباركة ، لأن القدير صيّرني عظيمة ، فليتبارك اسمه القدوس لأن رحمته تمتد من جيل إلى جيل للذين يتقونه ، ولقد جعل يده قوية فبدد المتكبر المعجب بنفسه ، ولقد أنزل الأعِزاء من عن كراسيهم ورفع المتضعين ، أشبع الجائع بالطيبات وصرف الغني صفر اليدين ، لأنه يذكر الوعود التي وعد بها إبراهيم وابنه إلى الأبد .

الفصل الثاني
(( إنباء الملاك جبريل يوسف بحبل العذراء مريم ))

أما مريم فإذ كانت عالمة مشيئة الله وموجسة خيفة أن يغضب الشعب عليها لأنها حبلى ليرجمها كأنها ارتكبت الزنا اتخذت لها عشيرا من عشيرتها قويم السيرة يدعى يوسف ، لأنه كان بارا متقيا لله يتقرب إليه بالصيام والصلوات ويرتزق بعمل يديه لأنه كان نجارا ، هذا هو الرجل الذي كانت تعرفه العذراء واتخذته عشيرا وكاشفته بالإلهام الإلهي ، ولما كان يوسف بارا عزم إذ رأى مريم حبلى على إبعادها لأنه كان يتقي الله ، وبينا هو نائم إذا بملاك الله يوبخه قائلا : لماذا عزمت على إبعاد امرأتك ، فاعلم أن ما كون فيها إنما كوّن بمشيئة الله فستلد العذراء ابنا ، وستدعونه يسوع ، وتمنع عنه الخمر والمسكر وكل لحم نجس ، لأنه قدوس الله من رحم أمه فإنه نبي من الله أرسل إلى شعب إسرائيل ليحول يهوذا إلى قلبه ، ويسلك إسرائيل في شريعة الرب كما هو مكتوب في ناموس موسى ، وسيجيء بقوة عظيمة يمنحها له الله ، وسيأتي بآيات عظيمة تفضي إلى خلاص كثيرين . فلما استيقظ يوسف من النوم شكر الله وأقام مع مريم كل حياته خادما لله بكل إخلاص .


الفصل الثالث
(( ولادة المسيح العجيبة وظهور الملائكة ممجدين لله ))

كان هيرودس في ذلك الوقت ملكا على اليهودية بأمـر قيصر أوغسطس ، وكان بيلاطس حاكما في زمن الرياسة الكهنوتية لحنان وقيافا ، فعملا بأمر قيصر اكتتب جميع العالم ، فذهب إذ ذاك كل إلى وطنه وقدموا نفوسهم بحسب أسباطهم لكي يكتتبوا ، فسافر يوسف من الناصرة إحدى مدن الجليل مع امرأته وهي حبلى ذاهبا إلى بيت لحم ( لأنها كانت مدينته وهو من عشيرة داود ) ليكتتب عملا بأمر قيصر ، ولما بلغ بيت لحم لم يجد فيها مأوى إذ كانت المدينة صغيرة وحشد جماهير الغرباء كثيرا ، فنزل خارج المدينة في نزل جعل مأوى للرعاة ، وبينما كان يوسف مقيما هناك تمت أيام مريم لتلد ، فأحاط بالعذراء نور شديد التألق ، وولدت ابنها بدون ألم ، وأخذته على ذراعيها ، وبعد أن ربطته بأقمطة وضعته في المذود ، إذ لم يوجد موضع في النزل ، فجاء جوق غفير من الملائكة إلى النزل بطرب يسبحون الله ويذيعون بشرى السلام لخائفي الله ، وحمدت مريم ويوسف الله على ولادة يسوع وقاما على تربيته بأعظم سرور .


الفصل الرابع

(( الملائكة تبشر الرعاة بولادة يسوع ، وهؤلاء يبشرون به بعد رؤيتهم إياه ))

كان الرعاة في ذلك الوقت يحرسون قطيعهم على عادتهم ، وإذا بنور متألق قد أحاط بهم وخرج من خلاله ملاك سبح الله ، فارتاع الرعاة بسبب النور الفجائي وظهور الملاك ، فسكن روعهم ملاك الرب قائلا : ها آنذا أبشركم بفرح عظيم ، لأنه قد ولد في مدينة داود طفل نبي للرب الذي سيحرز لبيت إسرائيل خلاصا عظيما ، وتجدون الطفل في المذود مع أمه التي تسبح الله ، وإذ قال هذا حضر جوق عظيم من الملائكة يسبحون الله ، ويبشرون الأخيار بسلام ، ولمـا انصرفت الملائكة تكلم الرعاة فيما بينهم قائلين : لنذهب إلى بيت لحم وننظر الكلمة التي كلمنا بها الله بواسطة ملاكه ، وجاء رعاة كثيرون إلى بيت لحم يطلبون الطفل المولود حديثا ، فوجدوا الطفل المولود مضطجعا في المذود خارج المدينة حسب كلمة الملاك ، فسجدوا له وقدموا للأم ما كان معهم وأخبروها بما سمعوا وأبصروا ، فأسرّت مريم هذه الأمور في قلبها ويوسف أيضا شاكرين لله ، فعاد الرعاة إلى قطيعهم يقولون لكل أحد ما أعظم ما رأوا ، فارتاعت جبال اليهودية كلها ، ووضع كل رجل الكلمة في قلبه قائلا : ما سيكون هذا الطفل يا ترى .


الفصل الخامس
(( ختان يسوع ))

فلما تمت الأيام الثمانية حسب شريعة الرب كما هو مكتوب في كتاب موسى أخذا الطفل واحتملاه إلى الهيكل ليختناه ، فختنا الطفل وسمياه يسوع كما قال الملاك قبل أن حبل به في الرحم ، فعلمت مريم ويوسف أن الطفل سيكون لخلاص وهلاك كثيرين ، لذلك اتقيا الله وحفظا الطفل وربياه على خوف الله .

الفصل السادس
(( نجم في المشرق يهدي ثلاثة من المجوس إلى اليهودية ، فيرون يسوع ويسجدون ويقدمون له هدايا ))

لما ولد يسوع في زمن هيرودس ملك اليهودية كان ثلاثة من المجوس في أنحاء المشرق يرقبون نجوم السماء ، فتبدى لهم نجم شديد التألق فتشاوروا من ثم فيما بينهم وجاءوا إلى اليهودية يهديهم النجم الذي يتقدمهم ، فلما بلغوا أورشليم سألوا : أين ولد ملك اليهود . فلما سمع هيرودس ذلك ارتاع واضطربت المدينة كلها فجمع من ثم هيرودس الكهنة والكتبة قائلا : أين يولد المسيح . فأجابوا : إنه يولد في بيت لحم لأنه مكتوب في النبي هكذا ( وأنت يا بيت لحم ست صغيرة بين رؤساء يهوذا لأنه سيخرج منك مدبر يرعى شعبي إسرائيل ) ، فاستحضر هيرودس إذ ذاك المجوس وسألهم عن مجيئهم ، فأجابوا : أنهم رأوا نجما في المشرق هداهم إلى هناك ، فلذلك أحبوا أن يقدموا هدايا ويسجدوا لهذا الملك الجديد الذي تبدى لهم نجمه . فقال حينئذ هيرودس : اذهبوا إلى بيت لحم وابحثوا بتدقيق عن الصبي ، ومتى وجدتموه تعالوا وأخبروني لأني أنا أيضا أريد أن أسجد له ، وهو إنما قال ذلك مكرا .

الفصل السابع
(( زيارة المجوس ليسوع وعودتهم إلى وطنهم ، عملا بإنذار يسوع إياهم في حلم ))

وانصرف المجوس من أورشليم ، وإذا بالنجم الذي ظهر لهم في المشرق يتقدمهم ، فلما رأوا النجم امتلأوا سرورا ، ولما بلغوا بيت لحم وهم خارج المدينة وجدوا النجم واقفا فوق النزل حيث ولد يسوع ، فذهب المجوس إلى هناك ، ولما دخلوا المنزل وجدوا الطفل مع أمه ، فانحنوا وسجدوا له ، وقدم له المجوس طيوبا مع فضة وذهب ، وقصوا على العذراء كل ما رأوا ، وبينما كانوا نياما حذرهم الطفل من الذهاب إلى هيرودس ، فانصرفوا في طريق أخرى وعادوا إلى وطنهم وأخبروا بما رأوا في اليهودية .

الفصل الثامن
(( الهرب بالمسيح إلى مصر وقتل هيرودس الأطفال ))

فلما رأى هيرودس أن المجوس لم يعودوا إليه ظن أنهم سخروا منه ، فعقد النية على قتل الطفل الذي ولد ، ولكن بينما كان يوسف نائما ظهر له ملاك الرب قائلا : انهض عاجلا وخذ الطفل وأمه واذهب إلى مصر لأن هيرودس يريد أن يقتله . فنهض يوسف بخوف عظيم وأخذ مريم والطفل وذهبوا إلى مصر ، ولبثوا هناك حتى موت هيرودس الذي حسب أن المجوس قد سخروا منه ، فأرسل جنوده ليقتلوا كل الأطفال المولودين حديثا في بيت لحـم ، فجاء الجنود وقتلوا كل الأطفال الذين كانوا هناك كما أمرهم هيرودس ، حينئذ تمَّت كلمات النبي القائل ( نواح وبكاء في الرامة ، راحيل تندب أبناءها وليس لها تعزية لأنهم ليسوا بموجودين ) .

الفصل التاسع
(( يسـوع يحــاج العلماء بعد رجـوعـه إلى الـيـهودية ، وبلوغـه اثني عشر عـامـا من الـعـمـر ))

ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب في حلم ليوسف قائلا : عد إلى اليهودية لأنه قد مات الذين كانوا يريدون موت الصبي ، فأخذ يوسف الطفل ومريم ( وكان الطفل بالغا سبع سنين من العمر ) وجاء إلى اليهودية حيث سمع أن أرخيلاوس بن هيرودس كان حاكما في اليهودية ، فذهب إلى الجليل لأنه خاف أن يبقى في اليهودية ، فذهبوا ليسكنوا في الناصرة ، فنما الصبي في النعمة والحكمة أمام الله والناس ، ولما بلغ يسوع اثنتي عشرة سنة من العمر صعد مع مريم ويوسف إلى أورشليم ليسجد هناك حسب شريعة الرب المكتوبة في كتاب موسى ، ولما تمت صلواتهم انصرفوا بعد أن فقدوا يسوع ، لأنهم ظنوا أنه عاد إلى الوطن مع أقربائهم ، ولذلك عادت مريم مع يوسف إلى أورشليم ينشدان يسوع بين الأقرباء والجيران ، وفي اليوم الثالث وجدوا الصبي في الهيكل وسط العلماء يحاجهم في أمر الناموس ، وأعجب كل أحد بأسئلته وأجوبته قائلا : كيف أوتي مثل هذا العلم وهو حدث ولم يتعلم القراءة .

فعنفته مريم قائلة : يا نبي ماذا فعلت بنا فقد نشدتك وأبوك ثلاثة أيام ونحن حزينان . فأجاب يسوع : ألا تعلمين أن خدمة الله يجب أن تقدم على الأب وألام . ثم نزل يسوع مع أمه ويوسف إلى الناصرة ، وكان مطيعا لهما بتواضع واحترام .

الفصل العاشر
(( يسوع وهو ابن ثلاثين سـنة ، يتـلـقى عـلى جبـل الزيتـون الإنجيـل من المـلاك جبريــل ))

ولما بلغ يسوع ثلاثين سنة من العمر كما أخبرني بذلك نفسه صعد إلى جبل الزيتون مع أمه ليجني زيتونا ، وبينما كان يصلي في الظهيرة وبلغ هذه الكلمات ( يارب برحمه .. ) وإذا بنور باهر قد أحاط به وجوق لا يحصى من الملائكة كانوا يقولون ( ليتمجد الله ) ، فقدم له الملاك جبريل كتابا كأنه مرآة براقة ، فنزل إلى قلب يسوع الذي عرف به ما فعل الله وما قال الله وما يريد الله حتى أن كل شيء كان عريانا ومكشوفا له ، ولقد قال لي : ( صدق يا برنابا أني أعرف كل نبي وكل نبوة وكل مـا أقوله إنما قد جاء من ذلك الكتاب ) . ولما تجلت هذه الرؤيا ليسوع وعلم أنه نبي مرسل إلى بيت إسرائيل كاشف مريم أمه بكل ذلك قائلا لها : أنه يترتب عليه احتمال اضطهاد عظيم لمجد الله وأنه لا يقدر فيما بعد أن يقيم معها ويخدمها . فلما سمعت مريم هذا أجابت : ( يا بني إني نبئت بكل ذلك قبل أن تولد فليتمجد اسم الله القدوس ) . ومن ذلك اليوم انصرف يسوع عن أمه ليمارس وظيفته النبوية .

الفصل الحادي عشر
(( يسوع يشفي الأبرص ويذهب إلى أورشليم ))

ولما نزل يسوع من الجبل ليذهب إلى أورشليم التقى بأبرص علم بإلهام إلهي أن يسوع نبي ، فتضرع إليه باكيا قائلا : يا يسوع بن داود ارحمني ، فأجاب يسوع : ماذا تريد أيها الأخ أن أفعل لك ، فأجاب الأبرص : يا سيدي أعطني صحة ، فوبخه يسوع قائلا : إنك لغبي اضرع إلى الله الذي خلقك وهو يعطيك صحة لأنني رجل نظيرك ، فأجاب الأبرص أعلم يا سيدي أنك إنسان ولكنك قدوس الرب فاضرع إذا إلى الله وهو يعطيني صحة ، فتنهد يسوع وقال : أيها الرب الإله القدير لأجل محبة أنبيائك الأطهار أبرئ هذا العليل ، ولما قال ذلك لمس العليل بيديه وقال : باسم الله أيها الأخ ابرأ ، ولما قال ذلك برئ من برصه حتى أن جسده الأبرص أصبح كجسد طفل ، فلما رأى الأبرص ذلك وعلم أنه قد برئ صرخ بصوت عال : تعال إلى هنا يا إسرائيل وتقبل النبي الذي بعثه الله إليك ، فرجاه يسوع قائلا : أيها الأخ أصمت ولا تقل شيئا ، فلم يزده الرجاء إلا صراخا قائلا : هاهو ذا النبي هاهو ذا قدوس الله ، فلما سمع هذه الكلمات كثيرون من الذين كانوا ذاهبين إلى أورشليم رجعوا مسرعين ، ودخلوا أورشليم مع يسوع وقصوا ما صنع الله للأبرص بواسطة يسوع .

الفصل الثاني عشر
(( الموعظة الأولى التي ألقاها يسوع على الشعب وغرائبها ، من حيث ما يتعلق منها بـإسم الله ))

فاضطربت المدينة كلها لهذه الكلمات ، وأسرع الجميع إلى الهيكل ليروا يسوع الذي دخل إليه ليصلي حتى ضاق بهم المكان ، فتقدم الكهنة إلى يسوع قائلين : إن هذا الشعب يحب أن يراك ويسمعك فارتق إذا الدكة وإذا أعطاك الله كلمة فتكلم بها بإسم الرب ، فارتقى يسوع الموضع الذي اعتاد الكتبة التكلم فيه ، وإذ أشار بيده إيماءا للصمت فتح فاه قائلا : تبارك اسم الله القدوس الذي من بسرّه ورحمته أراد فخلق خلائقه ليمجدوه ، تبارك اسم الله القدوس الذي خلق نور جميع القديسين والأنبياء قبل كل الأشياء ليرسله لخلاص العالم كما تكلم بواسطة عبده داود قائلا : ( قبل كوكب الصبح في ضياء القديسين خلقتك ) ، تبارك اسم الله القدوس الذي خلق الملائكة ليخدموه ، وتبارك الله الذي قاص وخذل الشيطان وأتباعه الذين لم يسجدوا لمن أحب الله يسجد له ، تبارك اسم الله القدوس الذي خلق الإنسان من طين الأرض وجعله قيما على أعماله ، تبارك اسم الله القدوس الذي طرد الإنسان من الفردوس لأنه عصا أوامره الطاهرة ، تبارك اسم الله القدوس الذي برحمته نظر بإشفاق إلى دموع آدم وحواء أبوي الجنس البشري ، تبارك اسم الله القدوس الذي قاص بعدل قايين قاتل أخيه وأرسل الطوفان على الأرض وأحرق ثلاث مدن شريرة وضرب مصر وأغرق فرعون في البحر الأحمر وبدد شمل أعداء شعبه وأدب الكفرة وقاص غير التائبين ، تبارك اسم الله القدوس الذي برحمته أشفق على خلائقه فأرسل إليهم أنبياءه ليسيروا في الحق والبر أمامه ، الذي أنقذ عبيده من كل شر وأعطاهم هذه الأرض كما وعد أبانا إبراهيم وابنه إلى الأبد ، ثم أعطانا ناموسه الطاهر على يد عبده موسى لكي لا يغشنا الشيطان ورفعنا فوق جميع الشعوب ، ولكن أيها الإخوة ماذا نفعل اليوم لكي لا نجازى على خطايانا ؟ وحينئذ وبخ يسوع الشعب بأشد عنف لأنهم نسوا كلمة الله وأسلموا أنفسهم للغرور فقط ، ووبخ الكهنة لإهمالهم خدمة الله ولجشعهم ، ووبخ الكتبة لأنهم علَّموا تعاليم فاسدة وتركوا شريعة الله ، ووبخ العلماء لأنهم أبطلوا شريعة الله بواسطة تقاليدهم ، وأثر كلام يسوع في الشعب حتى أنهم بكوا جميعهم من صغيرهم إلى كبيرهم يستصرخون رحمته ويضرعون إلى يسوع لكي يصلي لأجلهم ، ما خلا كهنتهم ورؤساءهم الذين أضمروا في ذلك اليوم العداء ليسوع لأنه تكلم هكذا ضد الكهنة والكتبة والعلماء فصمموا على قتله ، ولكنهم لم ينبسوا بكلمة خوفا من الشعب الذي قبله نبيا من الله ، ورفع يسوع يديه إلى الرب الإله وصلى ، فبكى الشعب وقالوا ( ليكن كذلك يارب ليكن كذلك ) ، ولما انتهت الصلاة نزل يسوع من الهيكل وسافر ذلك اليوم من أورشليم مع كثيرين من الذين تبعوه ، وتكلم الكهنة فيما بينهم بالسوء في يسوع .

الفصل الثالث عشر
(( خوف يسوع وصلاته وتعزية الملاك جبريل العجيبة ))

ولما مضت بعض أيام وكان يسوع عالما بالروح رغبة الكهنة صعد إلى جبل الزيتون ليصلي ، وبعد أن صرف الليل كله في الصلاة صلى يسوع في الصباح قائلا : يارب إني عالم أن الكتبة يبغضونني ، والكهنة مصممون على قتلي أنا عبدك ، لذلك أيها الرب الإله القدير الرحيم اسمع برحمه صلوات عبدك ، وأنقذني من حبائلهم لأنك أنت خلاصي ، وأنت تعلم يارب أني أنا عبدك إياك أطلب يارب وكلمتك أتكلم ، لأن كلمتك حق هي تدوم إلى الأبد ، ولما أتم يسوع هذه الكلمات إذا بالملاك جبريل قد جاء إليه قائلا : لا تخف يا يسوع لأن ألف ألف من الذين يسكنون فـوق السماء يحرسون ثيابك ، ولا تموت حتى يكمل كل شيء ويمسي العالم على وشك النهاية ، فخر يسوع على وجهه إلى الأرض قائلا : أيها الإله الرب العظيم ما أعظم رحمتك لي ، وماذا أعطيك يارب مقابل ما أحسنت به إليّ ، فأجاب الملاك جبريل أنهض يا يسوع واذكر إبراهيم الذي كان يريد أن يقدم ابنه الوحيد اسماعيل ذبيحة لله ليتم كلمات الله ، فلما لم تقو المدية على ذبح ابنه قدم عملا بكلمتي كبشا ، فعليك أن تفعل ذلك يا يسوع خادم الله ، فأجابه يسوع سمعا وطاعة ، ولكن أين أجد الحمل وليس معي نقود ولا تجوز سرقته ، فدله إذ ذاك الملاك جبريل على كبش فقدمه يسوع ذبيحة حامدا ومسبحا لله الممجد إلى الأبد .

الفصل الرابع عشر
(( المسيح ينتخب اثني عشر تلميذا بعد صيام أربعين يوما ))

ونزل يسوع من الجبل وعبر وحده ليلا إلى الجانب الأقصى من عبر الأردن ، وصام أربعين يوما وأربعين ليلة لم يأكل شيئا ليلا ولا نهارا ضارعا دوما إلى الرب لخلاص شعبه الذي أرسله الله إليه ، فلما انقضت الأربعون يوما جاع ، فظهر له حينئذ الشيطان وجربه بكلمات كثيرة ، ولكن يسوع طرده بقوة كلمات الله ، فلما انصرف الشيطان جاءت الملائكة وقدمت ليسوع كل ما يحتاج ، أما يسوع فعاد إلى نواحي أورشليم ووجده الشعب مرة أخرى بفرح عظيم ، ورجاه أن يمكث معهم لأن كلماته لم تكن ككلمات الكتبة بل كانت قوية لأنها أثرت في القلب ، فلما رأى يسوع أن الجمهور الذي عاد إلى نفسه ليسلك في شريعة الله جمهور غفير صعد الجبل ومكث كل الليل بالصلاة ، فلما طلع النهار نزل من الجبل وانتخب إثني عشر سماهم رسلا منهم يهوذا الذي صلب ، أما اسماؤهم فهي ، اندراوس وأخوه بطرس الصياد ، وبرنابا الذي كتب هذا مع متى العشار الذي كان يجلس للجباية ، يوحنا ويعقوب ابنا زبدى ، تداوس ويهوذا ، برتولوماوس وفيلبس ، يعقوب ويهوذا الإسخريوطي الخائن ، فهؤلاء كاشفهم على الدوام بالأسرار الإلهية ، أما يهوذا الإسخريوطي فأقامه وكيلا على ما كان يعطى للصدقات فكان يختلس العشر من كل شيء .

الفصل الخامس عشر
(( الآية التي فعلها المسيح في العرس حيث حول الماء خمرا ))

ولما اقترب عيد المظال دعا غني يسوع وتلاميذه وأمه إلى العروس ، فذهب يسوع ، وبينما هم في الوليمة فرغت الخمر ، فكلمت أم يسوع إياه قائلة : ليس لهم خمر ، فأجاب يسوع : ما شأني في ذلك يا أماه ؟ فأوصت أمه الخدمة أن يطيعوا يسوع المسيح في كل ما يأمرهم به ، وكانت هناك ستة أجران للماء حسب عادة إسرائيل ليطهروا أنفسهم للصلاة ، فقال يسوع : املأوا هذه الأجران ماءا ، ففعل الخدمة هكذا ، فقال لهم يسوع : بإسم الله اسقوا المدعوين ، فقدم الخدمة إلى مدبر الحفلة الذي وبخ الأتباع قائلا : أيها الخدمة الأخساء لماذا أبقيتم الخمر الجيدة حتى الآن ؟ لأنه لم يعرف شيئا مما فعل يسوع ، فأجاب الخدمة : يوجد هنا رجل قدوس الله لأنه جعل من الماء خمرا ، غير أن مدبر الحفلة ظن أن الخدمة سكارى ، أما الذين كانوا جالسين بجانب يسوع فلما رأوا الحقيقة نهضوا عن المائدة واحتفوا به قائلين : حقا إنك قدوس الله ونبي صادق مرسل إلينا من الله ، حينئذ آمن به تلاميذه ، وعاد كثيرون إلى أنفسهم قائلين : الحمد لله الذي أظهر رحمة لإسرائيل وافتقد بيت يهوذا بمحبته تبارك اسمه الأقدس .


الفصل السادس عشر
(( التعاليم العجيبة التي علمها لتلاميذه ، بخصوص الارتداد عن الحياة الشريرة ))

وجمع يسوع ذات يوم تلاميذه وصعد إلى الجبل ، فلما جلس هناك دنا منه التلاميذ ففتح فاه وعلمهم قائلا : عظيمة هي النعم التي أنعم بها الله علينا فترتب علينا من ثم أن نعبده بإخلاص قلب ، وكما أن الخمر الجديدة توضع في أوعية جديدة هكذا يترتب عليكم أن تكونوا رجالا جددا إذا أردتم أن تعوا التعاليم الجديدة التي ستخرج من فمي ، الحق أقول لكم كما أنه لا يتأتى للإنسان أن ينظر بعينه السماء والأرض معا في وقت واحد فكذلك يستحيل عليه أن يحب الله والعالم . لا يقدر رجل أبدا أن يخدم سيدين أحدهما عدو للآخرين لأنه إذا أحبك أحدهما أبغضك الآخر ، فكذلك أقول لكم حقا أنكم لا تقدرون أن تخدموا الله والعالم ، لأن العالم موضوع في النفاق والجشع والخبث ، لذلك لا تجدون راحة في العالم بل تجدون بدلا منها اضطهادا أو خسارة ، إذا فاعبدوا الله واحتقروا العالم ، إذ مني تجدون راحة لنفوسكم ، أصيخوا السمع لكلامي لأني أكلمكم بالحق ، طوبى للذين ينوحون في هذه الحياة لأنهم يتعزون ، طوبى للمساكين الذين يعرضون حقا عن ملاذ العالم لأنهم سيتنعمون بملاذ ملكوت الله ، طوبى للذين يأكلون على مائدة الله لأن الملائكة ستقوم على خدمتهم ، أنتم مسافرون كسياح ، أيتخذ السائح لنفسه على الطريق قصورا وحقولا وغيرها من حطام العالم ، كلا ثم كلا ولكنه يحمل أشياء خفيفة ذات فائدة وجدوى في الطريق ، فليكن هذا مثلا لكم ، وإذا أحببتم مثلا آخر فاني أضربه لكم لكي تفعلوا كل ما أقوله لكم ، لا تثقلوا قلوبكم بالرغائب العالمية قائلين من يكسونا أو من يطعمنا ، بل انظروا الزهور والأشجار مع الطيور التي كساها وغذاها الله ربنا بمجد أعظم من كل مجد سليمان ، والله الذي خلقكم ودعاكم إلى خدمته هو قادر أن يغذيكم ، الذي أنزل المن من السماء على شعبه إسرائيل في البرية أربعين سنة وحفظ أثوابهم من أن تعتق أو تبلى ، أولئك الذين كانوا ستمائة وأربعين ألف رجل خلا النساء والأطفال .

الحق أقول لكم أن السمـاء والأرض تهنان بيد أن رحمته لا تهن للذين يتقونه ، أغنياء العالم هم على رخائهم جياع وسيهلكون ، كان غني ازدادت ثروته فقال : ماذا أفعل يا نفسي ، إني أهدم أهرائي لأنها صغيرة وأبني أخرى جديدة أكبر منها فتظفرين بمناك يا نفسي ، إنه لخاسر لأنه في تلك الليلة توفى ، ولقد كان يجب عليه العطف على المسكين وأن يجعل لنفسه أصدقاء من صدقات أموال الظلم في هذا العالم لأنهـا تأتي بكنوز في عالم السماء ، وقولوا لي من فضلكم إذا وضعتم دراهمكم في مصرف عشار فأعطاكم عشرة أضعاف وعشرين ضعفا أفلا تعطون رجلا كهذا كل مالكم ، ولكن الحق أقول لكم أنكم مهما أعطيتم وتركتم لأجل محبة الله فستستردونه مائة ضعف مع الحياة الأبدية ، فانظروا إذا كم يجب عليكم أن تكونوا مسرورين في خدمة الله .


الفصل السابع عشر
(( عدم إيمان التلاميذ ودين ( مامن ) الصحيح ))

ولما قال يسوع ذلك أجاب فيلبس : إننا لراغبون في خدمة الله ولكننا نرغب أيضا أن نعرف الله ، لأن إشعيا النبي قال ( حقا إنك لإله محتجب ) ، وقال الله لموسى عبده ( أنا الذي هو أنا ) أجاب يسوع : يا فيلبس إن الله صلاح بدونه لا صلاح ، إن الله موجود بدونه لا وجود ، إن الله حياة بدونها لا أحياء ، هو عظيم حتى أنه يملأ الجميع وهو في كل مكان ، هو وحده لا ند له ، لا بداية ولا نهاية له ولكنه جعل لكل شيء بداية وسيجعل لكل شيء نهاية ، لا أب و لا أم له ، لا أبناء ولا إخوة ولا عشراء له ، ولما كان ليس لله جسم فهو لا يأكل ولا ينام ولا يموت ولا يمشي ولا يتحرك ، ولكنه يدوم إلى الأبد بدون شبيه بشري ، لأنه غير ذي جسد وغير مركب وغير مادي وأبسط البسائط ، وهو جواد لا يحب إلا الجود ، وهو مقسط حتى إذا هو قاص أو صفح فلا مرد له ، وبالإختصار أقول لك يا فيلبس أنه لا يمكنك أن تراه وتعرفه على الأرض تمام المعرفة ، ولكنك ستراه في مملكته إلى الأبد حيث يكون قوام سعادتنا ومجدنا ، أجاب فيلبس : ماذا تقول يا سيد حقا لقد كتب في إشعيا أن الله أبونا فكيف لا يكون له بنون ؟ ، أجاب يسوع : إنه في الأنبياء مكتوب أمثال كثيرة لا يجب أن تأخذها بالحرف بل بالمعنى ، لأن كل الأنبياء البالغين مائة وأربعة وأربعين ألفا الذين أرسلهم الله إلى العالم قد تكلموا بالمعميات بظلام ، ولكن سيأتي بعد بهاء كل الأنبياء الأطهار فيشرق نورا على ظلمات سائر ما قال الأنبياء ، لأنه رسـول الله ولما قال هذا تنهد يسوع وقال : ارأف بإسرائيل أيها الرب الإله وانظر بشفقة على إبراهيم وعلى ذريته لكي يخدموك بإخلاص قلب فأجاب تلاميذه : ليكن كذلك أيها الرب الإله ، وقال يسوع : الحق أقول لكم أن الكتبة والعلماء قد أبطلوا شريعة الله بنبواتهم الكاذبة المخالفة لنبوات أنبياء الله الصادقين ، لذلك غضب الله على بيت إسرائيل وعلى هذا الجيل القليل الإيمان ، فبكى تلاميذه لهـذه الكلمات وقالوا : ارحمنا يا الله ترأف على الهيكل والمدينة المقدسة ولا تدفعها إلى احتقار الأمم لكي لا يحتقروا عهدك ، فأجاب يسوع : وليكن كذلك أيها الرب إله آبائنا .

الفصل الثامن عشر
(( يوضح هنا اضطهاد العالم بخدمة الله وأن حماية الله تقيهم ))

وبعد أن قال يسوع هذا قال : لستم أنتم الذين اخترتموني بل أنا اخترتكم لتكونوا تلاميذي ، فإذا أبغضكم العالم تكونون حقا تلاميذي ، لأن العالم كان دائما عدو عبيد خدمة الله ، تذكروا الأنبياء والأطهار الذين قتلهم العالم ، كما حدث في أيام إيليا إذ قتلت إيزابل عشرة آلاف نبي حتى بالجهد نجا إيليا المسكين وسبعة آلاف من أبناء الأنبياء الذين خبأهم رئيس جيش أخاب ، أواه من العالم الفاجر الذي لا يعرف الله ، إذا لا تخافوا أنتم لأن شعور رؤوسكم محصاة كي لا تهلك ، انظروا العصفور الدوري الطيور الأخرى التي لا تسقط منها ريشة بدون إرادة الله ، أيعتني الله بالطيور أكثر من اعتنائه بالإنسان الذي لأجله خلق كل شيء ؟ أيتفق وجود إنسان أشد اعتناءا بحذائه منه بإبنه ، كلا ثم كلا ، أفلا يجب عليكم بالأولى أن تظنوا أن الله لا يهملكم وهو المعتني بالطيور ، وليكن لماذا أتكلم عن الطيور بل لا تسقط ورقة من شجرة بدون إرادة الله ، صدقوني لأني أقول لكم الحق أن العالم يرهبكم إذا حفظتم كلامي ، لأنه لو لم يخشى فضيحة فجوره لما أبغضكم ولكنه يخشى فضيحته ولذلك يبغضكم ويضطهدكم ، فإذا رأيتم العالم يستهين بكلامكم فلا تحزنوا بل تأملوا كيف أن الله وهو أعظم منكم قد استهان به أيضا العالم حتى حسبت حكمته جهالة ، فإذا كان الله يحتمل العالم بصبر فلماذا تحزنون أنتم يا تراب وطين الأرض ، فصبركم تملكون أنفسكم ، فإذا لطمكم أحد على خد فحولوا له الآخر ليلطمه ، لا تجازوا شرا بشر لأن ذلك ما تفعله شر الحيوانات كلها ، ولكن جازوا الشر بالخير وصلوا لله لأجـل الذين يبغضونكم ، النار لا تطفأ بالنار بل بالماء لذلك أقول لكم لا تغلبوا الشر بالشر بل بالخير ، انظروا الله الذي جعل شمسه تطلع على الصالحين والطالحين وكذلك المطر ، فكذلك يجب عليكم أن تفعلوا خيرا مع الجميع لأنه مكتوب في الناموس كونوا قديسين لأني أنا إلهكم قدوس كونوا أنقياء لأني أنا نقي وكونوا كاملين لأني أنا كامـل ، الحق أقول لكم أن الخادم يحاول إرضاء سيده ، وأثوابكم هي إرادتكم ومحبتكم ، احذروا إذا من أن تريدوا أو تحبوا شيئا غير مرضي من الله ربنا ، أيقنوا أن الله يبغض بهرجة وشهوات العالم لذلك أبغضوا أنتم العالم .

الفصل التاسع عشر
(( المسيح ينذر بتسليمه ويشفي عشرة برص ، عند نزوله من الجبل ))

ولما قال يسوع ذلك أجاب بطرس : يا معلم لقد تركنا كل شيء لنتبعك فما مصيرنا ؟ أجاب يسوع : إنكم لتجلسون يوم الدينونة بجانبي لتشهدوا على أسباط إسرائيل الإثني عشر ، ولما قال يسوع ذلك تنهد قائلا : يارب ما هذا ؟ إني قد اخترت اثني عشر فكان واحد منهم شيطانا ، فحزن التلاميذ جدا لهذه الكلمة ، فعند ذلك سأل الذي يكتب يسوع سرا بدموع قائلا : يا سيد أيخدعني الشيطان وهل أكون منبوذا ، فأجاب يسوع : لا تأسف يا برنابا لأن الذين اختارهم الله قبل خلق العالم لا يهلكون تهلل لأن اسمك مكتوب في سفر الحياة ، وعزى يسوع تلاميذه قائلا : لا تخافوا لأن الذي سيبغضني لا يحزن لكلامي لأنه ليس فيه الشعور الإلهي ، فتعزى المختارون بكلامه ، وأدى يسوع صلواته ، وقال التلاميذ : آمين ليكن هكذا أيها الرب الإله القدير الرحيم ، ولما انتهى يسوع من العبادة نزل من الجبل مع تلاميذه ، والتقى بعشرة برص صرخوا من بعيد : يا يسوع ابن داود ارحمنا ، فدعاهم يسوع إلى قربه وقال لهم : ماذا تريدون مني أيها الإخوة ؟ فصرخوا جميعهم : أعطنا صحة ، أجاب يسوع : أيها الأغبياء أفقدتم عقلكم حتى تقولوا : أعطنا صحة ، ألا ترون أني إنسان نظيركم ؟ ادعوا إلهنا الذي خلقكم وهو القدير الرحيم يشفكم ، فأجاب البرص بدموع : إننا نعلم أنك إنسان نظيرنا ، ولكنك قدوس الله ونبي الرب فَصَلْ لله ليشفينا ، فتضرع الرسل إلى يسوع قائلين يا معلم ارحمهم ، حينئذ أنّ يسوع وصلى قائلا : أيها الرب الإله القدير الرحيم ، ارحم وأصخ السمع إلى كلمات عبدك ارحم رجـاء هؤلاء الرجال ، وامنحهم صحة لأجل محبة إبراهيم أبينا وعهدك المقدس ، وإذ قال يسوع ذلك تحول إلى البرص وقال : اذهبوا وأروا أنفسكم للكهنة بحسب شريعة الله ، فانصرف البرص وبرئوا على الطريق ، فلما رأى أحدهم أنه برئ عاد ينشد يسوع ، وكان إسماعيليا ، وإذ وجد يسوع انحنى احترامـا له قائلا : إنك حقا قدوس الله ، وتضرع إليه بشكر لكي يقبله خادما ، أجاب يسوع : قد برئ عشرة فأين التسعة ؟ وقال للذي برئ : إني ما أتيت لأُخدَم بل لأخدِم ، فاذهب إذا إلى بيتك ، واذكر ما أعظم ما فعل الله بك لكي يعلموا أن الوعود الموعود بها إبراهيم وابنه مع ملكوت الله آخذة في الاقتراب ، فانصرف الأبرص المبرأ ولما بلغ جيرة حيه قص ما صنع الله به بواسطة يسوع .

الفصل العشرون
(( الآية التي فعلها يسوع في البحر وإعلانه أين يقبل النبي ))

وذهب يسوع إلى بحر الجليل ونزل في المركب مسافرا إلى الناصرة مدينته ، فحدث نوء عظيم في البحر حتى أشرف المركب على الغرق ، وكان يسوع نائما في مقدم المركب ، فدنا منه تلاميذه وأيقظوه قائلين : يا سيد خلص نفسك فإننا هالكون ، وأحاط بهم خوف عظيم بسبب الريح الشديدة التي كانت مضادة وعجيج البحر ، فنهض يسوع ورفع عينيه نحو السماء وقال : يا ألوهيم الصباؤت ارحم عبيدك ، ولما قال يسوع هذا سكنت الريح حالا وهدأ البحر ، فجزع النوتية قائلين : ومن هو هذا حتى أن البحر والريح يطيعانه ، ولما بلغ مدينة الناصرة أذاع النوتية في المدينة كل ما فعله يسوع ، فمثل بين يديه الكتبة والعلماء وقالوا : لقد سمعنا كم فعلت في البحر واليهودية فأتنا إذا بآية من الآيات هنا في وطنك ، فأجاب يسوع : يطلب هذا الجيل العديم الإيمان آية ولكن لن تعطى لأنه لا يقبل نبي في وطنه ولقد كانت في زمن إيليا أرامل كثيرات في اليهودية ولكنه لم يرسل ليقات إلا إلى أرملة صيدا ، وكان البرص في زمن اليشع في اليهودية كثيرين ولكن لم يبرأ إلا نعمان السرياني ، فحنق أهل المدينة وأمسكوه واحتملوه إلى شفا جرف ليرموه ولكن يسوع مشى في وسطهم وانصرف عنهم .

الفصل الحادي والعشرون
(( يسوع يشفي مجنونا وطرح الخنازير في البحر ، وإبراؤه ابنة الكنعانية ))

صعد يسوع إلى كفر ناحوم ودنا من المدينة ، وإذا بشخص خرج من بين القبور كان به شيطان تمكَّن منه حتى لم تقو سلسلة على إمساكه فألحق بالناس ضررا كثيرا ، فصرخت الشياطين من فيه قائلة : يا قدوس الله لماذا جئت قبل الوقت لتزعجنا ، وتضرعوا إليه ألا يخرجهم ، فسألهم يسوع كم عددهم ، فأجابوا : ستة آلاف وستمائة وستة وستون ، فلما سمع التلاميذ هذا ارتاعوا وتضرعوا إلى يسوع أن ينصرف ، حينئذ أجـاب يسوع ، أين إيمانكم ؟ يجب على الشيطان أن ينصرف لا أنا ، فحينئذ صرخت الشياطين قائلة : إننا نخرج ولكن اسمح لنا أن ندخل في تلك الخنازير ، وكان يرعى هناك بجانب البحر نحو عشرة آلاف خنزير للكنعانيين ، فقال يسوع : أخرجوا وادخلوا في الخنازير ، فدخلت الشياطين الخنازير بجئير وقذفت بها إلى البحر ، حينئذ هرب إلى المدينة رعاة الخنازير وقصوا كل ما جرى على يد يسوع ، فخرج من ثم رجال المدينة فوجدوا يسوع والرجل الذي شفي ، فارتاع الرجال وضرعوا إلى يسوع أن ينصرف عن تخومهم ، فانصرف من ثم عنهم وصعد إلى نواحي صور وصيدا ، وإذا بإمرأة من كنعان مع ابنيها قد جاءت من بلادها لترى يسوع ، فلما رأته آتيا مع تلاميذه صرخت : يا يسوع ابن داود ارحم ابنتي التي يعذبها الشيطان ، فلم يجب يسوع بكلمة واحدة لأنهم كانوا من غير أهل الختان ، فتحنن التلاميذ وقالوا : يا معلم تحنن عليهم انظر ما أشد صراخهم وعويلهم ، فأجاب يسوع : إني لم أرسل إلا إلى شعب إسرائيل ، فتقدمت المرأة وابناها إلى يسوع معولة قائلة : يا يسوع بن داود ارحمني ، أجاب يسوع لا يحسن أن يأخذ الخبز من أيدي الأطفال ويطرح للكلاب ، وإنما قال يسوع هذا لنجاستهم لأنهم كانوا من غير أهل الختان ،

فأجابت المرأة : يا رب إن الكلاب تأكل الفتات الذي يسقط من مائدة أصحابها ، حينئذ انذهل يسوع من كلام المرأة وقال : أيتها المرأة إن إيمانك لعظيم ، ثم رفع يديه إلى السماء وصلى لله ثم قال : أيتها المرأة قد حررت ابنتك فاذهبي في طريقك بسلام ، فانصرفت المرأة ولما عادت إلى بيتها وجدت ابنتها التي تسبح الله ، لذلك قالت المرأة : حقا لا إله إلا إله إسرائيل ، فانضم من ثم أقرباؤها إلى الشريعة عملا بالشريعة المسطورة في كتاب موسى .

ا

elsayed
elsayed
عضو مجتهد
عضو مجتهد

عدد المساهمات : 20
نقاط : 68
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/04/2011
العمر : 37
الموقع : المحله الكبرى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى